"جارديان": ترامب يلطخ سمعة أمريكا.. وإسقاطه في 2020 هدية للعالم

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبر مقال نشرته صحيفة جارديان البريطانية لمحرر الشؤون الأمريكية سيمون تيسدال أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلطخ سمعة الولايات المتحدة عالميا، في ظل تصرفاته المستمرة بازدراء الديمقراطية والتمسك بالأوتوقراطيين (المستبدين)، واحتقار النظام العالمي القائم على القواعد، وهو ما يشكل خطرًا فريدًا، مضيفا أن إسقاط ترامب في انتخابات 2020 سيكون بمثابة هدية للعالم.

ويرى كاتب المقال أن الأوربيين يتابعون السياسة الأمريكية بمزيد من القلق والرعب بسبب دونالد ترامب. فكل أسبوع لدينا حادث يدمر الديمقراطية، فتارة لدينا تغريدات مروعة وتارة أخرى تصريحات فاضحة. إن عمق ومرارة الانقسامات في المجتمع الأمريكي تثير قلق الأصدقاء والحلفاء الذين يعتمدون على قيادة الولايات المتحدة التي يمكن الوثوق بها. ومن الصعب المبالغة في تقدير مدى إضرار ترامب لسمعة أمريكا في جميع أنحاء العالم. وصحيح أن عدد من الرؤساء الأمريكيون لم يتمتعوا بشعبية دولية من قبل مثل جورج دبليو بوش الذي ارتبط اسمه بالعراق. لكن ترامب أغرق أمريكا لأدنى مستوى من السمعة على الإطلاق.

وتظهر استطلاعات الرأي مدى التأثير السلبي لترامب على مكانة الولايات المتحدة عالميا. فقد وجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث بالولايات المتحدة في 25 دولة العام الماضي، بشكل عام، أن 70% من المستطلعين ليس لديهم ثقة في قيادة ترامب للعالم. وفي حين أن الأغلبية ما زالت تتبنى وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة، فإن الآراء غير المواتية كانت مرتفعة بشكل حاد عن عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وقال حوالي 70% إن الولايات المتحدة تحت حكم ترامب لم تأخذ في الاعتبار مصالح الدول الأخرى، وكانت تبذل جهودًا أقل لمعالجة المشاكل الدولية.

الحقيقة أن ترامب لن يخلد أبدا، لكن هذا الانهيار في الثقة قد يحدث آثارا دائمة وطويلة الأجل على العلاقات الدولية. وأظهر استطلاع شمل 60000 شخص في 14 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي أن معظم الأوروبيين "لم يعودوا يعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون ضامنة لأمنهم". وتواجه أوروبا وأمريكا خطر الانجراف أبعد من ذلك في عام 2020.

إن عداء ترامب الشخصي تجاه الاتحاد الأوروبي والزعماء الأوروبيين، وتشويه سمعة حلف الناتو وتجاوزه وكالات الاستخبارات التابعة له ووزارة الخارجية وتعاونه مع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي واستعداده لخيانة حلفاءه مثل الأكراد السوريين، كل ذلك يثير مخاوف مؤكدة حول موثوقية الولايات المتحدة في معالجة القضايا الأمنية. كما إن تطلعات ترامب في تحقيق "نجاح" كبير في السياسة الخارجية قبل الانتخابات المرتقبة العام المقبل، تضيف المزيد إلى التوتر العام.

وبعض هذه المخاوف هيكلية؛ حيث يشعر الأوروبيون، بمن فيهم البريطانيين، بالقلق إزاء ازدراء ترامب للأمم المتحدة وغيرها من هيئات صنع القرار المتعددة الأطراف، واستعداده لتجاهل المعاهدات الدولية. إن الشوفينية التي يعمل بها ترامب بمفرده تضعف النفوذ الأمريكي. ويُظهر الرئيس الأمريكي عدم الاحترام المتأصل للنظام القائم على القواعد والذي حافظ على الديمقراطية الليبرالية الغربية في فترة ما بعد الحرب.

إن الولايات المتحدة تحت وصاية ترامب الباهتة لا تفقد فقط النفوذ بل الاحترام أيضا. وعلى نحو متزايد، فإن ترامب يمثل مصدرا ومساهما في ويلات دولية وعدم الاستقرار العالمي، ويهدد نهجه القومي الأحادي تعميق المشكلات في جميع الأصعدة.

وتعد القضايا التي لم تحل حول طموحات إيران وكوريا الشمالية النووية نقطة واضحة في عام 2020. وثمة مسألة أخرى محفوفة بالمخاطر في عام 2020 وهي ما إذا كان من الممكن تجنب حدوث ركود عالمي؛ حيث يواصل ترامب ثأره التجاري من الصين، وتراجع ثقة السوق وارتفاع مستويات الديون (بما في ذلك العجز المتوقع في الولايات المتحدة بقيمة 1 تريليون دولار أمريكي).

أما الأمر الأكثر إلحاحًا في أعقاب تخلي ترامب عن اتفاق باريس بشأن المناخ، يتمثل في إجراء عاجل لمعالجة الأزمة البيئية التي تجتاح الكوكب، والتي تجلت في الآونة الأخيرة في صورة الفيضانات القياسية في بريطانيا، والحرائق المميتة في كاليفورنيا وأستراليا.

باختصار.. لدى ترامب الكثير من القضايا والملفات التي يجب حلها في عام 2020. ويأمل أصدقاء أمريكا بشدة أن يجعل الناخبون الأمريكيون "أمريكا عظيمة مجددا" بالتخلي عن ترامب.

تعليق عبر الفيس بوك