قيادة حكيمة ورؤى سديدة

 

مدحت أبو راس

 

حمامة السلام للعالم أجمع، فلم نر ولم نسمع لعُمان خلافا أو عداءً مع أحد، فقد رسم جلالته - طيب الله ثراه - سياستها بعقل وحكمة مرتكزة على حسن الجِوار جعلت من عُمان بحكمته "جنيف العرب" وبنى لشعبها دولة عصرية حديثة على أعمدة العلم والذوق والثقافة والفنون والآداب، يحمي مقدراتها جيش عظيم من البواسل الشرفاء.

هذه سلطنة عُمان التي سطع نورها على الدنيا من أواخر القرن الخامس عشر وحتى الثامن عشر ومن قبلها كانت حاملة لرسالة الإسلام والوئام من عهد النبي إبراهيم عليه السلام ليمتد بريقها تحت رايته الميمونة يوم تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م

امتازت عمان على سائر الأقطار بقيادة حكيمة ورؤى سديدة مدروسة مخلصة في بناء نهضة حديثة بدأت من عام ١٩٧٠ بقيادة شاب محب لوطنه وعروبته فأولها كل اهتماماته، متحديا الصعاب، متجاوزا الأزمات الاقتصادية بحكمة القائد وصبر الرائد ومثابرة الأب الحنون فتمكن من إدارة دفة الحكم والبناء بتوازن وثقة، إلى أن أزال كل الصعاب وراءه شعب بعزيمة لا تلين فحقق أغلى الغايات وهي بناء المواطن والوطن تظللهم راية الحب والتسامح وعلى قلب رجل رجل واحد اسمه قابوس بن سعيد.. فكنا نرى في كل مواطن عماني على هذه الأرض الطيبة يحمل سمتا من سمات شخصية القائد والأب قابوس.

فما أعظمه من قائد وأب لم يجُد بمثله زمان..  50 عاما عشت منهم 28  أنا وأسرتي وأخوتي  على أرضها، فلم نشعر يوما بأننا غرباء؛ بل كنا ومازلنا يجيش بنا الشعور أن عمان وطن نعيش فيه وأن مصر وطن يعيش فينا.. فبفضلك نعمنا في آمن وأمان في واحة عمان وخيرها وتضرعنا إلى الله في مساجدها وأنصتنا إلى مأذنها التي تميزت بها، وتعلم أبناؤنا بجانب أشقائهم العمانيين في صروح علمك التي بدأت تحت ظل شجر إلى أن أصبح التعلم في عمان أحد أوجه تطور الدولة الحديثة.

في عمان اقتصاد آمن مستقر.. وحياه آمنة سعيده تحفها روح التسامح والتواضع.. رحمك الله يا فقيد الأمه، وطيَّب الله ثراك وأسكنك الله فسيح الجنان.. لسنا  فقط المحزونين  على رحيلك؛ بل السماء بكت على فراقك دمعا منهمرا.. أيها القائد الحكيم الذي بكت عليه السماء بردا وسلاما عليك وعلى روحك الطاهرة.. ارقد بسلام في جنات النعيم .. في جنات ونهر عند مليك مقتدر.

تعليق عبر الفيس بوك