الغريبي: تقرير طبي حرمني من راتبي.. وأناشد وزير القوى العامة التدخل

عبري- ناصر العبري

ماذا يحدث لو كنت تعمل بشكل مستقر، لديك أسرة من 4 أبناء، والتزامات كثيرة من قسط بنك وتربية الأبناء، وفي أحد الأيام تمرض، فتخبرك الشركة التي تعمل بها بأنّ كل شيء قد انتهى ولم يعد لك مكاناً لدينا؟

بإجابتك عن هذه الأسئلة لن يكون كافياً، لكن لو وضعت نفسك في محل حمد بن حميد بن حمد الغريبي، وقتها ستشعر بحجم المأساة التي يروي فصولها لـ "الرؤية" مرسلاً عبرها استغاثة إلى المسؤولين لإنقاذه من الحالة التي وصل إليها، لأسباب لا ذنب له بها.

يقول حمد بن حميد بن حمد الغريبي، الذي عمل كمشغل معدات ثقيلة في شركة جلفار قسم النفط والغاز: "أنا أب لأربعة أبناء وأسكن في منزل بالإيجار في ولاية عبري، بلدة الدريز الشعبية، عملت في الشركة 13 عاماً لكن في الآونة الأخيرة أصبت بتعب في موقع العمل، منطقة جبلية وبالقرب من فهود الصحراء، وتم نقلي إلى مستشفى عبري عبر إسعاف شركة تنمية عمان، لتلقي العلاج".

وأضاف الغريبي: "قال الأطباء إنّها أزمة قلبية، وحسب التقرير الطبي من شركة تنمية نقط عمان، أفادوا بأنني غير لائق للعمل في الصحراء، فتم نقلي إلى منطقة الدقم كمنتدب لمدة ثلاثة أشهر، وبعد انقضاء المدة حصلت على إجازتي السنوية، وبعد إنقضائها عدت إلى مقر عملي الأصلي في منطقة جبال، وفي الصباح الباكر أخذني المسؤول إلى الممرض في الموقع، وأخبرني بناء على الرسالة الصادرة من الطبيب أن الشركة أوقفتني عن العمل بسبب إصابتي وتم إرسالي إلى مستشفى عبري مجدداً لعمل فحوصات طبية".

وتابع حمد بن حميد بن حمد الغريبي، حكايته لـ"الرؤية": "قابلت الدكتور أحمد الكلباني وأخبرته أنني محول   لإجراء الفحوصات الطبية وأرجع إلى عملي، كان ذلك في شهر فبراير 2019م ولكن تفاجأت أنهم كتبوا لي موعدا لإجراء الفحوصات في شهر سبتمبر 2019م بعد ثمانية أشهر، وحاولت معهم كي يقدم موعدي لكن ضغوطات سجل المواعيد لم تسمح بذلك".

ويكمل الغريبي: "تساءلت أين أذهب لأن الشركة لم تتقبلني في عملي حتى إظهار نتيجة الفحوصات الطبية بعد ذلك ألححت على المسؤولين في الشركة أن يجدوا لي الحل وأخبروني أن أذهب إلى أي مستشفى خاص لعمل الفحوصات الطبية، وعلى حسابي الخاص ولم أجد أي مبلغ في جيبي فقمت باقتراض مبلغ لعمل الفحوصات بمستشفى برجيل في بوشر بمسقط، وبعد ذلك طلبوا ختم تصديق من مستشفى حكومي بعد ذلك ذهبت إلى مقر عملي وقابلت الممرض وأفادني أن نتائج الفحوصات سلبية ولا يمكن أن أعود للعمل، وطلب مني أأأن أعود إلى بلدي وسيتصلون بي لاحقا. كذلك أخبرني المسؤول المشرف في الموقع، مالك الهنائي أن أرجع إلى بلدي وسوف يتواصلون معي بعد مخاطبة المكتب الرئيس للشركة في مسقط".

وتابع الغريبي: "منذ ذلك الوقت لم يتواصلوا معي لا من مقر عملي، ولا من مقر الشركة الرئيسي في مسقط وأنا كل يوم اتصل عشرات المرات، ولا أحد يرد على مكالماتي، وعندما يردوا بعد عناء لم أجد سوى المواعيد والمماطلة، وبعد معاناة كبيرة تسلمت رسالة من التأمينات الاجتماعية تفيد أنه سيتم عرضي على اللجنة الطبية وأعطوني موعدا وكان راتبي ينزل ودون سابق إشعار أوقفوا راتبي الشهري من شهر فبراير 2019م وحاولت الاتصال بهم وأخبروني أنّ موضوعي في التأمينات".

وأضاف الغريبي: "كما نعلم أنّ التأمينات لا يمكن أن تصرف لي أي مبلغ حتى تقرير اللجنة الطبية أو إحالتي للتقاعد وأنا منتظم في عملي طيلة 13 سنة ولم أتغيب. بعد ذلك شكلت لي لجنة طبية وقابلوني وكان تقرير اللجنة الطبية أنني صالح للعمل وليس لدي إعاقة جسدية تمنعني من ممارسة عملي وأفادتني اللجنة أنهم سوف يخاطبون الشركة كي ارجع عملي، بعد ذلك قمت بالاتصال بالمسؤول عني واسمه صالح السرحاني وأفادني أن رد اللجنة لم يصلهم بعد بينما التأمينات الاجتماعية في مسقط يقولون إنهم أرسلوا تقرير اللجنة الطبية، وبعد فترة وصل التقرير إلى الشركة وأخبرني المسؤول أنهم سوف يعرضوني على لجنة أخرى، وجلسة استئناف".

واختتم الغريبي قائلاً: "أفادوني أن الشركة لا ترغب أن أعمل بها وأنا مريض، وقاموا بالتنسيق مع الهيئة بعمل موعد لا أعلم تاريخه متى لجلسة استئناف بناء على طلب الشركة؛ وإلى الآن أنا أعاني الكثير ومهدد بالطرد من المنزل وقطع الكهرباء والماء وأقساط البنك، ومعرض للمحاكم لأنّ التأمينات لم تحسم أمري ولا الشركة تنزل راتبي منذ ثمانية أشهر، لذلك أناشد معالي الشيخ وزير القوى العاملة والمسؤولين أن يتدخلوا لإرجاع حقوقي.. مرت أعياد وشهر رمضان، ولم نحس مثل الناس بطعم العيد، والحال يتدهور وأنا كلي ثقة وأمل بمعالي الشيخ وزير القوى العاملة والمسؤولين في حكومتنا الرشيدة".