الصحف الإندونيسية تحتفي بـ"إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني"

...
...
...
...
...

"جاكرتا بوست": عُمان الدولة المثالية لتحقيق التفاهم والعيش المشترك والتسامح

المجتمع العماني المتعدد الثقافات يحيا في تناغم ووئام

المبادرة العالمية تنطلق لمواجهة مشاعر الكراهية وإساءة فهم التعاليم الدينية

 

ترجمة- رناعبدالحكيم

احتفت الصحف الإندونيسية بإطلاق مشروع "إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني" والذي تم الكشف عنه خلال مشاركة السلطنة في الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في إندونيسيا.

وقالت صحيفة "ذا جاكرتا بوست" الواسعة الانتشار إن سلطنة عمان وهي الدولة الفاعلة في الأشرق الأوسط، قد أطلقت مبادرة كبرى تحمل اسم "المؤتلف الإنساني"، بهدف تشجيع التسامح الديني والتفاهم المشترك والتعايش السلمي بين المجتمعات.

وأوضحت الصحيفة أن المبادرة العالمية تأتي تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- من أجل نشر مفاهيم التعايش والتسامح بما يكفل توطيد العلاقات الإنسانية.

ووصفت الصحيفة عمان بأنها الموقع المثالي الذي يوفر التفاهم المتبادل والسلام والتسامح، مؤكدة أن المجتمع العماني المسلم يتمتع بكونه مجتمعا متعدد الثقافات، حيث يعيش سكانه من مختلف الأديان والثقافات في تناغم ووئام.

وبينت الصحيفة أن المبادرة العمانية تنطلق في توقيت بالغ الأهمية، حيث ينتشر الدمار في أنحاء العالم، في ظل تنامي مشاعر الكراهية والإرهاب وسوء تفسير التعاليم الدينية على تنوعها.

وقالت الصحيفة في إطار تغطيتها الموسعة للحدث، إن إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني، يدعو إلى تجاوز الخطب الرنانة، واعتماد خطة فاعلة لتحقيق التوازن في حياة المجتمعات، ترتكز في أساسها على احترام كرامة الناس والحقوق الأساسية لهم، وتعزيز الأمن النفسي.

وأولت الصحف الإندونيسية بشكل عام، اهتماما كبيرا بخبر افتتاح معرض "رسالة الإسلام من عمان" والذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على هامش الاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام، وقد شاركت السلطنة في هذا الاحتفال عبر فعاليات متنوعة خلال المعرض، إلى جانب الحدث الأبرز وهو إطلاق مشروع "إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني".

صحيفة جاكرتا بوست الإندونيسية سلطت الضوء على المعرض وقالت إنه يمثل مبادرة رائعة من سلطنة عمان التي تشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، من أجل تعزيز التسامح الديني والتفاهم المتبادل والتعايش المشترك. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن المعرض، الذي ينعقد خلال الفترة من 14 إلى 18 نوفمبر في المكتبة الوطنية، يبرز كيفية ممارسة الإسلام في الحياة اليومية في مجتمع عربي متطور مثل عُمان، وكيف أن الحكومة العمانية تسعى على تعزيز العلاقات بين الأديان بأداء متناغم.

وخلال المعرض الذي تختتم أعماله اليوم الإثنين، بعد خمسة أيام من العرض المستمر، يتم عرض 24 لوحة من النصوص والرسومات حول الممارسات الدينية في المجتمع العماني الحديث. ويشمل المعرض أيضا التحف والأعمال الفنية التي تعكس الأصالة العمانية في حلتها المعاصرة.

ويرافق المعرض عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان "التسامح الديني في عمان" للمخرج الألماني وولفغانغ إيتليتش وهو من إنتاج وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في عُمان، إضافة إلى عرض الرسم على الرمال للفنانة الشابة شيماء المغيرية، بجانب إنشاد موسيقي لعدد من الفنانين العمانيين.

وصرح الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمشرف العام على المعرض للصحيفة قائلا إن المعرض الذي يقام لأول مرة في إندونيسيا، يهدف إلى تعزيز التسامح والسلام في جميع أنحاء العالم. وأضاف أنه سيكون نقطة انطلاق لأوجه مختلفة من التعاون مع إندونيسيا.

وتابع المعمري خلال مؤتمر صحفي في جاكرتا "آمل أن يكون هذا المعرض مفيدًا لشعب إندونيسيا"، مضيفًا أن تعزيز السلام والتسامح الديني أمر مهم لأنه غالبا ما يُساء فهم تعاليم الدين.

وقالت الصحيفة إن هذا المعرض ينعقد بالتعاون مع شبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين و"بارازا" وهي منظمة غير حكومية مقرها ألمانيا تدعو إلى التفاهم والتسامح في العالم.

ومن خلال خبرته في المشاركة في تنظيم هذا الحدث على مدى السنوات العشر الماضية، قال رئيس مؤسسة بارازا جورج بوب، إن المعرض أصبح أكثر أهمية للقضايا ذات الصلة مثل تنامي "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام، والذي شوهد مؤخرًا، على سبيل المثال، في العديد من البلدان في أوروبا. ويؤكد بوب وهو فنان وناشط ألماني أن هذا التمييز حدث بسبب عدم الفهم الصحيح للدين الإسلامي.

وقبل أن يحط الرحال في إندونيسيا، تجول المعرض في 38 دولة، بما في ذلك ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وأوزبكستان، واستضافته العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، تحت شعار "رسالة الإسلام من عُمان".

وقال رئيس المجموعة الأدبية بالمكتبة الوطنية في إندونيسيا آدي ريري رياني، إن المكتبة بصفتها ممثلاً للحكومة الإندونيسية رحبت بالمعرض ودعمته لأنها بما يساعد على تعزيز التبادل الثقافي بين الأمم.

تعليق عبر الفيس بوك