الإهمال الوظيفي

 

شيخة بنت حمود الوضاحية

الإهمال الوظيفي في مجتمعنا مؤشرات لا تعكس انطباعا إيجابيا في محيط العمل ببعض المنشآت الحكومية والخاصة، والتي فقدت فيها فئة من الموظفين الإحساس بقيمة الأمانة المنوطة بهم.. وحينما أتطرّق إلى هذه القضية التي أطرحها اليوم لا أستثني من هذا الخلل المسؤول، بل ربما يكون هو أول من ساهم في اتساع دائرة الإهمال أو اللامبالاة بقيمة العمل الذي يدير دفته هذا المسؤول أو ذاك ممن أعطوا الثقة، واعتمد عليهم بعد الله في إنجاز مصالح المواطنين.

إذا النظام والواجب يفرضان على كل موظف القبول بواقع العمل مهما كانت المسببات، ولطالما أواصر الارتباط هي عقود دعانا ديننا الحنيف أن نلتزم بها بكل أمانة. من هنا انطلقت للبدء في مناقشة هذه القضية التي تسببت في تعطيل مصالح البعض، حتى أصبح الإهمال في أداء الوظيفة سمة لا أتمنى وكما لا يتمنى غيري أن تكون غالبة في بعض الدوائر، ولكن خوفا من تزايد وتأثير تلك الفئة على غيرها والضرر بمصالح الناس، توجهنا إلى الشارع وطرحنا السؤال التالي: هل واجهت في عملك من يتسيب عن أداء مهامه وماهي الأسباب في نظرك؟ "مجرد توقيع" بالفعل هناك من نراه من خلال أعمالنا لا يعطي عمله حقه، ففي محيطي العملي مثلا أجد أنّ بعض الموظفين لا يبالون بالدوام فهم بمجرد ما يوقعون على ورقة الحضور يقومون بتوكيل غيرهم كي يوقعوا عنهم في وقت الانصراف، وهناك للأسف بعض المسؤولين يغضون الطرف عن كثير من الموظفين ربما بسبب أن هذا المسؤول أو ذاك لا يريد أن يقطع رزق هذا الموظف من وجهة نظري، ولكن هناك أيضا في المقابل من يتضرر من هذه الأعمال التي لا تليق بصاحب عمل أنيطت به مسؤوليات، فما بالك إذا كانت تلك المسؤوليات هي مرتبطة بمصالح الناس مباشرة كالتعليم والصحة ووو .. إلخ.

والسبب يعود لأن بعضا ممن يهملون وظائفهم ربما يشعرون بأنّهم قد هضمت حقوقهم وأنّ غيرهم يأخذ مالا يأخذه من مميزات وعلاوات وبعض ما يضيف للعاملين من تحسين لمستواه الوظيفي، بينما في الواقع هناك من يعمل مثلا على بند الأجور ورواتبهم ضئيلة ويعملون ضعف العمل الذي يقوم به الموظف الرسمي الذي يتميز بمرتبة عالية بل وبعضهم نراهم أكفأ من أصحاب المراتب، وفي نهاية الحديث نصيحتي إلى بعض المسؤولين الذين لا يبالون بإعطاء الحقوق إلى أصحابها ولا يفرّقون بين من يؤدي عمله على أكمل وجه وبين من لا يؤديه على الوجه المطلوب بأن يتقوا الله فيما أنيطت بهم من مسؤوليات، وأن يضعوا أمانة المسؤولية وعظمها أمام أعينهم، والنظم الخاصة بسير العمل، بالإضافة إلى الاهتمام بسرعة إنجاز المعاملات بالسرعة المطلوبة والابتعاد عن المحسوبية والرشوة والوساطة. الوطن أمانة والعمل والإخلاص للمسؤولية أمانة.

تعليق عبر الفيس بوك