"واشنطن بوست": ترامب يضع مصالحه الشخصية فوق الولايات المتحدة

...
...
...

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمدافعون عنه يجادلون بأن تصرفاته تجاه أوكرانيا، بما في ذلك المطالب بالتحقيق مع خصومه السياسيين، كانت تتفق إلى حد ما مع المصالح الوطنية الأمريكية، لكن لا توجد وسيلة لإثبات هذه القضية حول معاملته لماري يوفانوفيتش السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا.

وفي شهادتها المقنعة أثناء التحقيق في القضية أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، وصفت يوفانوفيتش كيف تم تنظيم الهجوم عليها (في إشارة إلى خطة للتخلص منها سياسياً) وكيف أضر هذا بالدبلوماسية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

فلا عجب إذاً أن ترامب، الذي لم يقدم أبدًا سبباً لإعفاء يوفانوفيتش من منصبها وانتقل إلى تويتر لتشويه صورتها، مدعيا أن "كل مكان ذهبت إليه ماري يوفانوفيتش أصبح سيئًا". وكان ترامب يهاجم موظفا في الحكومة الفيدرالية التي لا تزال قائمة حتى في الوقت الذي كانت تشهد فيه على خطأه. كان الديمقراطيون محقين في الإشارة إلى أن هذا كان بمثابة تخويف الشهود.

الحقيقة هي أن يوفانوفيتش كان لها تأثير في كييف. كما شهد شهود آخرون، كانت عدوانية في دفع الحكومة الأوكرانية للوفاء بوعودها في مواجهة الفساد، وهو أمر لم تفعله. على وجه الخصوص لم تكن على وفاق وفي حالة تشابك دائم مع المدعي العام يوري لوتسينكو. وكان رد فعل لوتسينكو هو شن حملة تشويه ضدها بالاشتراك مع اثنين من رجال الأعمال الأمريكيين المشبوهين والمحامي الخاص بترامب جولياني.

وأوضحت يوفانوفيتش أن "الأفراد، الذين شعروا على ما يبدو بالإحباط بسبب جهودنا لتعزيز سياسة الولايات المتحدة المعلنة ضد الفساد... تمكنوا من القيام بنجاح بحملة تضليل ضدي باستخدام قنوات خلفية غير رسمية.. تبادلوا مع الرئيس مزاعم لا أساس لها من الصحة وأقنعوه بإقالتي، على الرغم من أن وزارة الخارجية تدرك تمام الإدراك أن هذه الادعاءات كاذبة وأن المصادر مشبوهة إلى حد كبير".

وتقول الصحيفة إن عواقب ذلك تتجاوز بكثير إهانة دبلوماسي متميز خدم لمدة 33 عامًا. وقالت يوفانوفيتش: "مثل هذا السلوك يقوض الولايات المتحدة، ويكشف عن أصدقائنا الحقيقين ويوسع مجال اللعب للأوتوقراطيين (المستبدين) مثل الرئيس بوتين". وأضافت  "لقد تم طرح سياستنا في أوكرانيا في حالة من الفوضى ، وتعلمت المصالح المشبوهة في جميع أنحاء العالم كم هو سهل إزالة سفير أمريكي لا يعطيهم ما يريدون." واستكملت شهادتها قائلة "علاوة على ذلك، إن وزارة الخارجية تدهورت بسبب فشل قيادتها - أي وزير الخارجية مايك بومبيو - في التراجع لأن المصالح الأجنبية والفساد استحوذت على ما يبدو على سياستنا في أوكرانيا".

وحاول الجمهوريون القول إن قصة يوفانوفيتش لا علاقة لها بحملة ترامب لجعل أوكرانيا تبدأ تحقيقات سياسية. لكن يبدو أن محامي الرئيس جولياني رأى بوضوح أن يوفانوفيتش عقبة أمام جهوده لتنظيم التحقيق مع بايدن. وقال الجمهوريون إن يوفانوفيتش لديها الآن زمالة أكاديمية ولم تتعرض لأي ضرر كبير. وفي الواقع، وكما وصفتها يوفانوفيتش، فإن الهجمات عليها وعلى غيرها من الموظفين العموميين المتفانين "تؤدي إلى أزمة في وزارة الخارجية حيث إن عملية السياسة تتفكك بشكل واضح، وتظل الشواغر في القيادة قائمة بينما يخشى كبار الموظفين وفي المستوى المتوسط مستقبلا الاطاحة بهم في أي وقت".

وتختتم الصحيفة بالتساؤل: "كيف يمكن لنظامنا أن يفشل مثل هذا؟" و"كيف يمكن للمصالح الفاسدة الأجنبية التلاعب بحكومتنا؟" الجواب يكمن في الرئيس الذي يضع مصالحه الشخصية- ومصالح الأوكرانيين الفاسدين- فوق مصالح الولايات المتحدة.

تعليق عبر الفيس بوك