كيف تكون قائدا نبيهًا؟.. إليك 3 خطوات

ترجمة- رنا عبدالحكيم

 

تتمثل المهمة الأساسية للقيادة في توجيه انتباه الآخرين، وللقيام بذلك، يتعين على القادة أنفسهم تعلم كيفية تركيز انتباههم.

وبحسب تقرير نشره موقع هارفارد بزنيس ريفيو وأعده الخبير في إدارة الأعمال دانيل جوليمان، فإننا عندما نتحدث عن التركيز، فإننا نعني عادة التفكير في مسألة واحد وتصفية العقل من أية عناصر أخرى قد تشتت الانتباه. لكن الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب تظهر أننا نركز في نواح كثيرة لأغراض متنوعة، وفق مسارات عصبية متباينة، بعضها يعمل بشكل متناسق، بينما يميل البعض الآخر إلى عكس اتجاهه.

فما هي أنماط التركيز؟

للتركيز ثلاثة أنماط: التركيز الداخلي والتركيز على الآخرين والتركيز على العالم الأوسع. ويُلقي هذا التصنيف الضوء على كيفية ممارسة العديد من مهارات القيادة الأساسية؛ فالتركيز على النفس والتركيز بشكل بنّاء على الآخرين يساعد القادة على تنمية العناصر الأساسية للذكاء العاطفي. أما التركيز على العالم الأوسع فيسهم في تحسين قدرة القائد على ابتكار استراتيجيات وخطط إدارة المؤسسات.

ويحتاج كل قائد إلى تنمية هذا النوع من الوعي وتحقيق التوازن الصحيح، فالفشل في التركيز الداخلي والاكتفاء بالتركيز على الأخرين يحولك إلى إنسان غير رحيم، وأيضا الفشل في التركيز على الآخرين يجعل من شخصا جاهلا، والفشل في التركيز على العالم الأوسع يستحيلك أعمى.

1- ركز على نفسك!

ينطلق الذكاء العاطفي من الوعي الذاتي، أي التواصل مع صوتك الداخلي. ويمكن للقادة الذين يستجيبون لأصواتهم الداخلية الاستفادة من المزيد من الموارد المحيطة لاتخاذ قرارات أفضل نتيجة التواصل مع أنفسهم.

2- اشحذ وعيك الذاتي

الاستماع إلى صوتك الداخلي لن يتحقق سوى بالاهتمام الدقيق بالإشارات الفسيولوجية الداخلية. وتصدر هذه الإشارات الخفية عن طريق جزء في المخ يدعى "انسولا" وهو يقع خلف الفصوص الأمامية للمخ. وقد وجد العلماء أن الاهتمام بأي جزء من الجسم يزيد من حساسية "انسولا" لهذا الجزء. فعلى سبيل المثال إذا استمعت إلى نبضات قلبك، سيقوم انسولا بتنشيط مزيد من الخلايا العصبية في هذا الجزء.

ولقد أصبحت قدرة الأشخاص على الشعور بنبضات القلب لديهم وسيلة لقياس وعيهم الذاتي.

وبشكل عام تعمل العلامات الجسدية، والتي تعتمد على إشارات مرسلة من المخ، على تبسيط عملية القرار من خلال توجيه انتباهنا نحو خيارات أفضل. ففي الكثير من الأحيان نشعر بأن شيئا ما خطأ أو صواب، لكن كم مرة كان هذا الشعور صحيحا؟ هذا الأمر يتطلب توظيف الحدس (أو الحاسة السادسة) بصورة أفضل.

ولنضرب مثالا على ذلك.. حلل باحثون بريطانيون المقابلات التي أجروها مع 118 من التجار المحترفين و10 من كبار المديرين في 4 بنوك استثمارية بلندن. وتبين لهم أن أنجح التجار (الذين بلغ متوسط ​​دخلهم السنوي 500000 جنيه إسترليني) لم يكونوا هم الذين اعتمدوا كليا على التحليلات ولا هم الذين اتبعوا حدسهم الداخلي فقط. فقد ركزوا على مجموعة كاملة من العواطف واعتادوا الحكم على قيمة الحدس. وعندما تكبدوا خسائر اعترفوا بقلقهم، وأصبحوا أكثر حذراً وتحملوا مخاطر أقل في المرة التي تليها. وكان التجار الأقل نجاحًا (الذين بلغ متوسط ​​دخلهم 100000 جنيه إسترليني فقط) يميلون إلى تجاهل قلقهم والاستمرار في مواجهتهم. لأنهم فشلوا في الاهتمام بمجموعة واسعة من الإشارات الداخلية فقد تم تضليلهم.

3- عزز الانطباعات الحدسية

يعد التركيز على الانطباعات الحسية لأنفسنا في الوقت الحالي أحد العناصر الرئيسية للوعي الذاتي. لكن هناك أهمية أخرى للقيادة: دمج تجاربنا عبر الزمن في رؤية متماسكة لأنفسنا "الأصلية".

أن تكون أصليًا هو أن تكون الشخص نفسه للآخرين كما أنت لنفسك. يستلزم ذلك جزئيًا الانتباه إلى ما يفكر فيه الآخرون عنك، وخاصة الأشخاص الذين تقدر آراؤهم والذين سيكونون صريحين في تعليقاتهم.  علينا أن نفعل هنا ما يسمى بـ "الوعي المفتوح " الذي نلاحظ فيه على نطاق واسع ما يجري من حولنا دون التحيز لطرف معين. وفي هذا الوضع، لا نحكم أو نراقب أو نضبط، نحن ببساطة ندرك.

ويمكن للقادة الذين اعتادوا على تقديم مدخلات أكثر من تلقيها أن يجدوا هذا أمرًا صعبًا. فالشخص الذي يواجه صعوبة في الحفاظ على الوعي المفتوح عادةً ما يتعطل من خلال التفاصيل المزعجة.

تعليق عبر الفيس بوك