تنفيذا لأحكام المادة السابعة من النظام الأساسي للدولة

جلالة السُّلطان هيثم بن طارق يؤدي قسم اليمين في جلسة مشتركة لمجلسي عمان والدفاع

◄ فقدنا أعز الرجال وأنقاهم.. بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني

◄ السلطان قابوس أسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة

◄ الكلمات تعجز والعبارات تقصر عن أن نؤبن سلطانا عظيما ونسرد مناقبه ونعدد إنجازاته

◄ نرتسم خطى السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت الوطنية

◄ السلطان قابوس اختط سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار

◄ سنبقى كما عهدنا العالم داعين ومساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية

◄ سنبذل الجهد لإيجاد حلول مرضية للخلافات بروح من الوفاق والتفاهم

◄ سنُواصل مع الأشقاء الخليجيين الإسهام في دفع مسيرة التعاون

مستمرون في دعم جامعة الدول العربية والأشقاء الزعماء

◄ سنعمل على النأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات لتحقيق تكامل اقتصادي يخدم التطلعات

◄ ستواصل عُمان دورها كعضو فاعل في الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين

◄ الأمن والأمان يتحققان في ربوع البلاد بفضل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية

◄ ندعم ونعتز بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في ضمان منجزات ومكتسبات البلاد

◄ الأمانة المُلقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة

◄ ينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة البلد وإعلاء شأنه والارتقاء به لحياة أفضل

◄ مساندة وتعاون وتضافر جهود أبناء عمان الأوفياء تساعدنا في تحقيق الغايات الوطنية العظمى

◄ جزى الله السلطان قابوس خير الجزاء وجعل كل ما أنجز في ميزان حسناته

 

 

مسقط- العمانية

 

أدى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق بن تيمور- حفظه الله ورعاه- قسم اليمين أمس السبت بتاريخ الخامس عشر من جمادى الأولى لعام 1441هـ الموافق الحادي عشر من يناير لعام 2020 في جلسة مشتركة لمجلسي عُمان والدفاع تنفيذاً لأحكام المادة السابعة من النظام الأساسي للدولة.

ولدى وصول جلالته- أبقاه الله- قاعة عُمان أدى قسم اليمين التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

أُقسم بالله العظيم أن أحترم النظام الأساسي للدولة والقوانين وأن أرعى مصالح المُواطنين وحرياتهم رعاية كاملة وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.

كما ألقى جلالة السلطان المُعظم- حفظه الله ورعاه- كلمة فيما يلي نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله الحكيم المتعال المحمود على السراء والضراء على حدٍ سواء، سبحانه لا راد لقضائه ولا مُعقب لحكمه، يُدبر الأمر ما من شفيع إلا بإذنه، منه المبدأ وإليه المرجع وله الحمد في الآخرة والأولى، والصلاة والسلام على خير أنبيائه ورسله وعلى آله وصحبه أولي الصدق والوفاء.

أما بعد،،

فإنَّ إرادة الله تعالى جارية في خلقه وإنِّا جميعًا إليه لراجعون.. لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن نفقد أعزَّ الرجال وأنقاهم المغفور له بإذن الله حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- رحمه الله- رجلا لا يمكن لخطاب كهذا أن يوفيه حقه وأن يُعدد ما أنجزه وما بناه فلقد بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني وشيد نهضة راسخة تجلَّت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتُنظم مسيرتها نحو مُستقبل زاهر أراده لها وأقام بنية أساسية غدت محطَّ أنظار العالم وأسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل، مما أدى إلى رفع مستوى معيشة المواطن العماني، وأقام هياكل ثابتة ودائمة للتعليم بجميع مستوياته وتخصصاته، فنهلت منه الأجيال وتشربت علمًا ومعرفة وخبرة، فجزاه الله خير ما جزى سلطاناً عن شعبه وبلده وأمته وأنزله منازل الصالحين وجعل مثواه في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وهيأ لعُمان أسباب العز والازدهار والتمكين.

أبناء عُمان الأوفياء:

إنَّ الكلمات لتعجز والعبارات لتقصر عن أن نؤبن سلطانًا عظيمًا مثله وأن تُسرد مناقبه وتُعدد إنجازاته، إن عزاءنا الوحيد وخير ما نخلد به إنجازاته هو السير على نهجه القويم والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المُستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه؛ هذا ما نحن عازمون بإذن الله وعونه وتوفيقه على السير فيه والبناء عليه لترقى عمان إلى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها فكتب الله له النجاح والتوفيق.

وعلى الصعيد الخارجي فإننا سوف نرتسم خطى السلطان الراحل مُؤكدين على الثوابت التي اختطها لسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التَّعاون الدولي في مختلف المجالات، كما سنبقى كما عهدنا العالم في عهد المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور داعين ومساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية وباذلين الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم.

وسنواصل مع أشقائنا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدمًا إلى الأمام.

وفي الشأن العربي سوف نستمر في دعم جامعة الدول العربية وسنتعاون مع أشقائنا زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.

وستواصل عُمان دورها كعضو فاعل في مُنظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم وسنبني علاقاتنا مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلَّفه لنا السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مُختلف الدول والمنظمات.

أيها المواطنون:

ما كان لبلادنا عُمان أن تحقق كل ذلك لولا القيادة الفذة للمغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- رحمه الله- والأسس الثابتة التي أقام عليها بنيان هذه الدولة العصرية والتفافكم حول قيادته واعتزازكم بما أنجزناه جميعًا تحت قيادته الحكيمة ولولا ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في ربوع هذه البلاد الذي ما كان ليتحقق إلا بوجود قوات مُسلحة جاهزة وعصرية ومعدة إعدادًا عاليًا بكل فروعها وقطاعاتها وأجهزة أمنية ضمنت استقرار البلاد واحترام المواطنين فنحن نقدر دورها العظيم لضمان منجزات ومكتسبات البلاد ونؤكد على دعمنا لها واعتزازنا بدورها.

أبناء عُمان الأوفياء:

إنَّ الأمانة المُلقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة وينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدمًا نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل ولن يتأتى ذلك إلا بمُساندتكم وتعاونكم وتضافر جميع الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى وأن تقدموا كل ما يسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء.

وفقكم الله ورعاكم وأسبغ رحمته وغفرانه على السلطان الراحل حضرة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد بن تيمور وجزاه الله خير الجزاء وجعل كل ما أنجز وقدم في ميزان حسناته عند رب كريم، وأعاننا الله على السير على نهجه وإكمال ما أراد تحقيقه لهذا الشعب العظيم، إنِّه نعم المولى ونعم النصير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

عقب ذلك، تقبَّل جلالته تهاني أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة الكريمة وأصحاب المعالي الوزراء والمستشارين والقادة العسكريين والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى بمناسبة تنصيبه سلطاناً للبلاد.

وقد عزف السلام السلطاني كما أطلقتْ المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيَّة لجلالته - رعاه الله-.

تعليق عبر الفيس بوك