انطلاق المعرض في العاصمة الإندونيسية جاكرتا

نزار بن الجلندى: "رسالة الإسلام من عمان" يسهم في نشر قيم التسامح والوئام الإنساني

...
...
...
...
...

◄ حفل الافتتاح أقيم تحت رعاية المبعوث الخاص لرئيس جمهورية إندونيسيا

◄ المبعوث الخاص: المعرض يقدم صورة لجوهر الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه السمحة

◄ المعمري: المعرض يقدم رؤية بأخلاق إنسانية وقيم مشتركة

 

جاكرتا- العمانية

أكد صاحب السمو السيد نزار بن الجلندى آل سعيد سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية أندونيسيا أن معرض رسالة الاسلام من عُمان سوف يُسهم في نشر قيم التسامح والوئام الانساني في اندونيسيا المعروفة بالتسامح خاصة وأنها تتميز بالتنوع الديني والعرقي.

وبدأت بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا يوم الخميس فعاليات معرض "رسالة الإسلام من عُمان" في محطته الـ130 الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع سفارة السلطنة في جمهورية إندونيسيا والمكتبة الوطنية بجاكرتا.

ورعى الحفل الذي أقيم بالمكتبة الوطنية معالي البروفيسورعلوي عبدالرحمن شهاب المبعوث الخاص لرئيس جمهورية إندونيسيا لشؤون الشرق الأوسط ومنظمة التعاون الإسلامي الذي أشاد بالجهود التي تبذلها السلطنة في تعزيز قيم التفاهم والوئام والحوار بين مختلف شعوب العالم، من خلال معرض رسالة الإسلام من عُمان سعيًا منها إلى تقديم صورة لجوهر الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه السمحة مؤكدًا أن السلطنة سباقة لإقامة مثل هذه المُبادرات الطيبة. وأشار إلى أن جمهورية إندونيسيا وما تضمه من أديان وأعراق متنوعة فهي بحاجة ملحة إلى إقامة مثل هذه المعارض والمبادرات التي من شأنها أن تسهم في إيجاد روح التعايش والوئام الإنساني مؤكدًا أن التسامح جزء لا يتجزأ من روحانية وثقافة الشعب الإندونيسي. وأضاف أن الإسلام بدأ بالتسامح والاحترام المتبادل وليس ما نراه اليوم من تشدد وغلو مؤكدًا دعمه لكافة الجهود التي تبذلها السلطنة من أجل نشر هذه الرسالة السامية.

من جانبه، أوضح صاحب السمو السيد نزار بن الجلندى آل سعيد سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية أندونيسيا أن هذا الأرخبيل قد شهد على سماحة الانسان العماني منذ عصور قديمة؛ حيث وصلت السفن العمانية يقودها البحارة العمانيون الى هذه الجزر للتجارة والتبادل المعرفي. وأكد سموه في تصريح صحفي أن اختيار موقع الحدث ليقام بالمكتبة الوطنية في جاكرتا يُعد خطوة ناجحة من القائمين على المعرض خاصة أن المكتبة تستقطب عددًا كبيرًا من المثقفين والكتاب والأدباء الاندونيسيين وغيرهم من المتعطشين للمعرفة.

وأوضح الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمشرف العام على معرض رسالة الإسلام في كلمة له خلال الافتتاح أن معرض  رسالة الإسلام من عُمان يقدم رؤية بأخلاق إنسانية، وقيم مشتركة بناء على تجربتنا الطويلة في السلطنة منذ العمق التاريخي الأول وصولا إلى هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- كطائر يرفرف بجناحين هما الرسالة والرسالية أما الرسالة فمبدأها رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأهل عُمان، والتي بعثها عام 629م وكان من آثارها انشراح صدور العمانيين بنور الإسلام ودخولهم إليه طواعية، وأما الرسالية ففي ثناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين بعث رجلا إلى حي من أحياء العرب يدعوهم للخير ويرشدهم للمعروف فضربوه وسبوه فرجع إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث له من أولئك القوم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك» (رواه مسلم). وأضاف أن الاضطراب الكبير في العالم اليوم بدءًا بمشكلات الفقر وحقوق الإنسان وضحايا الصراعات والحروب والتداعي الاقتصادي، واضطراب المفاهيم القيمية والأخلاقية بفعل الانفتاح التكنولوجي وغير ذلك يدفعنا إلى التفكير بعمق في مآلات العلاقات الإنسانية بشكل عام، وشكل تلك العلاقات وماهيتها في المستقبل القريب أو البعيد.

وأكد أن هذا الاضطراب في العلاقات يضعنا أمام مسؤولية إنسانية أولًا وأخلاقية ثانيًا، للمساهمة في وضع نهج يعيد التوازن بين المصالح، ويدعو إلى اقتراح منهج عمل يقدم للعالم المضطرب، ليُعينه على النهوض من جديد، واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيه الناس على أساس من الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي مُعتبرًا أن هذا المشروع الذي نتعاون فيه جميعًا من أجل إنجاحه، يُعد لبنة في سبيل بناء عالم أفضل للأجيال القادمة.

