"فايننشال تايمز": "BBC" تحتاج إلى التكيف مع الإعلام الجديد

ترجمة- رنا عبدالحكيم

لم تتغير مهمة هيئة الإذاعة البريطانية "الإعلام والتثقيف والتسلية" منذ تأسيسها في عام 1922، ومع ذلك، في عصر يشهد جمهوراً مختلفاً فإن الأسئلة حول هدف هذه المؤسسة أصبحت أكثر إلحاحا، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن تقريرا حديثا صادرا من "أوف كوم" منظم وسائل الإعلام في المملكة المتحدة قدم صورة قاتمة. ووجد التقرير أن "بي بي سي" تخاطر بفقدان "جيل من المشاهدين" وقد لا تكون مستدامة في شكلها الحالي. ولا تحتل "بي بي سي" مكانًا فريدًا في الحياة الديمقراطية والثقافية لشعب البريطاني فحسب، بل إنها أيضًا واحدة من العلامات التجارية الأكثر شهرة في المملكة المتحدة وأقوى الصادرات، وقنواتها الإخبارية موثوق بها عالميا.. لكن سرعة التغيير وحجمه في صناعة وسائل الإعلام العالمية تعني أن دراسة مستقبل الشركة يجب أن تبدأ الآن.

وكانت هناك توترات حتمية بين متطلبات مهمة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي س" لخدمة "جميع الجماهير" وكذلك إنتاج "مخرجات عالية الجودة ومميزة". ففي السنوات الأخيرة، أظهرت التقارير تدهورًا في جودة بعض المحتوى، وتغير المشهد الإعلامي أيضًا بشكل جذري منذ أن تم تجديد الميثاق في المرة الاخيرة.

ويتآكل جزء من قاعدة التمويل المستقبلية بالفعل. فقد وجد تقرير أوف كوم أن أقل من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16- 24 سنة شاهدوا أي قناة تلفزيونية تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية في الأسبوع خلال العام الماضي. وفي المقابل وصلت خدمات البث مثل Netflix إلى عدد أكبر من المشاهدين الصغار كل أسبوع.

ولن تبدأ المفاوضات بين بي بي سي والحكومة حول الميثاق الجديد الآن. ويلعب مذيعو الخدمة العامة دورًا في المشهد الإعلامي الجديد، لكن قد لا يثبت نموذج التمويل الحالي. ويجب على صناع السياسة البدء في استكشاف آليات بديلة الآن. تخلت السويد مؤخرًا عن نموذج رسوم الترخيص، حيث انتقلت إلى فرض ضريبة على الأفراد من خلال ضريبة الدخل. اقترح تقرير حديث لمؤسسة الفكر اليميني معهد الشؤون الاقتصادية، تحويل هيئة الإذاعة البريطانية إلى نموذج عضوية على غرار الثقة الوطنية، يمتلكها ويمولها مشتركوها. ولكن هذا من شأنه أن يقوض عالميتها.

ووجدت لجنة بمجلس اللوردات البريطاني الأسبوع الماضي، أن بث الخدمة العامة لا يزال حيويا للديمقراطية والثقافة البريطانية. وظهور الأخبار المزيفة يجعل الإبلاغ الموضوعي وتحليل الأحداث أكثر أهمية. ويجب أن يكون هناك اتفاق واسع على أنه بالنسبة لوظائف الخدمة العامة الأساسية مثل الأخبار والشؤون الجارية، من الضروري الحفاظ على عالمية بي بي سي. وبعد هذه المهام، سيكون من الضروري النظر إلى مصادر التمويل الأخرى.

وستحتاج الحكومة إلى السير بخطى وئيدة، فلا ينبغي التقليل من أهمية دور هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كسفير للمملكة المتحدة، سواء من خلال الخدمة العالمية أو بشكل غير ملموس كمنارة للصناعات الإبداعية في بريطانيا. وسوف تحارب "بي بي سي" لتبقى منظمة متجانسة كبيرة بما يكفي لمواجهة منافسين تجاريين. لكن العالم الرقمي يتحرك بسرعة أكبر من أن يفترض أن الهياكل التي عملت في الماضي مناسبة للمستقبل، فثمة هناك حاجة للإصلاح من أجل الحفاظ عليها.

تعليق عبر الفيس بوك