خاتم سليمان!!

 

وليد الخفيف

كهلال العيد ننتظر مدرب مُنتخنبا الأول .. شوق ولهفة وحديث لا يتوقف في كل حِلَّة وحارة في السلطنة المترامية أطرافها .. لقد نسي البعض أصل المشكلة وبات يفكر في أجزائها.. إنه النجاح الذي رفع المسؤولية على من يجب عليه تحملها ليزيحها نحو ملف التنبؤات " فكَّرْ واكسب" .. فالكل بات مترقباً المدرب القادم وكأن الأمجاد معلقة في أهدابه، فتقلصت كل المعضلات بتولي خليفة من جاء بتوصية، ورحل في صمت، فهل تتبدد الصعاب وتنجلي المشكلات وتذهب التحديات دون رجعة ؟ !.. وتبدأ معه حقبة الإنجازات لتفتح أرض مسقط حقائبها الخضراء الغناء وتفور على نفسها لتنفذ انقلابها على الشتاء الذي نخر عظامنا بلفحات برد وزعت عنجهيتها على جمهور احتشد في الدوحة مفتقدا الدفء الذي أنعش جسده في الكويت!

فمن يعتقد أنَّ النجاح مرهون بالمدرب وحده فمن الأسهل عليه أن يبحث عن خاتم سليمان لتحقيق أحلامه.

فالمدرب جزء من الحل ولم يكن أبدًا كل الحل مهما كان اسمه، فهو ترس من آلة متعددة المكونات، تحتاج لمشغل تكاملي في منظومة واحدة تحول الصحراء القاحلة بالفكر التقليدي وسياسة رد الفعل إلى حقول غناء يكسوها خضار النماء والتطور الناضج بثماره اليانعة.

فلم يكن "كومان" السبب الوحيد وإن كان جزءًا أصيلاً في المشكلة، فلننظر إلى ما قدمناه على مدار ثلاث سنوات أو أكثر؟ ماذا أنجزنا؟ وما هي خطتنا وبرامجنا الزمنية لتحقيق هدف لم يعلن عن هويته آسفا؟، فالمدرب القادم سيواجه تحديات أصعب إذا استمر النهج الحالي قائماً دون تغيير، ولن ينقذه في تلك الحالة الرتيبة التوفيق الكبير، فإن حضر توفيق فنحن ماضون، وإن غاب توفيق فالواقع صعب والسماء لا تمطر لقباً ولا كأساً!

فهل حان الوقت لتقييم مرحلة كان عنوانها على الورق الشفافية والتغيير، فالتقييم الدقيق لا يحتاج إلى اجتماعات لجان متواصلة لساعات بلا إنتاجية، فلم يأت أصحابها آسفا بجديد فهل كان بعضهم في المكان الخطأ ؟!..

  التحديات تبدو واضحة للعيان، والحلول متاحة، ولكن تحتاج لفكر يتمرد صاحبه على واقع التقليد متسلحا بالجرأة وصولاً إلى أفق التحدي والتجديد، فالأندية نقطة الانطلاق لا مناص، فمعظمها يعتصر ألماً جراء أزمات مالية مؤرقة، فهي مهد الموهبة، وحاضنة التطور، وصانعة المجد بكل تأكيد، فهي الركيزة الأساسية لبناء منتخب يرضي الطموح ويحقق التطلعات، فهل ستنهض لتبني كيانات اقتصادية موحدة ترمي لتحقيق عوائد اقتصادية ثابتة تعزز مواردها وتخفض العبء عن الحكومة ؟! فالقصص كثيرة، والروايات مملة غير أن ليالي الشتاء المطيرة قد تمسح ببرودتها أفكار النهار وحواديت الليل.

ومن النادي وبعد توحيد المنهجية الكروية، ننطلق لفتح ملفات تعيش حالة الموت السريري في أروقة اتحاد القدم، فهل نحن بحاجة لمدير فني للاتحاد؟ وإذا كنا بحاجة إليه فلماذا لا تطبقوا أفكاره؟ فهل كانت من وحي خيال المؤلف ولا تتفق مع واقعنا أم منقولة من كوكب قريب، أم جاء تعيينه لمآرب أخرى؟! فمدير فني آتٍ، وآخر رحل ونحن في ملف التطوير الفني محلك سر! فالنقد دعا أحدهم ليشهر سيف التبرير موضحاً أن مشروعاته أسيرة الأدراج كامنة! فمتى يتطور ملف المسابقات؟ ومتى نعتني حقاً بالمراحل السنية؟ وهل سنرى يومًا منتخبا للبراعم؟ وهل سيحضرني العمر لكتابة تقرير عن مراكز للنخبة والموهبين في المحافظات؟! أشك.

فهل بوسع الاتحاد أن يُعزز موارده الاقتصادية بعدما تراجعت؟ وهل بمقدوره أن يحقق جانبا من الاكتفاء الذاتي  مع حسن إدارة لأمواله؟ هل سيكون شفافا في الكشف عن معايير تشكيل لجانه العاملة وخاصة اللجنة الإحدى عشرية ؟! هل الفترة القادمة تستدعي التخلص من ترشيح اسمه "الاستعانة بصديق" ..  ثلاث سنوات مضت بلا مشروع، ليمضي المجلس بلا بوصلة ولا خارطة طريق، فالوهن الفني أصاب مخرجات مسابقاتكم، والضعف وصل لمنتهاه في أورقة أشبالكم..والمشكلات تتفاقم لتنخر عظام كرتكم وأنتم تتجرعون يومياً عقاقير النسيان..

إنَّ الأندية والاتحاد والجهاز الفني المرتقب تعيينه ثالوث التطور المنشود، ولا يمكن لأحدها أن يرتدي وحده ثوب المنقذ.. فلا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.