خبراء تكامل الأندية والفرق الأهلية يصب في صالح الشباب والرياضة العمانية

 

الرؤية - أحمد السلماني

شهد القطاع الرياضي والشبابي، نقلات نوعية على مدى العقود الخمسة لعمر النهضة المباركة التي قادها راعي الشباب الأول جلالة السلطان قابوس بن سعيد، بعد أن بلغت درجة عالية من التنظيم والهيكلة، البداية كانت جزءا من وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب، ومع انتشار وتوسع رقعة ممارسي الرياضة، أنشئت الهيئة العامة للرياضة والأنشطة الشبابية إلا أنّه ومع الضرورات العصرية، وتطور القطاع الرياضي فقد واكب ذلك قيام وزارة الشؤون الرياضية، والتي تعنى بالجانب الرياضي وباقي الأنشطة الشبابية.

وتتألف الهيكلة الرياضية من اللجنة الأولمبية والاتحادات، واللجان، والأندية التي تنتشر في كافة المحافظات وعددها 44 ناديًا وأيضا واكب ظهورها انتشار الفرق الأهلية التي تجاوز عددها الألف فريق أهلي مشهر، كل هذه الهيكلة الرياضية تنم عن اهتمام واسع بالشباب وتطلعاته.

وظهرت في الفترة الأخيرة أطروحات في اتجاهين نقيضين، أحدهما يرى أنّ الأندية هي عمود الرياضة العمانية، وأساسها وهي قطب الرحى الذي تدور حوله تطلعات القائمين على الرياضة وممارسيها والبيئة الحاضنة للمواهب والإمكانات الشبابية، فيما يتحدث الطرف الآخر عن أن الفرق الأهلية قد سحبت البساط عن الأندية وانتشارها وتأثيرها أكبر وأوسع في الوسط الرياضي والشبابي وأنها قريبة جدا من المجتمعات وتؤدي أدوارا مهمة كانت منوطة بالأندية ولكنّها فشلت في استدامتها.

ومن هذا المنطلق استطلعت "الرؤية" آراء بعض المختصين والناشطين رياضيا وثقافيا واجتماعيا في أيهما أكثر نجاعة وتأثيرا ونشاطا، النادي أم الفريق الأهلي.

يقول صالح بن محمد الكندي، رئيس فريق الحزم بالرستاق: "يرى البعض أنّ الفرق الرياضية عبء على الأندية باعتبار أنّها تهدر الكثير من الجهد والوقت والطاقات من حساب الأندية، إلا أنّ الفرق الرياضية الأهلية تعتبر روافد أساسية مهمة للأندية وتقدم موارد بشرية وتشارك في كثير من الأنشطة والفعاليات في الجوانب المختلفة".

 وأضاف الكندي، "الفرق الرياضية انتهجت نهجًا جديدًا ومتطورًا في السنوات القليلة الماضية تمثل ذلك في تعشيب الملاعب واستكمال البنى التحتية وجلب الاستثمارات وتأسيس المدارس الكروية، وهو ما سيعود بالنفع الكبير على الأندية والرياضة العمانية في عمومها، وستكون هناك قاعدة عريضة من اللاعبين والمبدعين في كافة المجالات وتبشر بمستقبل واعد للقطاع الشبابي"

أمّا خالد آل فنة العريمي من نادي العروبة بولاية صور فقال: "أؤمن بأنّ الأندية هي الركيزة الأساسية في البناء الرياضي والفرق هي رافد للأندية تنتقي منها اللاعبين والإداريين الأكفاء والقادرين على تمثيل النادي، وخدمته بالشكل الأمثل والذي يحقق تطلعات وأهداف النادي".

وأضاف العريمي: "أرى من الأنسب ألا نشجع الفرق لعمل كيانات مستقلة بعيداً عن الأندية لأن ذلك يفقدنا مواهب كثيرة الوطن بحاجة لها، كون الأندية هي من ترفد المنتخبات الوطنية باللاعبين المميزين، وليست الفرق حيث إنّ الاتحادات والمنظمات الدولية لا تعترف بالفرق الأهلية وإنّما الفرق يجب أن تعمل تحت مظلة الأندية".

وطالب العريمي، بإيقاف بطولة شجع فريقك واصفاً إيّاها بأنّها تُكرّس لحب الفريق لدى اللاعبين والإداريين والجماهير عوضاً عن حب النادي الكيان الأكبر الذي يجمعهم.

وتابع العريمي: "أمّا بخصوص الفاعلية في خدمة المجتمع فهي تعتمد على كيفية جذبك للشباب الواعي المعطاء للنادي وهم من يقومون بصياغة وعمل برامج تطوعية وخدمية للمجتمع تعزز الدور الريادي للأندية في تشكيل الثقافة العامة للمجتمع وارتباط المجتمع بوطنه والسعي للعمل على تكوين مجتمع رياضي واعي".

