أين يكمن تميز وخصوصية جريدة الرؤية؟

 

د. عبدالله باحجاج

في البداية لابد أن نُهنئ الأستاذ حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، وكذلك كل أطرها وكوادرها على مرور وهجها السنوي العاشر وهي في تألق نجاحاتها الدائم، واختراقها لكل التحديات التي تواجه الصحافة العُمانية خاصة والعالمية عامة، لتسجل نفسها في عالم الصحافة، واحدة من الصحف المهنية الملتزمة بقضايا التنمية الشاملة من منظور وطني عام، مرجعيتها ثوابت الدولة الأساسية التي أصبحت مقننة الآن في وثيقة دستورية، وردت تحت اسم النظام الأساسي للدولة.

مما جعلها تختط لذاتها نهج مهني ذا مضمون وطني واضح ومُحدد، مما أصبح خارطة طريق لكل العاملين والمهنيين فيها، ميزها دون غيرها في الساحة العمانية، وجعلها تكون في موقع القيادة، سواء كانت هنا في موقع نقل الخبر في آنيته عبر متابعة الأخبار المستجدة على مدار الساعة وتحديثها عبر نسختها الإلكترونية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكي تضع قراءها دائمًا في قلب الأحداث أولاً بأول، أو كانت في موقع صناعته- أي الخبر - أو في موقع تشكيل رأي عام إيجابي لصالح التنمية الشاملة أو دفاعا وانتصارا الثوابت العمانية، أو صناعة رأي عام ضاغط لتصويب مسارات ظرفية نحو أهدافها الصحيحة.

ويبدو لي ككاتب في الجريدة، أنها ومنذ إطلاق نسختها الأولى قبل عشر سنوات، كانت للرؤية "الجريدة " رؤية مسارية واضحة ونافذة لأدوارها الصحفية في التنمية الشاملة، والإنسانية في إطار تعاطي بيئتها الوطنية مع قضايا العالم المُختلفة، لذلك، فهي تستوعب مختلف الآراء مهما كانت متعددة ومتنوعة وحتى مختلفة، لإيمانها بأن ذلك يمكن أن يعزز ويرسخ حق العيش المشترك للإنسان ما دام الرأي ملتزم بالمحددات المهنية وبضوابط ممارسة الرأي والرأي الآخر.

 ومن المميزات التي تنفرد بها الرؤية كذلك، تبنيها منذ البداية، نهج إعلام المبادرات، وقد كانت حريصة كل الحرص على تطبيقه في المجالات التي تحتم فيها الحاجة الوطنية، كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو فكرية أو فنية.. إلخ وهذا النهج يحتم عليها إعمال الفكر وعصفه يكاد يكون يوميًا، حتى تكون في مستوى صناعة الأحداث التي ينبغي أن تتجه إليها اهتمامات شركاء التنمية الثلاث" الحكومة مع قطاعاتها العمومية، والقطاع الخاص والمجتمع المدني/ الأهلي، لإيمانها بدور هؤلاء الشركاء التكاملي في عصر الجبايات.

لذلك نجد لها في إطار هذا النهج، مبادرات عديدة ومتنوعة أبرزها، للشباب كونهم المستقبل لهذا الوطن، كجائزة الرؤية لمبادرات الشباب حيث تركز من خلالها على البحث عن أفضل المبادرات والمشاريع والابتكارات الشبابية بهدف التعريف بها وأصحابها بما يؤسس قاعدة جديدة، وتهدف الجائزة إلى تحفيز فئة الشباب وإبراز إبداعاتهم ومهاراتهم وقدراتهم الابتكارية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية والإعلامية والتطوعية والرياضية والمشاريع التنموية، وتجديد روح الإبداع والابتكار لديهم بما يُحقق المساهمة الفاعلة في الدفع بمسيرة التنمية الشاملة في مستويات ومجالات مُختلفة.

ولما ظهرت الحاجة الوطنية لتعظيم المسؤولية الاجتماعية للشركات، بادرت الرؤية إلى تحريك وتحفيز الشريك الثاني، وتحميله مسؤولية صياغة مفهوم جديد لمسؤوليته الاجتماعية في ضوء التحولات الجديدة لدور الدولة، وكذلك لها مبادرات في مختلف المجالات، آخرها مبادرة سياحية، قدمت فيها جوائز للمؤسسات والفاعلين العاملين في قطاعات السياحة... إلخ.

وتشمل مُبادرات الرؤية كل الوطن من مسندم إلى ظفار دون استثناء أية بقعة جغرافية أو ترابية.. تحرك وتنشط فيها الجهد والفكر من أجل تعزيز منظور التنمية الشاملة من الحاجات المستجد للجغرافيات الإقليمية أو الوطنية كمبادرتها للمسؤولية الاجتماعية للشركات في مُحافظة ظفار، ومبادراتها ليست لها طابع واحد، وإنما هو متنوع في أنشطتها وفي نوعيتها كشموليتها أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكذلك حمل الفعاليات والفاعلين على تشجيع المؤسسات الحكومية والرسمية والأهلية في استمرارية عطاءاتها من خلال مكافآتها في مؤتمرات سنوية.

نبارك مجدداً للأستاذ حاتم الطائي رئيس تحرير الرؤية وكافة أطرها وكوادرها المختلفة على نجاحاتهم المتواصلة خلال العشر سنوات الماضية، وكذلك نشيد برؤيتهم الاستثنائية التي من خلالها تنفذ رؤية جريدة الوطن من نجاحات إلى نجاحات.. ونشعر بالفخر في أن نكون من ضمن كتابها الذين يمارسون مهنة صناعة الرأي ودور الرقابة على الشأن العام، وندعو الله عزَّ وجلَّ، أن يكلل جهود المخلصين في الجريدة بديمومة النجاح والرقي، وأن تواصل الرؤية قيادة تطور الصحافة والإعلام العماني.