"فايننشال تايمز": ترامب يوسع نطاق الحرب التجارية.. والبرازيل والأرجنتين أحدث الضحايا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتح جبهتين جديدتين ضد الحلفاء المفترضين في حربه التجارية، بعدما أعلن أن البرازيل والأرجنتين ستفقدان إعفاءات من الرسوم الجمركية المرتفعة على الصلب والألومنيوم.

لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الكشف عن أن فرنسا قد تواجه رسوم بنسبة 100% في مقابل الضريبة على الخدمات الرقمية والتي تهدف إلى ضمان قيام شركات التكنولوجيا - الأمريكية في أغلب الأحيان - بدفع حصتها العادلة من ضريبة الشركات.

وتأتي هذه الرسوم على المنتجات الفرنسية، بدءًا من المشروبات الكحولية وحتى حقائب اليد، على الرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة تدعم أيضًا مبادرة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتغيير طريقة فرض الضرائب على الشركات. ويقترح المنتدى الذي يتخذ من باريس مقرا له "حق فرض ضرائب" جديد للحكومات على أساس نسبة مبيعات الشركة داخل أراضيها. وقد شجعت مجموعة الدول العشرين الكبرى على التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية يناير.

ويعد قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات الفرنسية أمرا مفاجئا. ففي أغسطس، وافق وزيرا مالية البلدين على أن تمنح فرنسا الشركات الأمريكية خصمًا على الفرق بين الضرائب عند تطبيق مخطط المنظمة  الجديد. وتم تحديد الضريبة بنسبة 3 % من إيرادات الشركات التي حققت مبيعات فرنسية بأكثر من 25 مليون يورو و750 مليون يورو من الإيرادات في جميع أنحاء العالم.

قد يكون التوقيت متعلقًا بتعليقات الرئيس إيمانويل ماكرون النقدية على حالة الناتو. وغرد الرئيس الأمريكي منتصرا على تويتر أنه أقنع أعضاء التحالف لزيادة الإنفاق. وقد وصف الرئيس الفرنسي الناتو مؤخرًا بأنه "يعاني من موت دماغي". يُنظر إلى قمة التحالف هذا الأسبوع على أنها فرصة لترامب للتعبير عن نجاح السياسة الخارجية.

ويهدد النزاع جهود إيجاد طريقة جديدة لفرض ضرائب على الشركات متعددة الجنسيات. وشارك وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين في عملية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي ستمنح حق فرض ضرائب على الشركات الفاخرة الفرنسية التي تبيع منتجاتها في الولايات المتحدة. وأظهرت محاكاة أجراها المجلس الفرنسي للتحليل الاقتصادي إنه لن تكون هناك زيادة صافية في الإيرادات الضريبية للدولة الأوروبية.

ويبدو أن الآمال في أن يقوم ترامب بخفض التوترات التجارية قبل جهود إعادة انتخابه لم تكن في مكانها الصحيح. لم ينتج الحديث عن "صفقة صغيرة" مع الصين عن شيء. كما أن قراره بعدم فرض رسوم جمركية على السيارات الخاصة بدول الاتحاد الأوروبي أدى إلى سلام دائم. بدلاً من ذلك، قال ترامب إنه سعيد بالانتظار حتى بعد الانتخابات قبل عقد صفقة مع الصين. وقالت واشنطن أيضا إنها تدرس توسيع الرسوم العقابية على السلع الأوروبية في أعقاب الحكم الصادر عن منظمة التجارة العالمية بأن الإعانات المقدمة لشركة إيرباص غير قانونية.

كانت الأضرار التي نتجت عن الحرب التجارية كبيرة، ولا يزال التصنيع العالمي غارقًا في الركود. وأشارت بيانات أوروبية إلى أن قطاع التصنيع واصل للشهر العاشر على التوالي حالة الانكماش خلال شهر نوفمبر بينما تفاقم التراجع في نشاط المصانع الأمريكية. وأدت هذه البيانات الضعيفة إلى جانب إعلانات الرسوم إلى انخفاض الأسهم العالمية لأدنى مستوى في شهرين.

ترى الصحيفة أنه يتعين على المفوضية الأوروبية أن تدافع عن فرنسا؛ إذ لا يمكن استخدام تهديد الرسوم لمنع الدول ذات السيادة من اتخاذ قراراتها بشأن الضرائب. ومع ذلك، يجب ألا يُنتقد الاتحاد الأوروبي بشكل عشوائي، وبدلاً من ذلك، ينبغي له أن يسعى إلى حل داخل الهياكل الدولية القائمة، يدل التقدم الذي أحرزته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على قيمة التعددية.

وفي النهاية قد يبدو أن هذا هو الوضع الجديد، ومن هنا بات لزامًا على حلفاء الولايات المتحدة الاستعداد لمزيد من الصدمات.

تعليق عبر الفيس بوك