قابوس.. أتعبت شعبك من بعدك

يوسف علي الدرعي

 

إنّ الكلمات لتختلط لديّ، وممتنعة عن التعبير لأنّ المصاب جلل، ولا يوفي تعبيرها عُشراً في وصف مناقب الأب الروحي والحاني لبلده وشعبه "السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله"..

لقد تعودنا نحن العمانيين والعالم أجمع طيلة فترة حكمه -قابوس بن سعيد- على ما هو فيه صلاحٍ وحكمةٍ للشعوب التي تواصل وتعايش معها، لم نسمع قطّ عن دسِ أذيةٍ أو خيانةٍ أو معاداة تجاه شعب من الشعوب في العالم أجمع -حاشاه-، بل كان اليد التي تربّت وتُهدِّي لنبذ أي شكل من أشكال التفرقة والإنقسام، مُوجداً -رحمه الله- نسائم الحب والألفة والسلام.

على مدار خمسين عاماً من حكم السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، لم أكن أدرك المعنى الكامل لمصطلح الأمن والأمان، ولكن بعدما ودعناه -رحمه الله- أدركت وأيقنت كثيراً عمق هذا المعنى، بيد لا وأنّه رحمه الله أفنى عمره في زرع مفاهيم الأمن والسلام في داخل كل فرد يعيش على هذا الوطن العزيز، ناهيك عن التقدير العالمي والحقوق التي نتمتع بها ونحن في خارج بلدنا الغالي "عُمان"، هذا كله ألا يستحق أن نشكر هذا القائد الفذُّ بعد الله سبحانه وتعالى..

نعم.. قابوس رحل عنا.. ولكن حبه ومدرسته لا زالت باقية في قلوبنا.. ننهلُ ونتعلم منها، ونشرئبُّ إليها وبشكل مستمر كمصدر أساسي في تعميق حب الوطن والمواطَنة. المدرسة القابوسية وأنت تتصفح محتوياتها الخالدة فقد سطرت معانٍ وروئً هادفة، لما لها من مصلحة عامة وجريئة في خدمة وإصلاح ذواتنا قبل غيرنا. بعدٌ ثاقب، وفهمٌ وشخصية متّزنة، سمات تميز بها السلطان الراحل -رحمه الله- والتي أجمع بها الكثير، والتي لطالما سعى أن يرسخها في شخصياتنا، وهذا يتضح من خطاباته التي يلقيها على عامةِ شعبه الكريم في المناسبات المختلفة، والتي صدى ذكراها لازال باقيًا في مخيلتنا.

يااااه.. قابوس (الرجل العظيم) كم أتعبت الناس في حبك ووصف مناقبك، وكم أتعبت الناس من بعدك في حكمتك وترسيخ مفاهيم العدل والسلام، وحنكتك في نهضة هذا البلد العظيم، التي بات يرددها كل عُمانيٍّ في كل محفل، وكيف كانت عُمان وكيف صارت؛ كدولة عصرية وحديثة تتباهى بين الدول، وهي ماضية في ذلك للمزيد -إن شاء الله-.

سيدي قابوس بن سعيد رحمك الله.. ارقد بسلام، فنحن ماضون على ما علمتنا وربيتنا عليه بدون شقاقٍ ولا فتن.. ارقد بسلام..

تعليق عبر الفيس بوك