"بلومبرج": دول الخليج تتراجع عن مواقفها إزاء إيران بعد تخلي ترامب عنها

ترجمة- رنا عبد الحكيم

بطولة كرم قدم، رحلة مباشرة واجتماعات سرية وتعهد بإطلاق سراح أسرى الحرب، تخرج الدبلوماسية إلى النور بعد أن خرجت دول الخليج من مواجهة مع إيران مستوحاة من دونالد ترامب.

هكذا بدأت وكالة بلومبرج الإخبارية تقريرها الأخير حول العلاقات الخليجية الإيرانية، وذكر التقرير أن دول الخليج بدأت في التراجع عن مواقفها إزاء إيران، في أعقاب تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنهم.

وقالت الوكالة إن الأسبوع الماضي شهد خوض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين أولى مبارياتها في كأس الخليج العربي "خليجي 24" والمقامة في قطر بعد قرار في اللحظة الأخيرة بالمشاركة، بما مثل انفراجة واضحة في عداء استمر 30 شهرًا أدى إلى توقف التجارة والرحلات الجوية، بسبب ما يقال إنها علاقات قطر مع إيران ودعمها للجماعات الإسلامية.

وفي الوقت نفسه، بدأ التحالف الذي تقوده السعودية والذي قاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن منذ عام 2015 في إطلاق سراح الحوثيين المسجونين، في الوقت الذي تكتسب فيه الجهود المبذولة لإنهاء النزاع زخماً.

وكشفت الوكالة أن السلطنة تستضيف في هدوء اجتماعات رفيعة المستوى لإنهاء الأزمة اليمنية، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى بلومبرج، كما ألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني بذلك في الأمم المتحدة.

في خضم احتمال وقوع حرب كارثية مع إيران والميليشيات التابعة لها في جميع أنحاء المنطقة، تحولت دول الخليج نحو إعادة التفكير الاستراتيجي. وأدركت الولايات المتحدة، التي يعتمد نموذجها الاقتصادي في جزء كبير منه على روابطها الدولية، أنها ستخسر أكثر مما ستربح من أي تصعيد عسكري. وكانت قد أزالت سحبت قواتها من اليمن بحلول نهاية صيف مضطرب، حيث تم استهداف ناقلاوت نفط وسقطت طائرة أمريكية بدون طيار في الخليج دون رد فعل أمريكي كبير.

وسلطت الكارثة الإنسانية للحرب اليمنية أضواءً غير مرحب بها على المملكة العربية السعودية، وتسببت في ضربة قاصمة للمنشآت النفطية السعودية التي أضرت بنصف إنتاج البلاد من النفط الخام، لكنها في الوقت نفسه أثبتت أن ترامب لم يكن يهتم لإنقاذ حلفائه.

وقال ديفيد روبرتس أستاذ مساعد في كلية كينجز كوليدج لندن لشؤون الخليج: "لقد حطمت الهجمات أي وهم لهذه المظلة الأمنية الأمريكية السحرية... انفجرت الفقاعة وأظهرت أن لدى إيران استعدادًا للقيام بشيء مذهل مثل الهجوم على منشآت أرامكو والقدرة على تنفيذه".

ولا يزال استهداف سلطة إيران الشيعية أولوية بالنسبة لبعض القيادات العربية في الخليج، إلا ان هناك اعترافا متزايدا بأنه لا يمكن لأحد أن يستفيد من التصعيد العسكري في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.

لم يرد مركز الاتصالات السعودية في المملكة العربية السعودية على رسالة بريد إلكتروني لطلب التعليق على تقرير بلومبرج. فيما رفضت دولة الإمارات العربية المتحدة التعليق. لكن في خطاب ألقاه أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات في 10 نوفمبر، قال إنه يرى "طريقًا للتوصل إلى اتفاق مع إيران قد تكون جميع الأطراف قريبًا"، وعلى استعداد للبدء فيه إذا أظهرت طهران التزامًا.

وتستاء دول الخليج من نفوذ إيران العميق بالدول العربية، في حين تشير الاحتجاجات المستمرة في العراق ولبنان إلى أن إيران قد وصلت إلى الحد الأقصى من نفوذها الإقليمي.

وقال أفشين مولوي أستاذ في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز: "السلام البارد ممكن، لكننا بالتأكيد بعيدون عن الصفقة الكبرى". وأضاف "لذلك، سيتعين على كل من الرياض وأبو ظبي قبول دور لإيران في الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن".

وبينما يستكشفون طرق التقدم، تتحرك دول الخليج بسرعات مختلفة. فقد انفصلت دولة الإمارات العربية المتحدة عن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال عدم تسمية إيران كمتهم وراء الهجمات التي وقعت في مايو ويونيو الماضيين على ناقلات النفط أثناء إبحارها باتجاه مضيق هرمز. وأرسلت مسؤولين من خفر السواحل إلى إيران لأول مرة منذ ست سنوات، وألمح روحاني إلى اجتماعات أخرى مع كبار المسؤولين. وقال روحاني في 14 أكتوبر: "نتحرك نحو تحسين العلاقات".

وفي الوقت الذي تتراجع فيه الولايات المتحدة يتقدم أخرون، حيث عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شراكة مع إيران، وأقام تحالفًا نفطيًا مع المملكة العربية السعودية، وأقام علاقات مع مصر. وسافر بوتين إلى المملكة العربية السعودية والإمارات في أكتوبر بعد زيارات قام بها العاهل السعودي ومحمد بن زايد إلى موسكو. ووقع البلدان الخليجيان وروسيا اتفاقات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

وبالنسبة لروحاني في إيران، فإن قضية المشاركة الإقليمية واضحة. وقال في اشارة الى جيران إيران العرب "ألا تعلمون ان إيران ستبقى هنا وسنبقى جيرانا عبر التاريخ؟" وأضاف "سيكون ترامب موجودا فقط لبضع سنوات وسيعود إلى ما كان يفعله".

تعليق عبر الفيس بوك