قصيدة: غروب شمس الحكمة

 

جيهان رافع **

** شاعرة سورية

 

 

توأمُ النور

يا صاريًا ثكلتهُ السفينةُ

أضحت عُمان مخذولةٌ

وسرى الحزن في أوصالِ المدينة

سألَ شرقُ العُربِ مغربَهُ

عن شمسِ السلامِ

 كيف في جِدثٍ تَغيبُ؟

عن صوتٍ كان لشعبِهِ

كأذانِ المغرب لصائمٍ في قائظ الأيامِ؟

عن معنى الفجر؟

عن توأمِ النورِ؟

عن المآذنِ والأماكنِ

كيف باتت حزينة؟

*********

قد أدركَ الإعجازُ

بدعةَ سلطانٍ أمهَرَ عُمانَهُ الروحَ

واعتلى المُزنَ دفءُ حبِّهِ

فجَرَتْ فيها من الأمان أنهارُ

وساغت للظامئينَ ينهلون

من نبعِ حكمةٍ

لم يُصبهُ شحٌّ ولا إقتارُ

************

 يا أملاً في القلوب سُكناهُ

قضيتَ على داءِ الفُرقةِ وفارقتَنا

 كجمرِ الغَضَا رحيلُكَ تجرّعناهُ

ألا ليتَ الفراقَ كانَ رجلًا

لكُنّا في حبّكَ وأدناهُ

وليتَ الصخرَ يشعرُ

لناحَ من حزننا الصَّوانُ

فمنَ الفرحِ كثيرهُ أضَعنَا

ومن القائدينَ سَيّدُهُم فقدناهُ

فلا تُكثروا الملامةَ

إن ضاقت بدموع الرجال الخزائن

على من كانَ جسرُ السلامِ  يُمناهُ

وقلبهُ موطنًا وحدَنا لطالما عَشِقْناهُ

**********

ركنُ الأمانِ خاشعٌ أسْهَدُ

والموتُ أزهقَ له العنوانَ

وكحلٌ من عيونِ السماءِ

 أسقطَهُ الخبرُ

وعلى رحيلِك أرعد يُعزّينا

حين احتضنتكَ الأرضُ

صرختْ بفرحٍ 

يا صوتَ الله في أركاني

كغرانٍ لجسد

رافقتكَ رحمةُ الله

وأمانُ الغفرانِ

والسلامُ على روحِكَ

 من الواحد الأحد

نحن الذين بنينا لك الروح بيتًا

 ورسمنا من اسمك دربَ فَخْرنا

نعاهدك بالإيمانٍ بيومِ الوعد

ستبقى حكمتك لنا المرسى والمينا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك