قناديــل

اللهم نُشهدك بأنَّا نُحبه

 

سارة بنت علي البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

يا أيُّها الأب الحاني، الباني الرحيم، الوفي المخلص، العزيز الغالي، الحبيب المحب المحبوب، رجل السلام وسلطان الوئام، محقق الرخاء والاستقرار والطمأنينة بالفعل لا بالكلام، يا ذا المقام السامي، مولاي النابذ للخصام والعنف والاضطرابات، لتكون الدول وشعوب العالم لا تعيش نزاعات واختلافات وصدامًا، يا سيدي ومولاي ووالدي الكريم الشهم، موجِد الأمن والأمان، يا من ملكت قلوبنا، ووهبت لنا الحياة مشرقة مدرارا، وأمدتنا بكرمك وحبك فصرنا نكتسي الشموخ والمحاسن والنقاء، وجعلت لنا عزًّا تسامى في العلا مُفاخرا، وغدا ضياء نما خيرا، وكالأنهار استوى صبًّا واخضرارا.

إنه يا ملاذنا بعد الله لم نكن نسمع ونعلم عنك ونحن صغار، إلا أنك كنت وما زلت سلطان الإنسانية والرحمة، ورجل المواقف الإنسانية النبيلة والعزوة والسند والتضحية، مغوارً شهمً أزحتَ عنا ظلاما دامسًا كان قد جثم على حياة أجدادنا وآبائنا وحياتنا، وأولئك الذين عاصروا الحياة ما قبل عهدك الزاهر، ومجدك الظافر، فكسوت عمان حُللًا قشيبة زهت بك عاما بعد عام.

مولاي المعظم، لقد حظينا نحن العمانين وأنت بيننا ومعنا بنعم كثيرة، وشهدنا معك بناء دولة عصرية قُدتها باقتدار، وحققت إنجازات مختلفة ترجمت مسيرة عطاء وتقدم وضعتنا في مكانة لائقة بين الأمم، فالله نشهده يا مولاي بأننا عشقناك حاضرا في بلدك، أم مسافرا عنها في مهام رسمية أو خاصة؛ فلا طعم لحياتنا في إطلالتها اليومية بدونك، ولا تنعم أرواحنا وأفئدتنا بالكرامة عنك يا عونك، فأنت الذي بحبك لنا وطيبتكم معنا، وما تحقق لنا في عهدك الميمون من عزة وكرامة ورعاية واهتمام وحقوق وحياة كريمة ومنجزات تنموية حضارية، وجميل أفعالك الحسنة، وخصالك الطيبة وصفاتك الجميلة الخالدة، فبكل ذلك صرفتنا تلقاءك.

فوالله يا سليل السلاطين الكريم ابن الكرام، إنه منذ هبط الطائر الميمون المقل لكم وأنتم عائدين من بلجيكا، ونحن كاليتامى نُنَاظر بعضنا بعضا همسا؛ فالحزن كبلنا والكآبة طوقتنا، فأعيننا أغشاها دمعها وما جف، فكاد بريقها يخفت وما هنت، ولحظات انتظار ظهورك لنا للاطمئنان عليك طالت، فحتى يومنا هذا ما يئسنا، وعن الدعاء لك ما فترنا، فبه ارتحنا وأَنِسنَا.

نتفق أنَّ مِن أصعب الأشياء هو انتظار حدوث شيء، وعندما يطول الانتظار يشعر الإنسان بالحزن ويبدأ بفقدان الأمل تدريجيًّا، فنحن يا مولاي لم نعتد على الوحدة بدونك، ولم نحدث أنفسنا على فراقك وغيابك، ولا على مكروه أصابك.

لقد عوَّدتنا يا مولاي أن لا نفقد الأمل، ونرجو أن لا يضيع منا، والتمس لنا العذر إن حدث ذلك، فأنت تعلم بأن أعيننا لم تكتحل برؤياك منذ عودتك من سفرك الأخير؛ فالأيام تمر ثقيلة بنا، والنفوس تشتهي أن تراك منعَّما معافى، فأنت من ارتقيت بنا يا بدر عُمان وشمسها التي بعثت الدفء والطمانينة فينا.

مولاي المعظم، إنَّ الشوق لك قض مضاجعنا، وباقين نمنِّي النفس ونُحدثها بإطلالتك ورؤيتك وأنت بصحة وعافية، فأنت لعمان وعمان كلها قابوس، معربين لك عمَّا تُكنه قلوبنا لجلالتكم من حب وولاء وعرفان، فنرجوك كن قويا من أجلنا يا سيدنا وولي نعمتنا، فإننا ننظر معك إلى مستقبل أكثر تطورا لعمان وازدهارا لها ولأهلها، ونتطلع بمعيتك إلى غد أكثر إشراقا وبهجة وسعادة وسرورا، فو الله إنا نُحبك مولاي المعظم، فدم في حفظ الله ورعايته وعنايته وتوفيقه، والله ندعو أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما، إنه سميع مجيب، ويا الله إنَّ الخيرة في تدبيرك وأقدارك، فاحرس مولانا بعينك التي لا تنام، واجعله ذخرا لنا وللأنام.