واشنطن: الصراع يزداد دموية بمشاركة "مرتزقة روس"

ليبيا: أنقرة تزيد الدعم العسكري لـ"حكومة السراج".. و"شرق ليبيا" تحتجز سفينة يقودها طاقم تركي

أنقرة - رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده ستزيد من الدعم العسكري للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، إذا اقتضت الضرورة، وستدرس الخيارات الجوية والبرية والبحرية.

وتُساند تركيا حكومة فائز السراج في ليبيا المقسمة بين فصائل سياسية وعسكرية متناحرة منذ 2011. وقالت أنقرة إنها قد ترسل قوات إلى ليبيا إذا طلبت حكومة السراج ذلك. ووقع البلدان كذلك اتفاقا للحدود البحرية أثار غضب اليونان. وكان أردوغان يتحدث في مناسبة في إقليم قوجه إيلي في شمال البلاد، وقال إن تركيا لن تتراجع على الإطلاق عن الاتفاقين اللذين أبرمتهما مع ليبيا.

من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، إن تركيا ستقف بجانب الحكومة الليبية المعترف بها دوليا حتى يتحقق السلام والاستقرار والأمن.

وقال متحدث إن قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) احتجزت سفينة ترفع علم جرينادا ويقودها طاقم تركي قبالة سواحل ليبيا وسط توتر متزايد مع تركيا التي تدعم حكومة طرابلس المعترف بها دوليا. وكانت وسائل إعلام تركية رسمية ذكرت أن البرلمان التركي صدق على اتفاق للتعاون الأمني والعسكري أُبرم مع حكومة طرابلس الشهر الماضي، وهو الاتفاق الذي يمهد الطريق لتقديم الدعم العسكري من أنقرة.

وقال المتحدث أحمد المسماري لرويترز إن زورقا حربيا تابعا للجيش الوطني الليبي أوقف السفينة في المياه الإقليمية الليبية قبالة مدينة درنة وقطرها إلى ميناء رأس الهلال "للتفتيش وللتحقيق من حمولتها". وقدم الجيش الوطني الليبي -الذي يقوده القائد العسكري خليفة حفتر- تسجيل فيديو لرويترز يُظهر قوة بحرية ليبية توقف السفينة وتستجوب ثلاثة من أفراد طاقمها. ونشر الجيش الوطني أيضا نسخا لجوازات سفر المواطنين الأتراك الثلاثة.

وذكر تقرير لخبراء من الأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز الشهر الماضي، أن أنقرة أرسلت إمدادات عسكرية لليبيا في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته المنظمة الدولية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة الصراع في ليبيا وسط تقارير عن وجود مرتزقة روس يدعمون قوات خليفة حفتر على الأرض مما يزيد الصراع دموية. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، لكنه أضاف أن واشنطن لا تنحاز لطرف في الصراع وتتحدث مع جميع الأطراف التي قد تكون مؤثرة في محاولة صياغة اتفاق يحل الصراع.

وقال المسؤول لرويترز: "قلقون للغاية بشأن التصعيد العسكري... نرى الروس يستخدمون الحرب الهجينة ويستخدمون الطائرات والطائرات المسيرة... هذا ليس جيدا.. ومع تزايد أعداد قوات فاجنر والمرتزقة على الأرض نعتقد أنها تغير مشهد الصراع وتصعده" - في إشارة إلى مجموعة مرتزقة معروفة باسم فاجنر.

وأثيرت القضية في اجتماع هذا الشهر بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف. وقال بومبيو إنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل عسكري للصراع وإن واشنطن حذرت الدول من إرسال أسلحة إلى ليبيا. وأضاف أنه نبه لافروف بالتحديد إلى حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا.

ويحاول الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، منذ أبريل، انتزاع السيطرة على طرابلس. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن حفتر إطلاق "المعركة النهائية" للسيطرة على العاصمة، لكنه لم يحقق تقدما يُذكر. وقال المسؤول الأمريكي إن مشاركة المرتزقة الروس حتى الآن لم تغير كفة الصراع لصالح حفتر. وأضاف: "إنهم يجعلون الصراع أكثر دموية.. لحقت أضرار أخرى بالمدنيين وبالبنية التحتية مثل المطارات.. تم استهداف المستشفيات. لكن في الوقت نفسه لا نرى أن حفتر يحقق تقدما".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة