رمزية تاريخ الهحري

 

د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني

 

قَالَ الشّعبِيّ: (كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عمر إِنَّه يأتينا من قبلك كتب لَيْسَ لَهَا تَارِيخ فأرخ فَاسْتَشَارَ عمر فِي ذَلِك فَقَالَ بَعضهم أرخ لمبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ بَعضهم لوفاته فَقَالَ عمر بل نؤرخ لمهاجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن مهاجرته فرقت بَين الْحق وَالْبَاطِل فأرخ لذَلِك). ابن الجوزي، تلقيح فهوم أهل الأثر، ص: ١٣.

في عالمنا المعاصر تتزاحم المجالات في كل جانب من العلوم لتغيير المفاهيم ومن بين سلم تلك الأبواب ما يقع للتاريخ الهجري ورمزيته الدينية والتاريخية حيث اختير من طرف سلطة سياسية ووضعته ليكون تعبير عن وتذكيرا ببداية رسالة الإسلام الخاتمة لئلا يلتبس أمر بدايتها على الناس فوضع عمر رضي الله عنه التاريخ الهجري وشق له من اسمه نسبة الهجرة ليربطه بها ويذكر بها دوما عند كل سنة.

مع تقادم الزمن وتطاول العهد يجهل الناس أمورا وتختلط عليهم أخرى وتتحول مفاهيم وهو ما يسمى بتزاحم الثقافة فكل ثقافة لها قانون وقوة في حال سيطرتها.

فنشهد اليوم عالمنا العربي بشكل كبير يعتمد في غالب تعاملاتها واعتماداته على التاريخ الميلادي استجابة لإكراه العصر وضغط مواكبة الثقافة السائرة وهذا يعني التبعية الثقافية وتحكم ثقافة المتغلب وفرض سيطرته الثقافية.وهو ما يمكن التعبير عنه بلغة أقرب قانونية الثقافة.

رمزية التاريخ الهجري تزاحمها اليوم قانونية الثقافة المتحكمة والحال ينطبق على عدة مفاهيم كثيرة مثل اللغة والمصطلحات والمفاهيم.. لا تستسهلوا رمزية التاريخ.

 

تعليق عبر الفيس بوك