ترجمة- رنا عبدالحكيم
سارعت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" إلى نفي التقارير التي تفيد بأن الجيش سينسحب من العراق في أعقاب تصويت البرلمان العراقي على قرار غير ملزم يطلب من الحكومة إخراج القوات الأجنبية، ردا على اغتيال الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني على الأراضي العراقية.
وذكرت وسائل إعلام عدة، بما في ذلك صحيفة واشنطن بوست، أن الولايات المتحدة تسحب قواتها من العراق، نقلاً عن رسالة بريدية بعثها الجنرال وليام سيلي قائد قوة مهمات الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، إلى نائب مدير العمليات المشتركة في بغداد. وجاء في نص الخطاب، الذي لم يتم التوقيع عليه، على أنه "في ظل الاحترام الواجب لسيادة جمهورية العراق، وبناءً على طلب البرلمان العراقي ورئيس الوزراء، فإن الجيش الأمريكي سيعيد تمركز قواته خلال الأيام والأسابيع المقبلة للتحضير للانسحاب".
لكن بعد نشر هذه التقارير، سارعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى نفي الانسحاب الوشيك للولايات المتحدة، وسرعان ما دعا وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة وسائل الإعلام لمؤتمر صحفي، وقالوا للصحفيين إنهم لا يعرفون من أين جاءت الرسالة، قائلين إنه لم يكن هناك قرار بمغادرة العراق.
وقال إسبر: "لا قرار بالمغادرة، ولم نصدر أي خطط للمغادرة أو الاستعداد للمغادرة، نحن ملتزمون بمهمة هزيمة داعش في العراق إلى جانب حلفائنا وشركائنا".
وتتابعت هذه الأحداث عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بقتل اللواء سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي كان يعد ثاني أقوى الإيرانيين بعد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، وهي خطوة أثارت المخاوف من حرب شاملة. وحشد البنتاجون آلاف القوات الإضافية إلى المنطقة في الأيام الأخيرة وأوقف القتال ضد تنظيم داعش من أجل الرد على التهديد المتزايد من إيران مع سعيها إلى الثأر.
وظهرت الرسالة بعد ساعات فقط من إقرار البرلمان العراقي لقرار غير ملزم يطلب من الحكومة إخراج القوات الأمريكية من البلاد. كانت هذه الخطوة رمزية إلى حد كبير؛ حيث إن طرد القوات الأمريكية يتطلب موافقة من السلطة التنفيذية في العراق.
في الواقع، كانت الوثيقة عبارة عن مسودة تم إرسالها إلى الحكومة العراقية لأغراض التنسيق بسبب زيادة حركة القوات داخل العراق، كما قال ميلي. وأشار ميلي إلى أن القادة العسكريين يقومون بشكل روتيني بتنسيق ومشاركة المسودات مع نظرائهم العراقيين من أجل الحصول على ردود الفعل. ويبدو أن المسودة كانت جزءًا من التخطيط الطارئ العادي في أعقاب مقتل سليماني، كما إن محاولة سيلي إبلاغ نظرائه العراقيين بأنه يحرك القوات داخل البلاد، لا يعكس مناقشة ذلك الأمر داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية.
وقال ميلي في إشارة إلى مسؤولية الجنرال ماكينزي "خلاصة القول، ما كان يجب أن يحدث هذا، فهي مجرد مسودة... هذا خطأ فادح".