طائرتنا.. متى ستلحق؟!

أحمد السلماني

أثارتْ تغريدة لي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ردودَ فعل كثيرة حول مشاركة عدد 6 أندية فقط في دوري الكرة الطائرة، من أصل 44 ناديا؛ لأكتشف بعد ذلك أنها بدوري الدرجة الأولى، وأن هناك دوري للدرجة الثانية تشارك به أندية أخرى.. اتحاد اللعبة نفسه لا يستطيع تحديدها، ولا يملك ضمان ديمومة مشاركتها؛ إذ إنَّ هذا الموسم تُشارك بدوري الأولى مثلا 6 أندية، لينسحب نادٍ ويأتي آخر لدواعٍ مادية بحتة؛ وبالتالي فالمشاركة محدودة.. هنا علينا أن نُدرك حقيقة أنَّ وضعَ اللعبة غير مستقر، وتتراجع، ومنظومتها بكل مفاصلها من وزارة واتحاد وأندية سبب مباشر في هذا التراجع والفشل في الحضور.

جُهود كبيرة ومضنية قام بها اتحاد الطائرة من أجل ضمان حضورها محليًّا ودوليًّا. أما محليًّا فطالما أن المشاركة في المسابقات بهذه المحدودية، ونعتمد في اكتشاف المواهب وصقلها على مراكز إعداد الناشئين، فهذا يعني أنَّ العمل في هذه الرياضة يسير في اتجاه غير سليم، ويستوجب مراجعته. أما دوليا، فإنَّ النقطة المضيئة في الرياضة تتمثل في "طائرة الشواطئ"؛ حيث الحضور العماني اللافت لوجود لاعبين على قدر عال جدا من الخبرة، ولا أعلم إلى متى سيستمرون؟ وهل هناك روافد أخرى للمستقبل؟ اتحاد الرياضة وحده يعلم ذلك، وبالنسبة للصالات فإننا خليجيا وعربيا لم نتمكن من تجاوز المركز الثالث في أحسن الأحوال حتى في مشاركاتنا على مستوى الفئات السنية، وقاريًّا فإنَّ آخر مشاركة لنا كانت في البطولة الآسيوية حققنا بها المركز الثالث عشر.

هنا.. علينا أن نُدرك يقينا أنَّ العملَ في منظومة كرة الطائرة لدينا يحتاج إلى إعادة نظر، اتحاد الرياضة يعمل وفق الإمكانيات المتاحة، والتي تقوقع في إطارها، ورفض أن يخرج بأفكار خارج الصندوق، من أجل رفد خزينته بما يُمكنه من توسيع قاعدة اللعبة وانتشارها، ووحده لا يستطيع أن يضع حلولا سحرية، بل لابد من تكاتف باقي الجهات ذات العلاقة وخاصة الأندية في إعادة تفعيل الكرة الطائرة، خاصة مع انتشار الصالات والقاعات الرياضية بالأندية وأخرى ستسلم قريبا.

هدر هائل من الأموال يذهب في برامج لا نرى لها جدوى من الناحية التنافسية للرياضة العمانية، وعلى الوزارة أن تُعيد النظر فيها وفي الإستراتيجية التي تسبَّبت في التراجع المريع لرياضتنا، وأنَّ تُوجَّه هذه الأموال وتُصرف في إعادة بناء منظومة الرياضة العمانية.

وأتمنَّى على اتحاد الكرة الطائرة أن يطلع على تجارب الآخرين في تطوير اللعبة لديهم، وما إيران عنا بعزيزة أو بعيدة، ومن ثم رفع تصورهم للوزارة واللجنة الأولمبية وسيحظى بالدعم لهذه الرؤية الجديدة.