الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان

خمس مبادرات رائدة تم تكريمها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان بالسلطنة

...
...
...
...
...

 

الحوسني: اللجنة تتابع كافة التقارير الدولية التي تم التطرق من خلالها إلى حقوق الإنسان بالسلطنة

تغريد آل سعيد: اختيار اللجنة للمبادرات المكرمة دلالة على الإسهامات التي قدمت من قبلهم

الرؤية- مدرين المكتومية- مريم البادية

تصوير- راشد الكندي

رعى أمس معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل احتفال اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وبحضور عددٍ من أصحاب المعالي، والمكرمين، وأصحاب السعادة؛ وذلك بقاعة الهيئة العامة للطيران المدني.

وخلال كلمتهِ بهذه المناسبة قال المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، إن اللجنة تقف بكل ثقة واعتزاز مع ما تم إنجازه خلال مسيرة عملها منذ إنشائها بموجب المرسوم السلطاني السامي 124/2008، مرتكزةً في ذلك على كافة الأهداف، والاختصاصات، والمسؤوليات المناطة بها لخدمة حقوق الإنسان، المواطن والمقيم، على أرض السلطنة، وقد تصدَّر أحداثها هذا العام صدور المرسوم السلطاني السامي (29/2019) بتعيين رئيس وأعضاء الفترة الرابعة للجنة.

وفيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في السلطنة قال المكرم الشيخ رئيس اللجنة: «تعاملت اللجنة هذا العام مع أكثر من (مئة وثلاثين موضوعاً) من خلال جميع الوسائل لرصد وتلقي البلاغات، حيث تعددت أنواع تلك البلاغات بين الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية».

وأضاف المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني، إن اللجنة عملت وفق اختصاصاتها على معالجة تلك المواضيع وإيجاد الحلول المناسبة لها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة، التي لها جُلَّ الشكر وعظيم الامتنان. كما حدثت اللجنة موقعها الإلكتروني وفعلت حساباتها الإلكترونية وذلك لتعزيز التواصل، وتقوية التفاعل، مع كافة أفراد المجتمع، إضافة إلى تخصيص رقم جديد لتسجيل البلاغ الصوتي المتعلق بإيصال البلاغات وهو (1970) ذلك التاريخ العظيم المرتبط بذهن ووجدان كل إنسان على أرض عُمان، وهو عام بزوغ فجر النهضة المُباركة.

وأضاف رئيس اللجنة: «خلال هذا العام تم تنفيذ زيارات ميدانية إلى بعض المواقع بالتعاون مع الإدارات المعنية بمراعاة وخدمة حقوق الإنسان، وفي مُقدمتها السجن المركزي بسمائل، وبعض مراكز التوقيف بشرطة عُمان السلطانية، ودار رعاية المسنين، ودار توجيه الأحداث، التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ومستشفى المسرَّة التابع لوزارة الصحة».

كما شاركت اللجنة في ملاحظة انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة وذلك من خلال زيارات قامت بها لمعظم مراكز انتخابات مجلس الشورى، وفي جانب التوعية بحقوق الإنسان، تم تنظيم عدد من الفعاليات والندوات وحلقات العمل، منها «ندوة مكافحة الاتجار بالبشر» بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر بوزارة الخارجية، وحلقة العمل حول «أهداف التنمية المستدامة وحقوق الإنسان» بالتعاون مع المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ببيروت.

النشاط الخارجي

وعلى مستوى النشاط الخارجي قال رئيس اللجنة: «تمت المشاركة في كافة المؤتمرات والندوات الخارجية التي تنظمها مؤسسات حقوق الإنسان، وفي مقدمتها «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جنيف» و«منتدى آسيا والمحيط الهادي» و«اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية»،و«الشبكة العربية لحقوق الإنسان»، كما قامت اللجنة برصد ومتابعة كافة المواضيع والتقارير الدولية التي تم التطرق من خلالها إلى حقوق الإنسان بالسلطنة،كما يتم سنوياً، ستقدم اللجنة تقريرا شاملا عن كافة جهودها ونشاطها في مجال حقوق الإنسان بالسلطنة، وسيتم نشره وتوزيعه بإذن الله.

وعبر المكرم في تصريحات صحفية: عن مدى اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - برعاية الإنسان فذكر أنَّه يبني الإنسان قبل بناء الحجر.

وقال: إنَّ المبادرات الإنسانية التي قدمت تثلج الصدر، وهو أمر مفرح عندما نرى من المجتمع مَن يتبرع بمساعدة مرضى السرطان، ومن يتبرع برعاية الأيتام، وكذلك من يولي عنايته لإطلاق سراح مساجين معسرين كما تقوم به مبادرة فك كربة، وأيضًا بمساعدة المحتاجين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفيما يخص المبادرات الإنسانية المكرمة والخلط بينها وبين العمل التطوعي قال المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني: «هناك فرق كبير بين تعبير العمل التطوعي والمبادرة الإنسانية، ولكن لا يمنع إطلاقا أن تتكامل الجهود، فيجب أن ندعم كل الجهود المقدمة، فكل عمل يخدم الإنسانية يجب أن نشجعه، فالتطوع هو الإحسان.

