عبرت عن فخرها بتطور الحركة الثقافية في السلطنة

المترجمة العمانية ريم داوود: الأدب النسوي يفرض نفسه بقوة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ جمال الغيطاني وراء دخولي عالم الترجمة.. والتنوع الثقافي العماني أضاف لي كثيرًا

◄ جوخة الحارثية ساهمت في نمو معرفة القارئ العربي بالأدب العماني

◄ الجوائز الأدبية في الوطن العربي لها حسابات أخرى غير جودة العمل

الرؤية - محمد البرمي

بترجماتٍ كثيرة ومختلفة وضعت المترجمة العمانية، ريم داوود نفسها في صدارة أبرز المترجمين في الوطن العربي، وما منحها ذلك أكثر هو التنوع الثقافي الكبير في الكُتب التي قامت بترجمتها، منها على سبيل المثال "دكان الساري" من الهند والتي كانت مدخلها لدخول عالم الترجمة، التي أحبتها منذ منحها الكاتب المصري الكبير جمال الغيطاني موضوعاً لترجمته ومنذ ذلك اليوم وبدعمه وجهت وجهها إلى الترجمة كأحد روافد الثقافة الهامة.

في البداية كيف بدأت رحلتك إلى عالم الترجمة؟

من القاهرة، انتقلت للعيش في مصر مع دخولي للجامعة وبعد التخرج كان أمامي فرصة جيدة للعمل في أخبار الأدب وهي مجلة ثقافية تتبع مؤسسة أخبار اليوم المصرية العريقة، وحظيت بدعم كبير من الأستاذ جمال الغيطاني هناك، وهو كان سبباً أيضاً في دخولي عالم الترجمة، بسبب علمه بمعرفتي الجيدة للإنجليزية منحني أحد الموضوعات من إحدى الصحف الأمريكية، وبالفعل بدأت ترجمته ليومين وأعجب بشدة بترجمتي ليُشجعني بعدها على الاستمرار في الترجمة، ثم تحول اهتمامي إلى ترجمة القصص القصيرة حتى دخولي عالم الرواية فيما بعد.

 

 "دكان الساري" كانت بدايتك مع ترجمة الرواية كيف بدأت ولاحظت في إصدارتك تنوعا كبيرا في الترجمات التي قدمتِها؟

قرأت كتاباً في 2007 لرواية هندية باللغة الإنجليزية وهو "دكان الساري" ودون الاتفاق مع أي دار نشر بدأت في ترجمته مع نفسي، وعرضته على مجموعة كبيرة من الأصدقاء وأعجبوا جداً بالرواية والترجمة، لكني لم أصل لأي ناشر وظلت الرواية حبيسة الأدراج لسنوات طويلة قبل أن التقى بشريف بكر المسؤول عن دار نشر "العربي" لكنه فاجأني بطلبه ترجمة مجموعة جديدة من الأعمال لحين الانتهاء من قراءة "دكان الساري" ومن هنا بدأت بالفعل مشواري مع الترجمة والتفرغ لها تماماً.

التنوع في مشروعاتي المترجمة ليس غريباً علي "دكان الساري" على سبيل المثال لروائية هندية وهو ليس غريباً على مجتمعنا في سلطنة عُمان أبدا، فالجالية الهندية بتفاصيلها التقليدية في الملبس والمأكل حاضرة في ذهني، وهو ما عزَّز لدي تآلفا مبكرا مع الثقافة الهندية، ما انعكس على ترجمة الرواية فعلاً، والترجمة من الثقافة الصينية وثقافات أخرى هذا التنوع رُبيت عليه منذ الصغر، كما أن الكثير من المشروعات يطلب الناشر مني ترجمتها ولم تكن باختياري وهو ما تكرر في ترجمة رواية من مقدونيا "القناص"، ومجموعة قصصية صينية وهي "سبع ليالٍ في حدائق الورد"، وهي من أكثر الأعمال التي أحببتها حقًا، ورواية "الموت في بابل.. الحب في إسطنبول" التي تدور في قالب فانتازي على لسان ديوان شعر وقد أعجبت القراء كثيرا.

