"الرؤية".. مدرسة لمهنة الصحافة

إبراهيم الهادي

شمعة عاشرة تنطفئ خلال هذه الأيام لميلاد حافلٍ بالمنجزات لجريدة "الرؤية"؛ حيث تعلمت منها على المستوى الشخصي أنَّ مهنة الإعلام من المهن التي تبني الأفراد، وتعصر أذهانهم بشكل يومي، وأنَّ الفرد يتعلم كل يوم شيئًا جديدا؛ فهي مدرسة أطلعتني على مستجدات يومية في وطني وفي العالم، بشكل عام أقرأ على صفحاتها يوميًّا التحليلات والآراء التي يبعثها مفكرون ومطلعون بشكل يومي؛ فمهنة الصحافة تجعل من الفرد ملتزما دوما بتحري الدقة؛ كون الإعلام وسيلة حساسة يُمكن أن تضفي على الشارع والسياسة العامة جوًّا من الهدوء والتطور، أو العكس؛ فهي سلاح ذو حدين.

وظيفة الإعلام تُسهم في تكوين شخصية الفرد بكاريزما ثابتة، ونحن في هذه الأيام نحتفل بمرور عشرة أعوام من الإنجازات التي حققتها "الرؤية"، والتي تشرفتُ أن أكون أحد العاملين الأوائل فيها، فإن المقام لا يتسع هنا لذكر المسيرة الطيبة التي قضيت فيها معظم وقتي وأنا أتعلم وأعمل في وقت واحد، فإلى جانب أن الجريدة تعد مقرَّ عمل لي، فإنها مدرسة أيضا، نهلتُ منها الدروس في النبل الإنساني وآداب المهنة.

فالجريدة خلال سنواتها العشر قطعت أشواطاً من الإنجازات وتخطت التحديات، خاصة وقد ولدت وسط اضطرابات اقتصادية كادت تؤثر بها لولا القيادة الذكية لمؤسسها ورئيسها المكرم حاتم الطائي، الذي كان نموذجا حيا، ومثالا رائعا للمثابرين والنبلاء؛ فقد استطاع أن يحول الجريدة من مؤسسة إعلامية تقليدية إلى مؤسسة حديثة تواكب العصر وتتفاعل مع المجتمع، واستطاع بحنكته إخراجها من الأزمات إلى صناعة الأحداث، إلى جانب وقوفه مع العاملين كأب مربِّي ذي إحساس عال بهم.

العشر سنوات الماضية تحتاج صفحات عديدة تسرد تفاصيلها المشوقة؛ فهي عشر سنوات ملئتها الذكريات الجميلة التي جعلتنا أنا وزملائي نعيش في كنفها وسط حياة كريمة، ملؤها الروح الإيجابية والمساهمة الفاعلة في العمل الإعلامي الوطني.