كيف تتعامل مع الموظف المُتلاعب؟

مقال نشرته مجلة هرافارد بيزنس ريفيوز بقلم ليز كاسليك

ترجمة- رنا عبدالحكيم

يجد معظم الموظفين أنفسهم مضطرين إلى التعامل مع أشخاص متلاعبيون، ولسوء الحظ يتردد معظم الموظفين في الإفصاح علنا عن مخاوفهم تجاه هؤلاء الأشخاص، وإن فعلوا فإن ردة فعل الشركة عادة ما تتراوح بين الحذر أو الرفض أو الانتقام فعليا من الضحية، بدلا من التعامل مع الشخص المتلاعب وانتهاءً بتجاهل الشكوى.

ولسوء الحظ أيضا فإن بعض بيئات العمل ترحب بالمتلاعبين، وتعزز مواقفهم لأنهم يبدون "فعالين في إنجاز بعض الأمور". لكن على المدى الطويل يتسبب هؤلاء الأشخاص المتلاعبين في التأثير على معدلات الإنتاجية بشكل سلبي، وكذلك على الأداء العام لزملائهم في العمل. وعندما يجد الموظف أن من أعلى منه لا يتدخل، فإنه يبدأ في اتباع نهج خاص به للتعامل مع المتلاعبين وقد يزيد هذا النهج من الطين بلة مع مرور الوقت.

وبحسب كاتبة المقال، فإنه على مدار 30 عامًا تقريبًا من الاستشارات، واجهتْ أمثلة لا حصر لها من التلاعب والاحتيال واستغلال السلطة. وأثبتت 3 أنواع من الاستجابات أنها فعالة باستمرار لمواجهة معظم المتلاعبين المتنوعين في أماكن العمل، حتى لو كان لدى الموظف قوة أو وضعا أقل. وهذه الطرق الثلاثة تساعد- على أقل تقدير- على استعادة الشعور بالسيطرة بدلاً من المعاناة في صمت، بينما تكتشف خطتك طويلة الأجل لعلاج الموقف جذريا.

أولًا:

كن متشككًا عند تلقي الكثير من الاهتمام الخاص من أحدهم. فلا يُظهر المتلاعبون عادة نواياهم الحقيقية في بداية العلاقة. وفي الواقع، غالبًا ما يقدمون أنفسهم كحلفاء أو مقربين، لأنهم يحتاجون إلى اقترابك من حيث حجم موقعك ومقدار ما يمكنهم الحصول عليه منك. إنهم مهرة في تقييم الموظفين الذين يتمتعون بالرقي والثقة الكافية من الإدارة لكي يبدأون في استغلالهم أو نسب المجهود الناجح لأنفسهم.

على وجه الخصوص، لاحظ ما إذا كان شخص ما يعاملك على أنك مفضل لديه، لكن يتضمن ذلك مواقف صغيرة تجعلك تشعر بالضيق تجاه نفسك أو يثبطك عند التحدث مع الآخرين أو يضغط عليك للعمل ضد اهتماماتك الشخصية للبقاء في صالحهم.

ثانيًا:

كن على استعداد للمخاطرة ودخول المواجهات العامة الصغيرة. في بعض الأحيان تكون الطريقة الوحيدة لفضح مناورات المتلاعبين هي مواجهتها في التو واللحظة. قد يكون من الصعب القيام بذلك إذا كنت الطرف الصغير والأقل نفوذا. وحتى كبار الموظفين وأقدمهم قد يصابون بالدهشة، أو قد لا يستطيعون التفكير فيما يمكن قوله عندما يقوم شخص ما بتخريب المعايير السلوكية وقواعد اللعب النظيف، على الرغم من الضرر التنظيمي الذي يعرفونه. لذلك، عندما يكون لدى شخص ما المهارة والذكاء للتدخل، فإنه يخطر المتلاعب بأنه قد تم اكتشاف سلوكه، ويوضح للمراقبين أنه من الممكن التدخل والحفاظ على أمان الآخرين أثناء تحريك الأعمال إلى الأمام.

على سبيل المثال خلال أحد الاجتماعات التي حضرتها، كان هناك مسؤول تنفيذي يصدر تقريره عبر الهاتف بينما كان باقي الفريق حاضرا فعليا. وطوال المكالمة كان نائب الرئيس يهز رأسه مرار وتكرارا ويرفع حواجبه ويشير إلى أقرانه كما لو كان يقول بأن ما يقوله المسؤول في تقريره خطأ دون أن يقول كلمة واحدة.

ولم يكن لدى المسؤول أدنى فكرة أن مصداقيته استهين بها لذلك تدخلت وسألت نائب الرئيس المتلاعب مباشرة "هل هناك شيء تريد إضافته؟ يبدو أنك تعارض بشدة ما سمعناه للتو، هل تريد دحض ما جاء في التقرير أو أي من التفاصيل أم أنك مرتاح للتقرير؟".

ونفى نائب الرئيس على الفور أي خلاف أو اعتراض، لكنه كان من الواضح أنه كان غير مرتاح لأنه تمت مواجهته على الفور وكشف نواياه.

ثالثا:

رفض الاحتفاظ بالأسرار أو التصرف كأنك الوحيد المُدرك للسلوك الخاطئ للأخرين. فالموظف المتلاعب دائما ما يتصرف بطريقة غير مباشرة فقد يأتي إليك ويغذي عقلك بالحكايات وأوجه القصور والاخفاقات الخاصة بالأشخاص الآخرين كما لو أن لديك فقط المنظور الصحيح لكل ما يحدث في بيئة العمل. في تلك اللحظة عليك أن تطلب التفاصيل والتوضيحات من الشخص المتلاعب وأن تكون حاسما معه في أن يتحدث بطريقة مباشرة. فالشخص المتلاعب يهرب دائما من أن يكون مباشرا ومحددا في حديثه.

وإذا كان وضعك أعلى وظيفيا من الشخص المتلاعب، فإن الإجراء الأكثر فاعلية هو البدء في خطة صارمة للإجراء التصحيحي على الفور، عبر تقديم ملاحظات سلوكية ملموسة حتى يتخلى عن عادته غير المناسبة أو أن تستغني عن خدماته.

وفي حالة تبوأك منصبا أقل، فستساعدك هذه الأساليب الثلاثة على حماية نفسك وتقليل تأثيرها السلبي عليك وعلى بقية المؤسسة، طالما كنت ترغب في البقاء بالعمل.

تعليق عبر الفيس بوك