وأشار إلى أن معرض  رسالة الإسلام من عمان الذي بدأ منذ عام 2010 زار أكثر من 130 مدينة من 37 دولة حتى الآن جاء ليواصل تذكير العالم بالقيم الإنسانية المشتركة والأخلاق التي يؤمن بها البشر، وليقدم للزوار من خلال لوحاته وبرامجه وفعاليته الفنية المتنوعة رسالة ملؤها المحبة والسلام، والتعايش والوئام، ويبرز فيه شباب السلطنة وإندونيسيا قيم الإنسانية والعطاء في أبهى ملامحها.

وأعرب الدكتور المستشار العلمي بمكتب معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية في ختام كلمته عن شكره للمكتبة الوطنية بجاكرتا للتعاون المُثمر لتنظيم هذا الحدث المهم وترحابهم بإقامة فعاليات المعرض في هذا الصرح الحضاري الشامخ، مورد العلم ومنبع الثقافة والحكمة، ومهد التطور والنماء. كما أعرب عن شكره لسفارة السلطنة في إندونيسيا ولصاحب السمو السيد نزار بن الجلندى آل سعيد سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية إندونيسيا لجهودهم الكبيرة في إنجاح هذا الحدث المهم.ويهدف المعرض الذي تستمر أعماله 4 أيام إلى التعريف بجهود السلطنة في نشر وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والتفاهم والوئام بين الأمم والثقافات والشعوب والدعوة إلى احترام المقدسات والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة ونبذ التطرف والعنف والكراهية.​

ويشتمل المعرض على عرض لوحات تعريفية تُبرز جهود السلطنة في نشر قيم التعارف والوئام، كما يتضمن ركن الرسائل العالمية؛ وهو حملة إعلامية عالمية تهدف إلى نشر ثقافة التعايش والسلام والتعارف والوئام عبر نشر بطاقات تعبر عن هذه القيم في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات ويتم نشر هذه الرسائل عبر بطاقات مطبوعة بحجم اليد مع تعميمها على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات والنطاقات المتاحة.

وتتضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض عددًا من الأركان المختلفة حيث يتضمن ركنًا لعرض لوحات لمعرض رسالة الإسلام المعبرة عن الحياة العامة في السلطنة ولوحات من الفن التشكيلي العُماني والخط العربي بالإضافة إلى عرض بعض التحف العمانية وملامح الحياة العامة في السلطنة ماضيًا وحاضرًا وركن لبرنامج تعليم القرآن الكريم عن بُعد.

وشهدت فعاليات المعرض تقديم عدد من الفقرات حيث قدمت الفنانة العمانية شيماء بنت أحمد المغيرية عرضًا فنيًا حيًا بالرسم بالرمال، جسدت فيها معاني إنسانية وقيما أخلاقية شملت تقديم لوحات معبرة عن رسالة السلطنة للعالم.

​كما شهدت فعاليات المعرض مشاركة عدد من الفنانين العمانيين والفنانات العمانيات في فعاليات المعرض بمواهبهم وإبداعاتهم الفنية من خلال لوحات الخط العربي والفنيات المرتبطة به وكتابة أسماء ضيوف المعرض ومشاركة للانشاد العماني حاز إعجاب الحضور.

ويأتي تنظيم المعرض في إطار حرص السلطنة والتزامها بنشر وتعزيز القيم المشتركة والتفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين الدول والثقافات والشعوب​.

وتتزامن هذه المحطة من المعرض مع احتفاء دول العالم باليوم العالمي للتسامح الذي يصادف السادس عشر من نوفمبر من كل عام. ويسعى معرض رسالة الإسلام من عُمان إلى تعزيز قيم التفاهم والوئام والحوار بين مختلف شعوب العالم، وتقديم صورة لجوهر الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه السمحة، التي تنطلق من المساواة بين البشر، ومن الحرص على الحياة وإعمار الأرض، وتحقيق الخير والسلام للبشرية جمعاء إيمانًا من السلطنة بأهمية وضرورة أن يسود السلام والاستقرار أرجاء العالم.​

وفي ختام الحفل تجول معالي البروفيسور علوي عبدالرحمن شهاب المبعوث الخاص لرئيس جمهورية إندونيسيا لشؤون الشرق الأوسط راعي المناسبة في أركان المعرض المختلفة. حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين الإندونيسيين وجمع من السلكين الدبلوماسي والقنصلي في جاكرتا ورؤساء الجامعات والمراكز الدينية والمهتمين، وممثلين من مختلف المؤسسات العالمية العاملة في نشر قيم التعارف والوئام الإنساني وعدد من مختلف شرائح المجتمع الإندونيسي.

ومعرض رسالة الإسلام  تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام ٢٠١٠م وزار أكثر من ٣٧ دولة وأكثر من ١٣٠ مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان:  رسالة الإسلام من عُمان  ويهدف إلى نشر مظلة القيم الإنسانية المشتركة بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولًا متناميًا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية أهمها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك