"بلومبرج" تكشف سيناريو ما بعد الرسوم الأمريكية الجديدة على الصين

ترجمة- رنا عبدالحكيم

نشرت وكالة بلومبرج الإخبارية توقعات لسيناريوهات ما بعد فرض رسوم أمريكية جديدة على البضائع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة.

ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يرى أي حاجة ملحة لإتمام صفقة تجارية مع الصين، وهدد بفرض مزيد من الرسوم على عدد من الشركاء التجاريين حول العالم.

وقال سو ترينه العضو المنتدب لاستراتيجية الاقتصاد العالمي في مانولايف لإدارة الاستثمار في هونج كونج "إذا تم تطبيق الرسوم الجمركية المقررة في 15 ديسمبر، فستكون هذه صدمة كبيرة للأسواق العالمية".

وتراجعت الأسهم العالمية من أعلى مستوياتها على الإطلاق في الشهر الماضي، مدفوعة جزئياً بتفاؤل حول صفقة تجارية أمريكية- صينية مؤقتة ترقبتها الأسواق. لكن الجميع الآن يترقب عقارب الساعة في اتجاه 15 ديسمبر، عندما ينفذ ترامب تهديده بفرض رسوم بنسبة 15% على 160 مليار دولار من الواردات الصينية.

ومع مرور حوالي أسبوعين من أحدث معارك الحرب التجارية على الجبهة الصينية، وجهت إدارة ترامب ضربة إلى البرازيل والأرجنتين بفرض رسوم على الصلب، كما فرضت رسوماً على فرنسا كعقوبة على ضريبة فرضتها باريس على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة.

وقال ترامب للصحفيين في لندن عندما سئل عما إذا كان يريد التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام "ليس لدي موعد نهائي"، ما أدى إلى انخفاض الأسهم.

وفيما يلي آراء عدد من العاملي في الأسواق حول ما قد يحدث إذا تم تطبيق الرسوم الجمركية على الصين في 15 ديسمبر.

"مستقبل قاتم"

يقول تونغلي هان كبير مسؤولي الاستثمار في ديببلو جلوبال انفستمنت، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج: "ما حدث مؤخرًا يجعل هذه الصفقة التجارية أكثر تكلفة للقادة الصينيين لذلك أرى مستقبلاً قاتماً على المدى القصير، من شهر إلى شهرين".

ويقول ستيف برايس كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك ستاندرد تشارترد الخاص على تلفزيون بلومبرج إنه مع مرور الوقت في عام 2019، تبدو احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري بعيدًا، ولذا حان الوقت للمستثمرين لتحمل بعض المخاطر.

على المدى الطويل، يظل برايس متفائلاً "ستواصل الولايات المتحدة والصين جهودهما لإبرام صفقة من نوع ما. هذا سوف يقلل من حالة عدم اليقين ويساعد الاقتصاد العالمي على الأداء الجيد".

بالنسبة للبعض، فإن تراجع الأسهم في بداية الأسبوع يمثل بالفعل فرصة شراء.

وقال إيلي لي رئيس استراتيجية الاستثمار في بنك سنغافورة، لقناة بلومبرج التلفزيونية "إن تجدد ضغوط الرسوم الجمركية على أمريكا الجنوبية وأوروبا من المحتمل أن تكون محاولة لتعزيز صورة "رجل الرسوم الجمركية" لترامب قبل عقد صفقة تجارية مع الصين". وأضاف لي: "في ظل وضع الاقتصاد الدقيق للغاية، إذا حدث هذا ، فسيؤدي ذلك إلى زيادة خطورة حدوث ركود، والبيت الأبيض لا يريد أن يدخل هذا الوضع في انتخابات عام 2020 الرئاسية العام المقبل".

"يوم عاصف"

وقال كريس ويستون رئيس الأبحاث في مجموعة Pepperstone Group المحدودة في مذكرة للعملاء إنه قد يكون هناك بعض التقلبات الأولية الهائلة في السوق. وأضاف "يمكننا أن نواجه يومًا عاصفا". وواصل حديثه قائلا إنه من المرجح أن يتراجع مؤشر ستنادرد آند بورز 500 بحوالي 2%، مع احتمال تحرك العملات بما في ذلك اليوان والدولار الأسترالي والون الكوري. وتوقع ارتفاعا إيجابيا، خاصة إذا كان هناك اتفاق على إعادة النظر في المحادثات في عام 2020.

وقال كريستوفر سمارت كبير الاستراتيجيين العالميين في معهد بارينجز للاستثمار على تلفزيون بلومبرج: "حتى لو كانت هناك صفقة تجارية، فإنها لن تحل معظم القضايا التي لا تزال لدينا مع الصين، وهو أمر يتعين على ان ينعكس على الأسواق في الوقت المناسب". وأضاف "في الواقع، ربما يجعل هذا إدارة العلاقة أكثر صعوبة، لأننا قمنا بإلغاء الرسوم الجمركية على الطاولة". وتابع سمارت أن "الوقت ينفد" لإنجاز صفقة هذا العام، بالنظر إلى الخدمات اللوجستية التي ينطوي عليها عقد اجتماع رئاسي. وقال إن ما يقدم بعض الارتياح هو أن البنوك المركزية العالمية خففت السياسة وضخت السيولة، مما أرجأ الركود الذي كان المستثمرون قلقين بشأنه".

وقال فيليب شو كبير الاقتصاديين في انفستك لقناة بلومبرج التلفزيونية: "نأمل أن نحظى بنوبة من الفطرة السليمة". وأضاف "علينا أن لا ننسى أن هذا الموقف متقلب للغاية، إنه يتأرجح ذهابًا وإيابًا. لن نفسر أحداث يوم واحد".

تعليق عبر الفيس بوك