قابوس يا قبسا أنار وجودنا

حسن بن أحمد الكلباني

لطالما تردَّدت على مسامعنا هذه العبارات الرائعة في الصغر، إلى أن كبرنا وترعرعنا وعشنا في كنف هذا الوطن، كيف لا وهي شاهدة على عصر النهضة المباركة بقيادة حكيم هذه الدولة وأحد حكماء العالم أجمع، وليس كأي حكيم إنما هو سياسي محنك ومحب للسلام والوئام، وكاره للفرقة والتشتت والخراب، المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور القائد الفذ، وباني نهضة عمان المجيدة، التي لا يزال آباؤنا وأجدادنا يتغنون ويتكلمون بها في كل محفل، ويتذكرون كيف كان شظف الحياة وقلة المستويات المعيشية وغيرها قبل النهضة المباركة، وليست كأي نهضة، وإنما نقول الحق إنها أحدثت المستحيل، وبنت عمان الحديثة من مستويات صعبة إلى مستويات وحداثة رصينة وبنية أساسية متينة.

كيف نرثيك يا سلطان العروبة والمحبة والوفاء، يا سلطان القلوب والعقول بقدرة من الله، ورزقٍ رزقك منه محبة هذا الشعب المحب والوفي لشخصك الرحيم والكريم لهذا الوطن وشعبه العطوف المتسامح والمحب!! كيف نرثيك لطالما نصائحك العصماء وجهت الشعب العماني إلى المحبة والتعاطف والترابط ونبذ الفرقة والتعصب ودخول الأفكار الدخيلة المنبوذة!! كيف نرثيك وأنت الأب العطوف الذي كرست حياتك في خدمة هذا الوطن وبنائه من كل نواحي الحياة الكريمة من رفاهية وخدمات جليلة وتعليم مشرق والقيام والنهوض بالبشر والحجر في سبيل رقي وخدمة هذا الوطن الجليل عمان!! كيف نرثيك وأنت ما زلت في قلوبنا وعقولنا نتذكر زياراتك للشعب في كل أنحاء الوطن من ولاياته ومناطقه المترامية والالتقاء بأبنائه من مواطنين وشيوخ ورشداء وأعيان، تستمع وتتلمس مشاعر شعبك وحاجاتهم ومتطلباتهم لتكمل عطاءاتك المتواصلة دائما لهذا الوطن، وتكمل أي تقصير، وتلهم شعبك التواصل والتواضع بين الحاكم والمحكوم!! كيف نرثيك يا من أقمت المساجد لتوحِّد القلوب قبل الصفوف، وتقام الصلاة في أوقاتها لتكون تقربنا وزُلفى وتصديقا وتوثيقا لقول الله سبحانه: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ"!! كيف نرثيك وكلما مر عام ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية بالنهضة المباركة وعيدنا الوطني عيد مولد جلالتكم الذي يُذكرنا كل عام بقدومك الميمون وعهدك الزاهر. كيف نرثيك يا من رسَّخت لهذا الوطن أمنه وأمانه، وصنعت جيشا فأخذ يذود عن حمى هذا الوطن العزيز على قلوبنا!! كيف نرثيك يا من كسبت احترام العالم أجمع بسياساته الرزينة التي تقوم على حُسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير واستعمال الحكمة في الظروف المقلقة والمتوترة في أوقات فقدان الحكمة والطيش والحروب وفي كل ما يحدث في المنطقة!!

كيف نرثيك وكلما كانت إطلالتك الكريمة علينا في أي محفل وأي تواصل كان لنا فرحة وهيبة نعتز ونفتخر بك!! كيف نرثيك يا سيدي!! لا ولن نستطيع لأنك ما زلت قابوسا منيرا لدروبنا، وخيراتك ما زالت تسري في عروقنا، وذكراك ما زالت ساكنة في قلوبنا.. لا نستطيع القول إلا أن هذه سُنة الحياة؛ حيث قال جل جلاله: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ".

كيف نرثيك يا سيدي وما زالت حكمتك تسري في أرجاء هذا الوطن بتأليف قلوب أوفيائه وقادته وحكمائه في ارتضاء ولي أمر وسلطان لهذا الوطن، واستئمانه على هذا الشعب الشامخ. بارك الله فيك يا أبي قابوس يا خير من توليت أمرنا، ورحمك الله وبرَّد على قبرك، ورزقك صحبة الأنبياء والصديقين، كما قال الله في كتابه العزيز: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".

داعين الله تعالى أن يُوفِّق وينير درب جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم -حفظه الله ورعاه- لما يحبه ويرضى لكل خير، ومواصلة بناء هذا الوطن وشعبه، كما بناه المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- بتكاتف شعبه وقيادته الحكيمة إن شاء الله، وكلنا أمل بأيام مشرقة وسعيدة إن شاء الله لهذا الوطن الكريم.

تعليق عبر الفيس بوك