الليجا: تراجع فني.. أم شدة منافسة؟

 

حسين بن علي الغافري

         تعيش الليجا الإسبانية هذا العام تقلبات واضحة وتراجع في المستويات الفنية للأقطاب المعروفة في صراع التنافس التاريخي برشلونة وريال مدريد.. فضلا عن أتلتيكو مدريد وأشبيلية وفالنسيا بدرجة أقل. تراجع المستوى الفني والذي يبدو أنّه حالة تتزامن مع الجميع مرجعها الأول عوائق فنية تحول دون صعود أحد الأندية على الأقل لمستويات أعلى عن البقية مثلما كان يحدث في الأعوام المنصرمة، ومن المتوقع أن يستمر الحال كما هو عليه الآن ليس لحالة الرضا العامة فالحالة غير مرضية من جميع الأندية، وإنما لأن جدول الترتيب يعطي انطباعات كبيرة أنّ هناك أملا قادما على تحسين الأوضاع ومن الممكن تدارك الموقف والنهوض بما أن الفارق بين الأول والرابع نقطة فقط، الانطباع مصدره أنّ "الحال من بعضه للجميع"، كما أنّ بين الأول والحادي عشر 6 نقاط فقط.. تقارب النتائج هو ما يخفف من وطأة التراجع الفني وهدوء الإدارات ومحاولة استساغة الجماهير للوضع فخسارة النقاط من الجميع!

ففي ريال مدريد تبدو سلسلة النتائج السلبية متواصلة، وكانت الفرصة متاحة ليلة السبت للانفراد بالصدارة بفارق نقطتين عن الغريم الأزلي، ولكن تعادل ريال بيتيس عرقل الأمر. تعادل مرّ إذا ما علمنا بأنّه على أرضية السانتياجو برنابيو حيث إن الملعب دائمًا ما يكون عامل رعب للأندية الحاضرة، فكما يقال القادم مفقود.

إجمالا الملكي يعاني بوضوح منذ بداية الموسم لأسباب مختلفة، الانتدابات التي جلبها الفريق لا تبدو أنها قدمت إضافة حقيقية كما يجب، ناهيك على أنّ اللاعبين الكبار يعيشون فترة من تراجع المستوى، إضافة إلى غياب اللاعب السوبر الذي كان يتكئ عليه الفريق ويظهر في المناسبات الحاسمة، وما نقصده أنّ كريستانو رونالدو كان كاريزما فارقة في المجموعة بشغفه وحماسه وقتاليته، أمّا الآن فلا وجود لمثله! وهنا السؤال يطرح نفسه، هل زيدان عاد بالتوقيت الخطأ في الوقت الذي غادر فيه بالتوقيت السليم؟ وهل أصابع الاتهام تنصب عليه كلها أم أنّ الأدوات التي يمتلكها الآن ورغبتها في النجاح وقدراتها الفنية لم تعد كما كانت وبحاجة إلى وقت ومال ليرمم الفريق بأكمله؟

من جانب آخر يعيش برشلونة أمرا مماثلا من حيث مسلسل نزيف النقاط، فقد خسر الفريق في 11 جولة 11 نقطة كاملة، وخسارة لقاءات كانت في المتناول ومن السهل ورقيا أن يكسبها الفريق. من جانب آخر فأداء برشلونة وباتفاق الغالبية من المتابعين لا يبشر بالخير، الفريق متراجع مع الإسباني فالفيردي، وكل الاتهامات عليه تنصب فالفريق لا يمتلك ردود فعل في أي وقت يتأخر بالنتيجة، ومستويات اللاعبين متراجعة وغير موظفة بالطريق الصحيحة التي نقول بأنّه يجتهد ليخرج كل ما لديهم! وبنظري بأنّ فالفيردي قدم كل ما يملك ولا يستطيع أن يضيف جديدا، فمن خسر أهم لقاءين في دوري أبطال أوروبا وهو متقدم في أرضه بنتيجة مريحة غير قادر على أن يضيف شيء في سنة ثالثة لوجوده.

في الأخير يبدو أن أتلتيكو مدريد الفارس الثالث الذي يعول عليه أن يكون عامل قلق ومنافسة للغريمين يعاني من عدم استقرار فني واضح، الفريق ليس هو الذي عرفناه في الأعوام المنصرمة وما يعيشه اليوم ذاته الذي تعاني منه بقية الأندية. الليجا هذا الموسم تبدو أنها متراجعة نوعا ما من حيث قوة الكرة التكتيكية الخلاقة. مع مرور 11 جولة الوضع يقول بأنّ التذبذب مستمر في الأسابيع المقبلة على الأقل حتى انتصاف البطولة واستراحة الدور الأول.. بعدها من الممكن بحث الحلول الممكنة!