أُحبك يا وطن السمو

مدرين المكتومية

لا أحد يزايد على حب الوطن، لكن الحقيقة أنّ مشاعر البهجة والفرح تغمرني عندما تهل علينا النسائم النوفمبرية كأريج يُعطّر أجواءنا ويُعلي في نفوسنا مشاعر الولاء والعرفان للوطن والقائد المفدى، الذي منذ أن تولى مقاليد الحكم ومسيرة النهضة تمضي قدما نحو شطآن الرقي ومرافئ التقدم.

شعورٌ بالبهجة لا يوصف ولا أستطيع التعبير عنه سوى بكلمات متواضعة في هذه السطور، كلما اقتربنا من الاحتفال بالعيد الوطني المجيد، فعام تلو العام منذ طفولتي، كنت أفرح في مدرستي وترتسم على محياي بسمة فخر وعز، ونحن نحتفل في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام بالعيد الوطني المجيد، ذلك العيد الذي يُجسّد مدى حب الشعب للقائد، ويعكس حجم الولاء وما يكنه كل مواطن من فضل وعرفان لباني نهضة عمان الحديثة، الذي أخذ على نفسه العهد منذ توليه المسؤولية أن يجعلنا نعيش في رخاء وسعادة.. وها قد تحقق العهد وصدق الوعد، وانتشرت التنمية في ربوع بلادي، فما من قرية ولا بلدة ولا ولاية ولا محافظة إلا وتنعم بخيرات النهضة المباركة.

والاحتفالات بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد التي من المقرر أن تبدأ خلال الفترة المقبلة، تصطبغ بثيمة متجددة كل عام، لكنّها تحتفظ برونقها وألقها، خاصة في مظاهرها البهيجة في الشوارع.. فكلما مررت بشوارع مسقط وهي تتزين بالأضواء البيضاء والخضراء والحمراء، وتعلوها الراية العمانية الخفاقة، يترسخ اليقين في داخلي بأننا أمة عزة وفخار.

المظاهر الاحتفالية تعكس جوهر الفرحة التي تعم السلطنة خلال نوفمبر المجيد، والوطن يعيش في أعياد متواصلة. فمن منِّا لم ترتسم الابتسامة على وجهه عندما مرَّ على زينات اليوم الوطني في الشوارع؟ من منِّا لم يمتلئ بطاقة إيجابية وشعور بالزهو ببلده عندما بدأ نوفمبر المجيد؟

عندما نتحدّث عن نوفمبر فهو حديث عن الجمال، جمال الوطن الذي وهبنا الله إيّاه، نتحدث عن حكمة القائد الذي يقود المسيرة باقتدار وآليات حكم رشيد لا مثيل له في منطقتنا. إنّه شهر الفرح والسرور، شهر الإنجازات، شهر العطاء المتجدد، الذي تسطر فيه كل المؤسسات والقطاعات ما أنجزته خلال عام مضى، وما سيتم تحقيقه خلال أعوام مقبلة.

إننا نعيش على أرض عمان الطيبة بكل فخر واعتزاز، فخورة أنا ببلدي الذي يأتيه النّاس من كل صوب وحدب، زائرين ومقيمين، رغبة منهم في الحصول على مشاعر السلام النفسي والهدوء والسكينة.. كم من مقيم أجنبي يأمل أن يمكث بقيّة عمره في عمان، التي باتت بالنسبة له وطنا ثانيا، وكم من سائح زار عمان وقرر ألا يغادرها طيلة حياته! إنّها أحضان الوطن الحنون التي تضمه بين شطآن رائعة من اليمين وجبال راسيات شامخات من اليسار، إنّها نعمة الأمن والأمان التي تسدل ستائرها في كل بقعة من أرض الوطن، ساحلا كان أو بادية. يكفينا أنَّ رسول الله الكريم قال عنا "لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ".

إنِّنا وعلى مشارف احتفالات السلطنة بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد، لنجدد العهد والولاء لقائدنا المفدى، نحتفل مع جلالة السلطان المعظم- أبقاه الله- في وطن الرخاء والتقدم، نفرح مع شعبنا الذي يؤمن بوطنه ويسعى لحماية وصون كل ما تحقق على ترابه المقدس من تنمية شاملة وتقدم على مختلف المستويات الحياتية..

فسلام على وطن المحبة.. سلام مُعطر باللبان العماني، وممزوج بماء الورد الزهري، وتهئنة من أعماق الفؤاد لقائد مسيرة نهضتنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-.