"جارديان": فوز بطعم الهزيمة لرئيس وزراء كندا في الانتخابات

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة جارديان البريطانية أن رئيس وزراء كندا جوستين ترودو استطاع أن يحقق فوزا في الانتخابات، لكنه لم يحرز انتصارا، بعدما كان معرضا لخسارتها.

وقبل أربع سنوات، وعد ترودو بلاده بـ"طرق مشمسة" في إشارة منه لتحسن الظروف في كندا، وهذه المرة عند فوزه في الانتخابات لم تتحقق نشوة الفوز، فقط مشاعر بالارتياح، فقد خسر الليبراليون في الانتخابات، لكن تم التمسك بهم كحكومة أقلية، بدلا من منافسيهم المحافظين.

وصعد ترودو إلى السلطة بصفته شاباً مثاليا يملك كاريزما شخصية وتصاحبه هالة والده بيير ترودو رئيس الوزراء الذي خدم البلاد لفترة طويلة سابقا. وقد نجح ترودو في تشكيل حكومة متوازنة بين الجنسين ومتنوعة عرقيا. وبعد أن سحب سلفه المحافظ البلاد من بروتوكول كيوتو، تعهد ترودو باتخاذ إجراءات حاسمة بشأن المناخ. ورحب رئيس الوزراء الشاب بعشرات الآلاف من اللاجئين في وقت أغلق آخرون أبوابهم. وازدهر الاقتصاد، وبدا أن يحقق نتائج أفضل عما يحرزه جاره دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وبدأ التألق السياسي لترودو في التأرجح عام 2018 عندما أحيت رحلة رسمية إلى الهند الآراء التي تفيد بأنه لم يُعامل على نحو جيد هناك، وأثار شراء الحكومة لخط أنابيب غضب أولئك الذين شجعوا نظام ضريبة الكربون. وعلى الرغم من أن معظم الحكومات الكندية تستطيع البقاء في السلطة لفترة ولاية ثانية، إلا أن ترودو تعرض لما يشبه الهزيمة في الانتخابات الثانية. وتسببت فضيحة "SNC-Lavalin" في التأثير على شعبيته، بعد أن قضت هيئة مراقبة الأخلاقيات في كندا بأن ترودو انتهك القوانين من خلال حث النائب العام على وقف محاكمة شركة هندسية في قضية تضارب المصالح. وقبل أسابيع من الانتخابات، ظهرت له صور متعددة بوجه أسود عندما كان في سن المراهقة. وأثارت الحالتان تساؤلات بشأن سجله في قضايا العرق والسكان الأصليين.

ومن حظه الحسن مواجهة معارضة غير جذابة وغير ملهمة تحت قيادة الزعيم الاجتماعي المحافظ أندرو شير، الذي كافح حتى يصيغ موقفه من الإجهاض وزواج المثليين. وعزز تعهد شير بإلغاء ضريبة الكربون دعم المحافظين في المناطق الغربية المنتجة للنفط، لكنه كان بمعزل عن الناخبين في ضواحي أونتاريو والذين دعموا بقاء الليبراليين في السلطة. فالعديد من المقاعد التي خسرها الليبراليون لم يشغلها المحافظون، بل كتلة الكوبيكوا.

وترى جارديان أن هزيمة المحافظين نبأ سار، ليس فقط لكندا ولكن بالنسبة لعالم يحتاج إلى موازنة ليبرالية في مواجهة طفرة يمينية، ويحتاج إلى الحكومات التي ستتخذ إجراءات بشأن كارثة المناخ، حتى لو كانت قصيرة. وقالت الصحيفة إن الأداء المخزي لحزب الشعب الكندي اليميني المتطرف، الذي شن حملة ضد "الهجرة الجماعية" وانتهى به المطاف دون مقاعد على الإطلاق، "أمر مرحب به للغاية". وفي الوقت نفسه، تتمتع كندا بخبرة واسعة في حكومات الأقليات، وتشمل إنجازاتها الكبيرة الرعاية الصحية الشاملة. أما حليف الليبراليين الآن فهو على الأرجح الحزب الديمقراطي الجديد اليساري، على الرغم من خسارته 15 مقعدًا.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة