رأس المال التنظيمي للبنك يصل إلى 1.4 مليار دولار أمريكي

وصفي آل سعيد: البنك الوطني العماني شريك في النهضة وداعم لمختلف المشاريع الحكومية

نستخدم أحدث التقنيات والأدوات العصرية في إدارة العمليات المصرفية

"جائزة الابتكار" تهدف إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة

الرؤية - نجلاء عبدالعال

قالَ السيِّد وصفي بن جشميد آل سعيد الرئيس التنفيذي بالوكالة للبنك الوطني العُماني، إنَّ البنكَ منذ نشأته كأول بنك محلي عماني يضع على رأس أهدافه المساهمة في النهضة التي تشهدها عُمان تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. وأضاف في حوار مع "الرؤية" أنَّ رأس المال التنظيمي للبنك بلغ 1.4 مليار دولار أمريكي؛ مما يتيح للبنك القيام بدور فاعل في دعم المشاريع الحكومية التي من شأنها دفع عجلة مسيرة التنويع الاقتصادي وتوفير فرص وظيفية للعُمانيين.

وإلى نص الحوار...

 

< كيف نلخِّص مسيرة البنك منذ التأسيس وصولا إلى تحقيق أهدافه؟

- منذ نشأتنا كأول بنك محلي بالسلطنة، وضعنا نصب أعيننا أن نكون البنك المُفضل لعملائنا، والتزمنا بدعم الاقتصاد الوطني وخلق قيمة مضافة للمجتمع والتأهل لقيادة القطاع المصرفي. ونفذنا منذ البداية إستراتيجية طويلة الأجل تتمحور حول الربط بين القطاعات الاقتصادية بالشكل الذي يُسهم في إيجاد علاقات ذات قيمة مضافة مع القطاعين العام والخاص، إضافة لتقديم خدمة عملاء عالية الجودة تُكملها حلول ومنتجات مصرفية ذكية ومناسبة، إلى جانب تمكين قوى بشرية من شأنها قيادة مستقبل القطاع.

واليوم، أصبح البنك الوطني العُماني أحد أكبر البنوك بالسلطنة برأس مال مدفوع بلغ 422 مليون دولار أمريكي، ورأس مال تنظيمي يبلغ 1.4 مليار دولار أمريكي، فضلاً عن تعزيز مكانته كشريك مصرفي رائد وقوده الابتكار. وطالما كُنَّا سبَّاقين في طرح كل ما هو جديد بالسلطنة؛ لذا كنا أول من يفتتح فروعا خارج العاصمة مسقط، وأول بنك يقدم لعملائه بطاقات ائتمان وخصم، وخدمة الصراف الآلي، وأول من يقدم الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، ومؤخراً الخدمات المصرفية عبر الهاتف النقال. ونبذلُ جهودا دؤوبة من أجل الوفاء بتوقعات عملائنا وموظفينا والمساهمين، والمجتمع مع ضمان تقديم تجربة مصرفية سماتها الجودة والكفاءة والتميز في كل الأوقات.

 

< وما أبرز إنجازات البنك والجهود المبذولة لتنمية أعماله؟

- على مرِّ السنين، كان أداء البنك ثابتًا ومستقرًا؛ حيث أدَّى تركيزنا الدائم على الوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا تجاه عملائنا والأفراد بشكل عام إلى الحفاط على استدامة عملياتنا ونجاحنا. ومن خلال تضافر فريق عملنا وتفانيهم والتزامهم، سنتمكَّن من قيادة مسيرة البنك الوطني العماني إلى مرحلة جديدة من التطور والنمو بما يدعم تنمية السلطنة وشعبها، ولكي نكون البنك المفضل للحاضر والمستقبل.

ونحرصُ في البنك الوطني العُماني على البقاء في طليعة المؤسسات المالية الرائدة في الابتكار والتحديث؛ لذا نواصل دورنا في قيادة مسيرة تحويل المشهد الرقمي في البلاد بما يتماشى مع رؤية السلطنة للعام 2040. ومن هذا المنطلق، نستخدم أحدث التقنيات والأدوات العصرية مثل القدرة على إعداد الرمز الشخصي (pin) لأجهزة الصراف الآلي باستخدام تطبيق الخدمة المصرفية على الهاتف النقال، وميزة تحويل الأموال (الإرسال الفوري)...وغيرها الكثير. كما نواصل تزويد خدماتنا بأحدث مزايا الأمان بما في ذلك التشفير، والرمز الشخصي للخدمات المصرفية على الإنترنت (mPin) والتي تعمل جميعها على توفير بيئة رقمية آمنة وسهلة الاستخدام. كما كنا كذلك أول من يزود عملائه ببطاقات عن بعد وبطاقات مسبقة الدفع متاحة لغير العملاء، فضلاً عن قيامنا مؤخرا بإطلاق أول روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي بالسلطنة. ولم تقتصر جهودنا على ذلك فحسب بل كنا أول من يطلق مسابقة ’هاكاثون‘ بهدف إتاحة الفرصة للشباب العماني للقيام بدورٍ فاعلٍ في مسيرة التطور الرقمي والابتكار في القطاع بالسلطنة.

ولنا أن نفتخر بكل ما حققناه من إنجازات أسهمت جميعها في تعزيز مكانتنا كرواد للقطاع المصرفي، وأن نجني الآن ثمار تطوراتنا التقنية والتي تظهر جليًّا من خلال رضا عملائنا وعبر قائمة الجوائز الدولية المرموقة التي حصدناها على مدار أعوام.

 

< وما دور البنك في تمويل المشاريع التنموية في البلاد؟

- في إطار استراتيجية أعمالنا، نلتزم دائماً بالمساهمة بدورٍ فاعل وحيوي في دعم المشاريع الحكومية التي من شأنها دفع عجلة مسيرة التنويع الاقتصادي، وتُسهم في توفير فرص وظيفية للعُمانيين. وقد استثمرنا في عددٍ من أكبر المشاريع الإنشائية ومشروعات البنية الأساسية وسنواصل تعزيز استثماراتنا في المستقبل. كما وفرنا قروضا عقارية من أجل دعم إنشاء مشاريع سكنية، وقدمنا أيضاً فرص للتدريب الوظيفي والخدمات المجتمعية. وعلى مدار أعوام، واصلنا الاستثمار في الكثير من القطاعات، خاصة في المشاريع الهادفة لتعزيز العائدات غير النفطية.

وعلى سبيل المثال، نشارك في عدد من المشاريع المهمة في الدقم بما في ذلك مشروع المصافي، والذي من المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي وتنموي بالغ الأهمية على للسلطنة. ونركز كذلك على القطاعات الإستراتيجية التي تضعها الحكومة في مقدمة أولوياتها مثل قطاعات التعدين، واللوجستيات، والثروة السمكية.

وكنا ضمن البنوك التي أصدرت سندات اليورو متوسطة الأجل EMTN والتي حظيت بقبول كبيرٍ من جانب المستثمرين الدوليين؛ مما يضع البنك في مركز قوي وفريد من نوعه لتوفير التمويل المطلوب للشركات الكبيرة، إضافة لتمويل مشاريع البنية الأساسية التي تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية للتنويع الاقتصادي، ودفع عجلة التنمية الاجتماعية في السلطنة.

 

< وما الخدمات والمنتجات التي يوفرها البنك الوطني العماني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟

- يعدُّ دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جزءاً لا يتجزأ من التزامنا بالمساهمة في خطة تنويع الاقتصاد الوطني وتمكين المجتمع المحلي. ونفتخر بكوننا أول بنك بالسلطنة يوفر قسماً خاصًّا لتلبية متطلبات هذه المؤسسات في العام 2012، وأصبحنا الشريك المثالي لأكثر من 17,000 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال بالسلطنة؛ حيث نواصل تزويدهم بالدعم المالي والتوجيه اللازم لتحقيق النجاح والنمو.

وعلى مدار الأعوام، اكتسبنا خبرات واسعة، وأصبحنا نُدرك جيداً المتطلبات المتغيرة لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة متسارع النمو في عُمان؛ حيث نجحنا في تصميم منتجات وحلول تلبي متطلباتهم وتساعدهم في نمو أعمالهم ومشاريعهم. وتقدم خدمة "تجارتي" للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدعم المالي والمساعدة الفنية اللازمة لهم، فضلاً عن تزويدهم ببرامج توعوية وتثقيفية مختلفة، وتمكينهم من التفاعل مع أبرز رواد الأعمال والقادة في هذا القطاع خلال مجموعة من الأنشطة.

كما أطلقنا "جائزة الابتكار في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة" لتكون مثالاً يحتذى، ولكي نؤكد من خلالها التزامنا بدعم وتعزيز تطور هذا القطاع. وتهدف هذه الجائزة إلى التفاعل مع رواد الأعمال المحليين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومساعدتهم في تحويل أفكارهم المبتكرة إلى حقيقة واقعة ومشاريع ناجحة. ويتم منح المؤسسات الفائزة جوائز مالية قيّمة مع تزويدهم بالأدوات والفرص التي من شأنها ضمان نجاح أعمالهم.

 

< وماذا عن الخطط المستقبلية للبنك؛ ومدى تأثيرها الإيجابي على الاقتصاد الوطني؟

- نواصل جهودنا لنؤكد أننا البنك المفضل بالسلطنة؛ وتشمل توفير تجربة مصرفية تركز في المقام الأول على العملاء. ومن خلال الحفاظ على مكانتنا وسمعتنا الرائدة في تطوير حلول فريدة ومنتجات وخدمات مبتكرة، نهدف دائماً إلى تلبية متطلبات عملائنا وطموحاتهم. وسنواصل التركيز على عملائنا في كل جوانب أعمالنا لرفدهم بالخيارات الصحيحة ومساعدتهم في اتخاذ القرارات التي تضمن نجاحهم في إدارة أموالهم.

ولا نغفل كذلك إيجاد قيمة للمساهمين عبر تطبيق منهج أعمال يركز على تحقيق الربحية والنمو. وسنواصل أيضاً لعب دورنا الريادي في المشهد الاستثماري بالسلطنة وفي نمو اقتصادنا الوطني بشكل عام. كما سنعمل على توسيع رقعة انتشارنا وقائمة شراكاتنا وتعزيز حركة التجارة الدولية ودعم عملائنا لتوسيع انتشارهم في الأسواق الإقليمية والدولية على حدٍّ سواء.

وفي الختام، أؤكد التزامنا بدعم جهود السلطنة الرامية إلى تحقيق التطور التقني والرقمي، وبمواصلة قيادة القطاع المصرفي مدعومين بأحدث الابتكارات العصرية بما يضمن ترسيخ مكانتنا وتحقيق طموحاتنا وأهدافنا المستقبلية.

تعليق عبر الفيس بوك