خطوات لنجاح عمليات تكميم المعدة

مختصون: العلاجات السليمة وتغيير العادات الغذائية والنشاط البدني شروط أساسية

...
...
...
...

 

الرؤية - محمد قنات

يلجأ البعضُ -وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة- لعمليات تكميم المعدة في مواجهة أمراض السمنة المنتشرة إلى حد كبير كظاهرة عالمية، ويرى عددٌ من المختصين أن نجاح عمليات تكميم المعدة تتفاوت من شخص لآخر حسب تعامل الشخص الذي يخضع للعملية ومدى التزامه بالإرشادات والتعليمات الطبية والأدوية الطبية التي تُصرف له، واتباع النظام الغذائي لتحقق هدف إنقاص الوزن ومن ثم المحافظة عليه.. ويوضح المختصون أنَّ الفوائد الصحية لجراحة السمنة تتمثل في تحسُّن أو تراجع أعراض بعض الأمراض؛ مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم وتوقف التنفس أثناء النوم وألم المفاصل المزمن. وأشاروا إلى أنَّ عمليات التكميم قد تكون لها أخطار صحية محتملة، على المدى الطويل والقصير، حيث تتمثل تلك المخاطر في النزيف والعدوى والالتهابات، وردود فعل سلبية للتخدير كتجلط الدم، ومشاكل في الرئة أو التنفس، وتسريبات في الجهاز الهضمي والإسهال أو الغثيان أو القيء، وكذلك انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم) وانخفاض ضغط الدم، إلى جانب جفاف ونقص في بعض الفيتامينات.

"الرؤية" استطلعت آراء عددٍ من الخبراء حول هذه المسألة؛ حيث تقول الدكتورة نورة الشحية طبيبة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغُدد الصماء: إنَّ الهدفَ من علاج السمنة هو الوصول لوزن صحي مثالي والحفاظ عليه، وأيضا الحد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، والعلاج من السمنة يتطلب العمل مع فريق طبي متخصص في هذا المجال؛ حيث يتكون الفريق من إخصائي تغذية وإخصائي السلوك والطب النفسي وإخصائي السمنة وإخصائي المجهود البدني وإخصائي التثقيف بالسمنة للمساعدة في وضع خطة علاجية والمتابعة وتحقيق أهداف إنقاص الوزن.

وأضافت: عادة ما يكون هدف العلاج الأوَّلي هو خسارة خفيفة للوزن تتراوح بين 5 و10 بالمائة من إجمالي الوزن حتى تبدأ الصحة العامة في التحسن. وعلى الرغم من ذلك، فإنه كلما فقد الشخص وزنًا أكبر، كانت الفوائد الصحية أكثر، لا سيما على المدى البعيد، وجميع برامج فقدان الوزن تتطلب إدخال تغييرات في العادات الغذائية والنشاط البدني. وتابعت أنَّ طرق العلاج تعتمد على مستوى السمنة والصحة بشكل عام والتغيُّرات في النظام الغذائي، والتمارين الرياضية والنشاط البدني بانتظام بصورة يومية، إلى جانب تغيير السلوكيات والممارسات إلى أنماط حياة صحية وفقدان الوزن المقرر بوصفات طبية تحت إشراف الفريق المعالج.

وأشارت الشحية إلى أنَّ جراحة السمنة تعد خياراً مناسباً لمن يعانون من السمنة المفرطة، وتساعد على إنقاص الوزن بشكل كبير من خلال تصغير حجم المعدة نفسها، والحد من الشهية، ومنح الإحساس بالشبع بعد أكل كمية قليلة من الطعام، كما أنَّ هناك عدة أنواع من جراحات السمنة، مثل جراحة المجازة المعدية (تحويل مسار المعدة) وتكميم المعدة...وغيرها من الإجراءات المنظارية غير الجراحية، مثل بالون المعدة.

وأضافت الطبيبة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغُدد الصماء: يجب إجراء تقييم لحالة المريض لتحديد مدى أهليته للخضوع لجراحة السمنة، ثم يوصي استشاري أو اختصاصي الجراحة بالخيار الجراحي الأنسب للحالة، حيث إنَّ الفوائد الصحية لجراحة السمنة تتمثل في تحسُّن أو تراجع أعراض بعض الأمراض، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم وتوقف التنفس أثناء النوم وألم المفاصل المزمن.

وأكدت الشحية أنَّ جراحة السمنة يمكن أن تساعد على التخلص من الحاجة للأنسولين والأدوية المستخدمة لعلاج النوع الثاني من السكري لفترة ما بعد العملية، تليها متابعة دورية للسكري، إلى جانب تحسن في صحة القلب والأوعية الدموية تساعد أيضا على إعادة ضغط الدم والكولسترول إلى مستوياتهما الطبيعية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ مثل: مرض القلب التاجي والسكتة الدماغية. وتابعت: يُمكن للسمنة أن تُسبب توقف التنفس أثناء النوم ونقص الأكسجين؛ لذا فإنَّ خسارة الوزن الزائد يمكن أن تساعد على تحسين نوعية النوم والحد من هذه المخاطر وتحسين القدرة على الحركة، كما تفيد الجراحة في تقليل وتخفيف الضغط على مفاصل الجسم؛ مما يُسهم في تخفيف آلام المفاصل وتعزيز القدرة على الحركة والتمتع بحياة أكثر نشاطًا وحيوية.