ويرى طلال بن عزيز السيابي نائب رئيس فريق فلج الشراة بالرستاق، أنّ الفرق الأهلية تلعب دور حيويًا ومهما سواء في رفد الأندية بالكفاءات الفنية من لاعبين ومدربين وكذلك الكفاءات الإدارية التي تساهم وبشكل أساسي في رسم سياسات وخطط واستراتيجيات الأندية في المستقبل، وبالتالي يجب أن يأتي دعم الفرق الأهلية من أولويات الدعم للمنظومة الرياضية وتطورها في السلطنة وبالأخص كون معظم الفرق الأهلية ليس لديها مصادر مالية ثابتة تساعدها في تغطية نفقات أنشطتها وفعالياتها".

 وأضاف السيابي: "دعم الفرق الأهلية يساعدها في تأدية دورها الاجتماعي والثقافي بفعالية أكثر كونها الأكثر قرباً وتفاعلاً مع المجتمع وتلامس اهتمامات سواء الشباب أو فئات المجتمع الأخرى وهو ما أدركته الوزارة".

فيما يرى سالم بن سيف الهنائي، الناشط رياضيا بجامعة السلطان قابوس "إنّ الفرق والنادي مكملان لبعض ويجب أن تكون هناك توأمة وشراكة قوية، وواضحة بحيث تكون هناك خطة واضحة لاكتشاف المواهب والخامات الجيدة لتمثيل النادي من خلال الاهتمام بالفئات السنية سواء بتنظيم البطولات أو بالتنسيق لتكوين أكاديميات تتبنى هذي الفئة".

وقال الهنائي: "في حالة وجود اهتمام جاد وقوي بالفئات السنية بتوفير أجهزة فنية متخصصة تعمل بشكل احترافي ستكون هذه الفئة رافدا قويا لمنتخباتنا الوطنية، ولكن قبل هذا كله يجب أن يكون لدى الحكومة اهتمام أكبر بالرياضة، وأن تتبناها كصناعة وليس فقط لمجرد المشاركة في البطولات الدولية كضيف شرف، والشيء الأهم أيضا أن تدار دفة اللعبة بناس ذوي اختصاص في مجال الرياضة وليس بالاسم والوجاهة".

من جانبه قال علي بن حسن البلوشي، رئيس نادي السلام: "الأندية هي الأكثر نجاعة لخدمة وتطور الرياضة، وأكثر فاعلية في خدمة المجتمع لأنها تخدم الشريحة الأكبر في المجتمع وتشمل معظم الأنشطة الرياضية والثقافية بينما معظم الفرق الأهلية معنية بكرة القدم فقط".

 

وأضاف البلوشي: "رياضتنا تحتاج الكثير لنصل بها على الأقل للمستوى الإقليمي قبل العالمي وأهمها التوجه الحكومي، وجعل الرياضة من الأولويات في الموازنات السنوية والدعم من خلالها يتم تجهيز البنى التحتية للأندية حتى تكون جاهزة لاستقطاب أكبر شريحة من المجتمع لممارسة مختلف الأنشطة حتى يقوم النادي بدوره الفعّال".

وتابع البلوشي: "يجب رفع الدعم المقدم للأندية حتى يتسنى لها ممارسة مهامها على أكمل وجه وأن يكون الدعم المخصص لكل نادٍ حسب مشاركته في كل نشاط كما بإمكاننا استخدام الرياضة كرافد قوي للاقتصاد من خلال استضافة وإقامة مناشط وبطولات إقليمية وعالمية وهذا لا يأتي الا بعد تجهيز البنى التحتية".

وبدوره يقول الدكتور حمد الذهلي :"أي الجهتين أكثر نجاعة لخدمة وتطور الرياضة العمانية مع ما حولها من ملحقات ثقافية واجتماعية، الفرق الأهلية أم الأندية؟ السؤال يحتاج لاستقراء ميداني من متخصصين ومهتمين ومن أطياف المجتمع الأخرى، غير أنّ صلاحيات الأندية أكثر قانونية، وأسرع دعما، وهذا سيغلب جانبا على جانب على مستوى مسمى الأندية نفسها، وأعني بذلك أن النشاط الرياضي فيها أكثر دعما واهتماما وصلاحيات قانونية، وهذا مشاهد وملاحظ إذا أردنا الحديث عن الواقع بصراحة وشفافية، هذا على مستوى مسمى الأندية، وخلاصة ذلك أين الشق الثاني المرتبط به: الثقافي والاجتماعي؟".

 

تعليق عبر الفيس بوك