قبلاتٌ على جبين الوطن

 

مسعود الحمداني

 

(1)

الوطن قطعة السكّر التي لا تذوب.. إلا في قلوب عاشقيه..

(2)

في الوطن يوجد مفسدون "يملكون" الملايين، وانتهازيون "يملكون" كل شيء، وبينهما يقع مواطنٌ بسيط لا "يملك" غير الإيمان بالوطن.

(3)

في الوطن يكتبون أشعارهم.. ويدبجون نثرهم.. لكنهم لا يفقهون قوله؛ لذلك نحتاج إلى لغة ثالثة للتفاهم.. هي لغة الإخلاص.

(4)

أنتَ وحدك من يهبنا السلام.. ويمنحنا الهدوء.. لكي ننعم بعظمة الوطن رغم ضجيج المطبّلين، وزعيق رافعي الشعارات.. أنت وحدك من نلجأ إليه دون أن نلتفت لغيره.

 (5)

كلما اقتربنا من الوطن.. اقتربنا من الإيمان.

(6)

في يده تسكن حمامة بيضاء.. وفي صدره غصن زيتون.. وعلى فروع قلبه تحط كل طيور الوطن المشاكسة.

(7)

البعض يعتبر الوطن الدجاجة التي تبيض ذهبا فينهبون باسمه كل شيء.. بينما يعتبرهم الوطن الذهب الذي يكسو أرضه فيهبهم الحياة..

أي عطاء هذا؟!!

(8)

نهاجر بعيدا عن الوطن لكي ننسى متاعبنا.. فنكتشف بعد زمنٍ أنّ الوطن لم يغادرنا.. فنبكي حنينا لأرضه.

 

(9)

هذا الوطن لم يبنَ بالأيادي والطوب فقط.. كانت الأرواح شريكة في البناء.. لذلك تجد في كل ذرة تراب روحا حيّة تُسقى بماء الخلود.

 (10)

حتى تلك الأم التي لا تعرف الكتابة.. خطّت ذات يقين أنّ "الوطن سجادة صلاةٍ طاهرة لا يمسّها غير الأوفياء".. كتبت ذلك في قلوب أبنائها البسطاء.. ليحلموا بوطن أفضل.

(11)

الوطن كالصلاة ترتفع إلى السماء بالدعاء.. ثم تعود بالبركة إلى الأرض.

(12)

كلما نظرتُ إلى خارطة الأرض، ووجدتُ كل تلك الفوضى، سألتُ نفسي: "هل تستحق الحرية كل هذا الخراب؟!!".

ووجدتُ الإجابة: "أنّه حين يتساوى الموت والحياة في نظر المواطن.. يهدم كل الحكومات ليبني وطنا، ولو كان ذلك على أنقاض روحه..".

لذلك.. سيّجوا أوطانكم بالعدل، وابنوها بالتسامح.

(13)

وطني العظيم.. كن شامخا كما أنت.