أمَّا سارة بنت ناصر الوائلية طبيب اختصاصي طب الأسرة؛ فقالت: إنَّ قص المعدة قد يطلق عليه أيضا مصطلح تكميم المعدة، وهو عبارة عن عملية جراحية يتم فيها قص جزء من المعدة بهدف تخفيف الوزن، ويمكن اللجوء إليها إذا كان الشخص يعاني من السمنة المفرطة؛ بحيث يزيد مؤشر كتله الجسم على 40%، ولا يستطيع إنقاص الوزن بالحمية أو التمارين الرياضية، أو كان الشخص يعاني من أحد الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، ويزيد مؤشر كتلة الجسم على 35%.

وأضافتْ أنَّ مثل هذه العمليات تساعد في إنقاص ما يقارب 50 إلى 70% من وزن الجسم، ويوصَى بعد قص المعدة بالمكوث تحت الملاحظة في المستشفى ما بعد إجراء العملية لفتره من الزمن، وتناول أطعمة خاصة تتكون من السوائل في المرحلة التي تلي إجراء العملية، ويُنصح بعد ذلك بتناول الأطعمة المهروسة؛ حيث لا يستطيع الشخص تناول كمية كبيرة من الطعام لأن المعدة أصبحت أصغر حجما، كما ينتابه شعور بالغثيان وعدم الارتياح لتغير النظام الغذائي، إضافة إلى نقص الفيتامينات؛ لذلك يستدعي تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بصورة دائمة، وفي بعض الأحيان تساقط الشعر؛ وذلك ناتج عن نقص العناصر المعدنية مثل الزنك وفيتامين ب 6 وحمض الفوليك.

وتابعت الوائلية بأنَّ مثل هذه العمليات تساعد الذين يجرونها على إنقاص الأوزان، وتقليل محتوى الجسم من الدهون والكوليسترول الضار، والقدرة على السيطرة على الأمراض المزمنة والحصول على حياة أفضل للشخص، مشيرة إلى أن مثل هذه العمليات تعتبر مكلفة ماليا، وهنالك الكثرين من الذين يطلبون إجراء العملية داخل السلطنة وفي نهاية الآمر يضطرون للذهاب للخارج لعدم حصولهم على فرصة. ورأت أنَّ الأشخاص الذين ينصح لهم اللجوء لعمليات قص المعدة هم الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو لم يجدوا نتائج من الحمية والتمارين الرياضة، فإنَّ اللجوء لهذه العملية يعزز من الصحة ويمنح حياة أفضل وكذلك السيطرة على الأمراض المزمنة.

من جانبه، قال سلطان بن هلال المزيدي أحد الذين خضعوا لعملية تكميم المعدة: إنَّ لمثل هذه العمليات فوائد كبيرة؛ منها: إنقاص الوزن الزائد وإذابة الشحوم التي قد تسبب مشاكل صحية، مثل زيادة نسبة الدهون والضغط والسكر في الدم وارتفاع نشاط الغدة الدرقية وكثرة التجلطات...وغيرها. وأوضح أنَّ المخاطر التي تنتج عن عمليات قص المعدة تعتبر محدودة ويمكن للأشخاص الذين يلجأون إلى هذه العملية أن يحدُّوا من مخاطرها بأنفسهم عن طريق الالتزام بنصائح الطبيب المختص وعدم الاستماع لما يتم تناقله في وسائل التواصل.

وأضاف المزيدي أنَّ العملية مُكلِّفة بالنسبة لإجرائها داخل السلطنة، وأيضا تزيد مخاطرها خارج السلطنة؛ كون المريض سيحتاج لمتابعات دورية بعد العملية، أما في الخارج فمنذ خروج الشخص من المستشفى في اليوم الثاني فلا أحد يتابعك.

وذهبت الدكتورة ليلى بنت علي بن صالح الكلبانية إلى أنَّ عملية قص المعدة تعتبر إحدى العلميات الجراحية التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج السمنة للذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط...وغيرها، وتجرى عادة للمرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة وفشلوا في إنقاص وزنهم عن طريق الحميات الغذائية، وفي عمليات التكميم يتم إزالة جزء كبير من المعدة يصل إلى 80% من حجمها، ومن فوائدها أن ينقص المريض من وزنه إلى ما يقارب الـ70% من وزنه خلال سنة، وتتحسن بعض المشاكل الصحية كالسكري والضغط والكولسترول والتهاب المفاصل، وكذلك المشاكل المتعلقة بالجهاز التنفسي؛ مثل: انقطاع النفس الانسدادي النومي.

وأوضحتْ أبرار بنت محمود البلوشية خريجة جامعية، أنَّ معظم الأشخاص الذين أجروا هذه العميلة أصيبوا بالهزال والضعف الشديدين، وترهل في الوجه وأغلب مناطق الجسد؛ مما عكس صورة سيئة عكس الصورة المرجوة من إجراء العملية. وأضافت أنَّ عملية قص المعدة في أغلب الأحيان يتم فيها استئصال الغدة المسؤولة عن إصدار إشارات الجوع للمخ؛ مما يقلل كثيراً شعور الشخص بالرغبة في الطعام ويلحق مضارَّ متعددة لاحقاً مثل نقص المعادن والفيتامينات الطبيعية إن لم يستعِض عنها بعدد من المكملات الغذائية الدوائية.

تعليق عبر الفيس بوك