يوم الرحيل

مرثية للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه.

سُميا صالح *

 

أرض بها كنت مثل الضوء في البصرِ

يا مانح البحر زهو اللون والأثرِ

 

أوقدت شعلتها فازدان موقفها

وأخجل اليُسر فيها ضفة العُسِرِ

 

كانت يداك يفيض العشب بينهما

والمجد يهزم دوماً سيرة الخَطَرِ

 

فمسقط الضوء جسم كنتَ خافقه

ودعته بالأسى والدمع في النظر

 

قابوس كنت بهذه الأرض أوردة

فالنخل يروي حديث الجود للزهر

 

قد كنت عمراً مشت في الناس نخوته

حتى تسامت عظيما خطوة العمر

 

ألهمتَ للجيل آفاقاً مكللة

فيها البناء يحاكي كف مُفتخرِ

 

يا ليت كل الذي أعطيتَ بارقه

يفدي حضورك حد الصمت بالسفر

 

مازال للدمع سطراً بات يكتبه

على ربا الوقت من ليل الى السَحرِ

 

لو كان ينفع أو يحيي الأُلى رحلوا

صرنا سحابا ونتلوا سورة المطرِ

 

واحسرتاه ترامى الحزن في مدن

أضحت يتاماك يا ترنيمة العُصُرِ

 

ويسألون متى اللقيا وقد غرقوا

في لجة الحزن بين النوم والسَهرِ

 

ويرسلون مكاتيباً بلا ورق

يفتتون بها قلباً من الحجرِ

 

إنا فقدناك ياقابوس قد نَزفتْ

يوم الرحيل قلوب الفقد بالبصرِ.

 

 

* شاعرة سورية

تعليق عبر الفيس بوك