محمدٌ وبه عن حزننا سلوى

 

د. ريم سليمان الخش| باريس

 

يمشي وأدمعه نهران من شكوى

لاغربَ يسمعه لاشرقه المأوى

//

شيخٌ مَهيبٌ وحول العنق طائره

وبين كفيّه تلقى المنّ والسلوى

//

صوتٌ من الغيب في الترحال يسمعه

لولا الضباب لأقصت حزنَه النجوى

//

ياشيخ ..ياشيخ مايُبكيك فئدةٌ ...

مرّت على الجرح لكنْ دونما جدوى

//

مغيّبون بلا وعيٍ بألسنةٍ

لم تأنس الوحيَ مبنيا على الفحوى:

//

(فالحبُ والصدق والإحسان هيكله

والعدل والجود في أضلاعه مثوى)

//

كانوا ..وكانت تلال القمح عامرة

كان الصواع لمن قد يشتهي عَطوا

//

كانت وجوه خيول الحق أرغفة

تقمّرت ولنا من برِّها النشوى

//

والآن أحصنة الإحسان قد لُجمت

خلف الحدود وليس السجن كالمأوى

//

أما تعبتَ ؟؟ ألم تقنط بلا أُنُسٍ

من صاحب الله لم يعرف به الخِلوا

//

عصاي تقوايَ أفعى الشر تلقفها

لاشيء ينقذ في الترحال كالتقوى

//

أمضي غريبا ظلام الليل يرصدني

لكنْ عصايَ تهشُ البغيَ والمحوا

//

برحمة الله قد هشت على ألمي

حتى تفجّر في الأعماق ما أروى

//

حتى امتلأتُ وفيضُ النبع صيّرني

سربا من الطير يبغي النور والشأوا

//

سبحان ربيَ أنوارٌ بلا عددٍ

بلا انتهاءٍ عليٌّ جاوزَ العلوا

//

روحي جبالٌ بأمر الحق راسخةٌ

لكنها سُحبٌ في عشق من تهوى !

//

بدرٌ أضاءت على الدنيا بوارقه

محمدٌ وبه عن حزننا سلوى

//

هذا الحبيب أتى للجوع مائدة

قلبٌ من التمر أخلاقٌ من الحلوى

//

أبو المساكين قمح الروح يقسمه

بين القلوب فيربو قمحها زهوا

//

جرى زلالا بقحط الروح أنبتها

سنابل النور لا تضوي ولا تُلوى

//

الحلم والعقل قنديلان من عبقٍ

في الغار ضوءهما كشفٌ على الفحوى

//

مخلّص الطين من أرجاس جبلته

ومنقذ النفس من إبليس إذْ أغوى

//

قد عبأ الحب كالأمطار في لغة

تسمو بها النفس بل من فيضها تروى

//

يغرد القلب حبا كلّما اتقدت

ذكراه في الروح حتى أتقن الشدوا

//

يامن أتانا دروسا في بساطته

وفي السماحة أهدى الُسلْم والعفوا

//

يامن ترفّع عن غلّ وعن بطرٍ

فالحب في الله كان الغاية القصوى

//

يارحمة الله كم أشتاق واحته

مرعى الجوارح منكوبٌ أذى أحوى

//

عذري إليك فإنّ الوقت أبعدنا

عن سدرة الحب عن أخلاقنا سهوا

//

بتنا حيارى جناةً في غوايتنا

مذْ مكنَ الكبر منا النفسَ ما تهوى

//

لكنْ ستمحقُ هذا الليل صحوتنا

إنّ الصحائف رغم الجهل لن تُطوى

تعليق عبر الفيس بوك