أشاد بما تحقق من منجزات خلال مسيرة النهضة المباركة

سعود الرواحي: جلالة السلطان الداعم الأول للرياضيين.. والرعاية السامية للقطاع واقع ملموس

الرؤية- وليد الخفيف

لعصر النهضة المباركة ذكريات يحمل عبقها التاريخ ويروي تفاصيلها ويقص فصولها من كان شاهدًا على العصر.. فسطور النجاح التي خطها جلالته بفكره المستنير، ورؤيته الثاقبة وإرادته السديدة بسواعد رجاله المخلصين أفضت إلى بناء دولة عصرية حديثة.

وحظيت الرياضة باهتمام بالغ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – فاعتبرها ركيزة أصلية من ركائز التنمية الشاملة، ودلل على ذلك بتنامي مشروعات البنى الأساسية، وصدور مرسوم سلطاني بتأسيس وزارة للشؤون الرياضية، وتخصيص موازنات مالية ارتفعت قيمها عاما تلو الآخر للأندية والاتحادات واللجان الرياضية.

ولعل الشيخ سعود الرواحي واحد من الشخصيات الرياضية التي عايشت الفترة ما قبل النهضة مرورًا بفصول النهضة المباركة التي وصلت عامها التاسع والأربعين.

سعود الرواحي الذي شغل عدة مناصب رياضية على المستويين المحلي والقاري، التقته «الرؤية» فروى تاريخ تأسيس الأندية العمانية، وأوضح مستوى البنية الأساسية قبل حقبة الستينيات، وكيف بدت مظاهر التقدم الرياضي  على كافة المستويات واقعًا ملموساً مع اعتلاء جلالته سدة الحكم.

ويستهل الرواحي حديثه بالقول: «ندين بفضل كبير لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لما يُقدمه جلالته من دعم ورعاية لقطاع الرياضية، فجلالته- أيده الله- الأب الروحي للرياضيين، وأول من دشن مشروعات البنى الأساسية الرياضية، فلقد عرفنا في عهده الزاهر المجمعات الرياضية في كل ربوع السلطنة، وخصصت الموازنات المالية للأندية والاتحادات واللجان، ولمسنا تطور منتخباتنا الوطنية في شتى الألعاب والرياضات، كما حظيت الأندية باهتمام سام، انطلاقا من عقيدة جلالته في أن الشباب هم عماد الوطن الغالي».

ويقول الرواحي، إن نادي عمان هو الأقدم بين الأندية في السلطنة وصافًا إياه بالعريق، إذ يعود تاريخ تأسيسه لعام 1942 تحت اسم نادي مقبول والزمالك والعلم الأحمر وصولا لاسمه الحالي، مشيرًا إلى أن موقع تأسيسه في مسقط بالمنطقة الكائن بها الآن وزارة المالية.

وأوضح الرواحي أن كل الملاعب في تلك الفترة كانت غير معشبة، صلبة غير مستوية تعرض اللاعبين للإصابات، كما وأن الكرة كانت تصنع يدويا من الخيط الغليظ، والملابس الرياضية لم تكن متوفرة في الأسواق العمانية لذا كان يتم شراؤها من خارج السلطنة، لكنه مع ذلك أكد أن المواهب كانت متوفرة بغزارة، فعمان مصنع للمواهب في شتى الألعاب والرياضات على حد تعبيره.

ويضيف: «لعبنا في خور مطرح بالقرب من دوار الميناء حيث المكان الذي بني عليه الآن بناية كبيرة، وتأسس هناك النادي الأهلي ثاني أقدم أندية السلطنة، وكان التنافس مشتعلا في تلك الفترة بين نادي عمان والأهلي باعتبارهما الأقوى على الساحة المحلية».

وتابع سعود الرواحي: «أنا من أبناء نادي عمان، لعبت في صفوفه بعدما قدمت من السواحل، استغللنا ملعب المدرسة السعيدية في ممارسة كرة القدم، وسمي نادي عمان في هذا الزمان باسم نادي مقبول، ومع المجيء الميمون لحضرة صاحب الجلالة سمي النادي بالعلم الأحمر إشارة لعلم الدولة، وظهرت شخصيات معروفة ترأست النادي آنذاك بعدما حمل اسمه الحالي، وشغل بعض اللاعبين مثلي منصب في عضوية مجلس الإدارة، وكان الدكتور حمد الريامي أول رياضي يشغل منصب رئاسة نادي عمان، وشغل معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق خلفان بن ناصر منصب أمين سر النادي».

وأوضح الرواحي: «دافعت عن ألوان نادي عمان لاعبا ومدربا وعضو مجلس إدارة وتوقفت عن اللعب في عام 1975، واشتغلت في العمل الإداري، وشهدت تلك الفترة تأسيس المديرية العامة للأنشطة الرياضية، وكانت عبارة عن مكتب صغير في دارسيت، ومع إطلالة عام 1975 بدأت مراحل تحول ملاعب الأندية من ملاعب «ترابية صلبة» إلى ملاعب معشبة، وانطلق كأس قابوس لكرة القدم ومن قبلها الهوكي.

واستطرد الرواحي: «رعى جلالته المباراة النهائية التي جمعت نادي عمان والأهلي الذي توج باللقب بعد الفوز علينا بهدف وكنت احتياطياً في تلك المباراة، وتسلم البطل الكأس من يد مولانا المعظم، ونال نادي عمان الوصافة، فسطور التاريخ تسجل أن أول كأس لكرة القدم حمل اسم السلطان المفدى حصل عليه النادي الأهلي».

ويبرز الرواحي أن جلالته- أبقاه الله- أولى اهتماما كبيرًا بمشروعات البنية الأساسية في مرحلة السبعينيات، فمهدت الشوارع وشقت طرق وبدأت مظاهر التنمية واضحة للعيان، وشارك منتخب كرة القدم في بطولة الخليج التي أقيمت في الكويت، مشيرا إلى رفع درجة الاستعداد لاستضافة بطولة الخليج بمسقط، لذا وجه جلالته ببناء مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، غير أنَّ عدم اكتمال بنائه كان سبباً في استضافة السلطنة لبطولة الخليج عام 1984، ملمحاً إلى أنَّ استضافة عمان لبطولة الخليج كانت وراء التحول النوعي حيال البنية الأساسية الرياضية».

وعن قصة ترأسه للاتحاد العماني لكرة القدم، يقول «في عام 1989 توليت رئاسة الاتحاد، وتفرغت كلياً لذلك وسعيت بالتعاون مع الجميع لتطوير اللعبة، ومع تسلمي المهمة كان يتولى هيدرجوت خلال فترة السيد هيثم، وكان معه المصري فتحي نصير، وكانا مختصين في تطوير المراحل السنية، ونجحا لحد كبير في إنجاز ما جاؤوا من أجله».

 وواصل: «موازنة اتحاد كرة القدم كانت 890 ألف ريال، وعدد الأندية 54 ناديا. التحدي المالي كان كبيرا ولكنني تغلبت على ذلك بحسن إدارة الأموال، فلم يكن متاحا في تلك الفترة الحصول على أموال من شركات القطاع الخاص».

تعليق عبر الفيس بوك