واكتمل مشهد "خليجي 24"

 

 

حسين بن علي الغافري

عاشت الكرة الخليجية، منتصف الأسبوع الماضي، فرحة جماهيرية واسعة بعد عودة منتخبات كل من السعودية والإمارات والبحرين عن قرار عدم مشاركتها في خليجي 24 بالدوحة؛ وبالتالي اكتمل نصاب الجميع لرؤية بطولة ناجحة تضمُّ كلَّ المنتخبات؛ مما يعني زيادة التشويق والإثارة. إجمالا، هي بطولة لا تكتمل فرحتها وطعم ضجيجها إلا بمشاركة كافة المنتخبات مثلما انطلقت عام 1970 ومثلما تعودنا.

ما أودُّ قوله في هذا الصدد، هو أنَّ تواجد جميع المنتخبات في مثل الظروف الحالية بادرة لافتة لاستمرار البطولة التي تعني الكثير لأبناء الخليج، وخطوة إلى الأمام في تعزيز العمل الرياضي المشترك من كل جوانبه. ونحن اليوم في نسخة تحمل الرقم 24 نستحضر قبل انطلاقها ذكريات كثيرة عالقة في الأذهان بعد مرور هذا الكم من المشاركات وقبل اليوبيل الفضي في دورتها القادمة، والتي تشرّفت جميع المنتخبات الخليجية باستضافة هذا الحدث الرياضي الخليجي الجميل، كل هذه النسخ أسهمت في صناعة أسماء كبيرة على المستوى الخليجي، وسلطت الضوء على مواهب حق لسجلات التاريخ الخليجي أن تُسطِّر أسمائها بأحرف ذهبية. البطولة الخليجية قدمت كذلك فرصًا مناسبة لقياس الجودة الفنية للمنتخبات في ظل تزامنها على فترات مختلفة مع تصفيات آسيوية أو مونديالية، وهو ما يكرر الأمر هذه المرة في وقت تُمنِّي جميع المنتخبات النفس بالوقوف على أدق الجزئيات من أجل مواصلة كسب النقاط والتأهل إلى الأدوار المتقدمة من تصفيات كأس العالم 2022 بقطر، فضلا عن ضمان مقعد في نهائيات كأس آسيا 2023 بالصين.

وبعد إعادة سحب القرعة، كل أعين محبي الأحمر ستتجه عندما يقص شريط مشاركته بلقاء يجمعه بشقيقه البحرين، ومن ثم سيواجه المنتخب الكويتي، على أن يختتم مشاركته في المجموعة الثانية بلقاء المنتخب السعودي الشقيق.

ولعلِّي أقر هنا بأن جميع المباريات ستكون صعبة، وعلى جميع المنتخبات قياسا، نظرًا لتقارب الأداء والنمط التكتيكي.. وما سيرجِّح الكفة من وجهة نظري عوامل كالحضور الذهني، وقراءة المدربين قبل وأثناء اللقاء. فمنتخبنا الوطني سيستفيد دون شك من مشاركته في تقوية نقاط الضعف وخلق فرص لبناء أفكار فنية وإتاحة المجال لعدد من الأسماء التي من المُتوقع أن يكون لها دور مهم بقميص الأحمر في قادم المواعيد.

هي أيام وينطلق العرس الخليجي وتتجه الأنظار إلى دوحة الخير، تعيش من خلاله شبه الجزيرة العربية ليالي ملاح برؤية منتخباتها تتنافس وتلعب وجها لوجه، في بطولة كما ذكرت تعني الشيء الكثير للاعبين والجماهير والإعلاميين وتعزز روابط الألفة والمحبة. ومنها ننتظر حضور لافت لمنتخبنا الوطني بطل النسخة الأخيرة التي كان فيها رقما صعبا وحقق اللقب بجدارة واستحقاق، والدعوات -بإذن الله- بأن يحافظ على هذا اللقب في نسخته الحالية.