 

كثيرا ما يكون هناك عمل أقرب للمترجم ومع ذلك لا يحظى بالقراءة أو التداول المتوقع.. هل حدث هذا مع أي من ترجماتك؟   

يحدث فعلاً.. "دكان الساري" مثلاً من أقرب الأعمال لي، وكذلك المجموعة الصينية "سبع ليالٍ في حدائق الورد"، والتي من شدة حبي لها تمنيت لو أنني كتبتها، خاصة القصة الأولى بها واسمها "عصا الأغنيات" وبطلها مغني شعبي محفور على عصاه علامات كلما يمر بإصبعه على إحداها تُذكره بمشاعر الأغنية التي سيُغنيها، وكذلك انفعلت حد البكاء وأنا أترجم رواية "اسمي نور" التي تعاطفت مع بطلتها.

في المُقابل هناك أعمال حظيت باهتمام كبير في القراءة منها "فندق الغرباء" لديميترى فيرهولست، وكذلك الكتاب الذي نُشر أخيراً "زيارة لمكتبات العالم" للإسباني خورخي كاريون، وبه جولة ثرية حول تاريخ مكتبات بيع الكتب من أمريكا اللاتينية للمغرب لبريطانيا وغيرها من بلاد العالم، وأظن أنَّ ارتفاع معدلات الاهتمام في العالم العربي حاليًا بالقراءة خاصة بين الشباب كانت وراء الاهتمام بكتاب يتناول خلفية حول مكتبات العالم، كذلك أحب المجموعة القصصية "سحر" لصلاح الدين دميرتاش.

 

هناك حركة كبيرة في الترجمة من لغات أخرى للعربية وخاصة في اللغة العربية؟ هل هناك صعوبات تواجهك كمُترجمة؟

لا أعتقد ذلك بالفعل هناك رواج كبير للكتب المترجمة وخاصة الرواية، العديد من دور النشر تهتم بذلك وتلقى في أوساط الشباب والمثقفين اهتماماً كبيراً وأصبحت الترحمة جزءًا مهماً جداً من الحركة الثقافية وتعتمد الكثير من دور النشر عليها، لكن لا يوجد صعوبات كبيرة خاصة إذا كان هناك تواصل مع دار نشر تتعامل معها فأصعب ما يواجه المترجم أن يعمل بجهد كبير على "رواية" أو عمل ولا يجد ناشراً لأنَّ الترجمة تستهلك وقتاً ومجهودا كبيرا وتكلفة أيضاً.

 

عشتٍ خارج عُمان منذ سنوات طويلة بحكم العمل في مصر لكنك أيضاً على صلة قريبة بالحياة الثقافية في السلطنة.. في رأيك أين وصل الأدب النسائي في السلطنة؟

هناك تطور ملحوظ في الحركة الثقافية داخل السلطنة وخاصة في الأدب النسائي وإن كنت أرفض أن يكون الأدب بالنوع لكن هناك جوخة الحارثية وفوزها بالمان بوكر ساهم بشكل كبير في انتشار الأدب العماني والبعض بدأ يسألني أكثر عن الأدب والحياة الثقافية في عُمان وطلبوا ترشيحات لروايات فعلاً، وأيضاً هدى حمد التي تعجبني رواياتها كثيراً ولغتها الروائية ومشروعاتها.

 

حدثيني عن المشروعات الجديدة التي تصدر قريباً من ترجمتك؟

هناك مشروع مع دار كلمة عن الخوف الأمريكي من الانتشار الشيوعي، وكتاب لروائي بلجيكي وهو صاحب رواية "فندق الغرباء" التي قمت بترجمتها مع دار العربي، وحالياً أعمل على كتاب من السيرة الذاتية لإيراني كردي، وقريباً مشروع عن الشعر الإيرلندي.

 

ثمة علامات استفهام حول مفهوم الجوائز في الوطن العربي، هل تتفقين مع هذه الرؤية؟ رواية مثل سيدات القمر حصلت على مان بوكر الجائزة الأهم عالمياً بعد نوبل ولم تترشح لأي جائزة عربية وقتها؟

جائزة البوكر العربية بعض الروايات التي حصلت على الجائزة في رأيي لا تستحق وهناك روايات أخرى تكون أفضل منها، أعتقد أنَّ الجوائز يدخل فيها حسابات أخرى غير الأدب واللغة والأسلوب.

تعليق عبر الفيس بوك