ومن جهتها ثمنت صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد آل سعيد الجهود المبذولة من قبل اللجنة العمانية لحقوق الإنسان وذكرت أنَّ هذه الفعالية رائعة بمضمونها وطريقة عرضها للمواضيع المختارة، حيث إنه في البدء ذُكرنا بالإنجازات المتحققة على أرض الوطن بقيادة سلطاننا المُعظم، كما أنَّ اختيار اللجنة للمبادرات المكرمة دلالة على الإسهامات التي قدمت من قبلهم، واختتمت بدعوة المجتمع لتكاتف الجهود حول جميع الإسهامات التي من شأنها أن تؤدي إلى رفعة البلد.

وخلال الحفل تم عرض فلم الإنسان في فكر السلطان، والذي يوضح بعضًا من جهود حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في مجال خدمة الإنسان، ورعايتهِ الكريمة لهُ؛ حيث كانت الأبعاد والرؤى لفكر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم من أجل الإنسان والإنسانية جمعاء حاضرةً وشاهدةً على قائدٍ عظيم نذر سنوات عمرهِ، وسُّمو فكرهِ، وجزيل عطائهِ، ليعيش الإنسان سعيدًا في وطنهِ، آمنًا في سربهِ، كريمًا عزيزًا، مصانةً ومحفوظةً حقوقهُ.

كما تمَّ خلال الحفل تقديم عرض مسرحي يهدف لتعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية اهتمام الأبناء ورعايتهم لآبائهم وأمهاتهم خاصةً عند تقدمهم في العمر، بالإضافة إلى تكريم مُبادرات إنسانية رائدة في المجتمع العُماني، كرس أصحابها وقتهم وجهدهم لخدمة الإنسان على هذه الأرض الغالية، فكان عطاؤهم سخيًا لمجتمعاتهم، وأفكارهم أنارت الطريق لمن بعدهم.

رصدت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان مجموعةً رائدةً من المُبادرات الإنسانية التي استهدفت فئاتٍ مُختلفة في المجتمع العُماني، وكرمت خلال الحفل خمس مُبادرات ومشاريع إنسانية رائدة على مستوى السلطنة تساهم في تعزيز العمل الإنساني.

 

ويُعد مشروع «فك كربة» الذي أطلقته جمعية المحامين العُمانية عام 2012م، أحد المشاريع الهامة التي تهدف لإطلاق سراح أكبر عددٍ ممكن من السجناء المعسرين ممن عليهم أوامر حبس منفذة أو قيد التنفيذ،عبر جمع التبرعات المالية بهدف فك أسرهم، وجمعية بهجة العمانية للأيتام بمحافظة ظفار، وهي جمعية خيرية للأيتام في محافظة ظفار تهدف إلى تقديم الرعاية والمساعدة لفئة الأيتام والاهتمام بهم، وتقديم الفعاليات الداعمة لهم، إلى جانب مبادرة «فرحتهم فرحتنا» بمحافظة مسندم والتي تهدف إلى إسعاد الأطفال الأيتام من أسر الدخل المحدود بمحافظة مسندم عن طريق رعايتهم وتوفير عناصر الترفيه لهم بما يشعرهم باهتمام المجتمع.

وتهتم المبادرة بحماية الأطفال من الإساءة والإهمال، ومجموعة سنُبادر لأجلكم من محافظة مسقط وهو فريق تطوعي تحت مظلة فريق نداء الخير مختص بخدمة مرضى السرطان في السلطنة، ويقوم بتقديم خدمات متعددة لهم، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات تساعدهم على رفع معنوياتهم.

من جانبها أكدت مآثر الهلالية صاحبة المبادرة، أن البداية كانت بعد تعرض والدها لهذا المرض للمرة الثالثة على التوالي وموت عمها بسببه، فآثرت على نفسها أن تساعد من يصاب به وتكون بجانبهم، وعبرت عن امتنانها للدور الذي تقوم به اللجنة العمانية لحقوق الإنسان، وأخيرا مبادرة مشروع فلج الصعراني بمحافظة البريمي، وهي مبادرة قام بها متطوعون من أبناء محافظة البريمي، لإعادة مجرى فلج الصعراني للحياة من جديد بعد أن توقفت المياه عن الجريان في مساره لأكثر من 15 عاماً، وهو واحد من الأفلاج الداوودية القديمة التي يُقدّر عمرها بأكثر من 3000 عام. وعبر المهندس طالب الجابري صاحب مبادرة إعادة المياه لفلج الصعراني بالبريمي عن سعادته بهذا التكريم، وأن هذه المبادرة أعادت الحياة لأهل المكان بعد أن كان الماء منقطعا عنها لفترة طويلة جدا، وأصبح هذا الفلج معلما سياحيا للولاية.

تعليق عبر الفيس بوك