وزارة الثقافة تواصل رحلة الحفاظ على التراث..

«جامع القباب» الشاهد على العمارة العمانية الإسلامية يستعيد بريقه من جديد

...
...
...
...
...

مسقط - العمانية

تبذل وزارة التراث والثقافة جهودا سنوية متواصلة بالعمل على ترميم وصيانة العديد من القلاع والحصون والأبراج والجوامع والمساجد والمساكن الأثرية للمحافظة على تلك المعالم من الاندثار لتظل شاهدا للأجيال القادمة.

وبدأت الوزارة منذ عدة سنوات في إطار خطة طموحة في المحافظة على الحارات القديمة ضمن مراحل شملت التوثيق والمسح والترميم والتصوير الفوتوغرافي، وضمن منظومة ترميم وصيانة الجوامع والمساجد الأثرية من قبل الوزارة والتي بلغ عددها أكثر من (55) جامعًا ومسجدًا في مختلف ولايات السلطنة، تم الانتهاء من ترميم وصيانة جامع آل حمودة بولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية العائد بناؤه للقرن السابع عشر الميلادي والذي يعتبر واحدًا من المساجد المميزة والنادرة في السلطنة ذات التصميم الهندسي العماني الإسلامي البديع وما زال محافظًا على شكله العريق، حيث تعلوه ٥٢ قبة.

وقال أحمد العلوي المهندس المعماري بدائرة الترميم والصيانة بوزارة التراث والثقافة، إنَّ الجامع (جامع القباب) يقع في منطقة الظاهر بوسط ولاية جعلان بني بوعلي بالقرب من سوق الجمعة القديم الذي يشهد إلى يومنا هذا حركة تجارية نشطة، ولديه 3 مداخل ويمر بداخله فلج كان يستخدم ماؤه للوضوء، وهو مبني من الحجارة والجص وتقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والمحاضرات الدينية، وتبلغ مساحة الجامع أكثر من 2000 متر مربع تقريبًا ويتسع لأكثر من 700 مصل، ويتوافد على الجامع الكثير من الزوار والسياح من داخل وخارج السلطنة، حيث يعد مقصدًا إسلاميًا وسياحيًا ومعلمًا دينيًا غني باللمسات والأعمال الهندسية العمانية القديمة.

وأوضح أحمد العلوي أن أعمال الصيانة شملت المعالجة العاجلة للتصدعات عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مصلى الجامع والتي تتضمن التشقق الخارجي للجدار الجنوبي حيث ستتم المعالجة بالطريقة التقليدية التراثية المبنية على بناية الجامع سابقاً للمحافظة على جماليته.

وأوضح أحمد العلوي المهندس المعماري بدائرة الترميم والصيانة بوزارة التراث والثقافة، أنَّ تلك الأعمال استمرت حوالي 5 أشهر من قبل شركة محلية فنية متخصصة في أعمال الصيانة والترميم وتحت إشراف مهندسين وفنيين من الوزارة.

وأضاف أنَّ جامع آل حموده يتميز بمسقط أفقي مستطيل الشكل يحده من الجهة الشرقية ساحة خارجية يتم الدخول منها للمسجد من خلال الباب الرئيسي في الجهة الجنوبية والذي يؤدي إلى الرواق الخارجي المقبب والملاصق للجامع من الجهة الشرقية، وهذا الرواق محمول على مجموعتين من صفوف الأعمدة كل منها مكونة من 7 أعمدة والمجموعة الخارجية مسقوفة بثماني قباب مماثلة لقباب المسجد التي تعلو فراغ بيت الصلاة الرئيسي، وعلى الأرجح أن الصف الأمامي من أعمدة الرواق قد أضيف في مرحلة لاحقة لبناء الجامع وهذا ما يفسر كونه غير مقبب.

وحول التوصيف المعماري للجامع يقول الدكتور خالد القروي خبير التراث بالوزارة إنِّه يوجد بابان إضافيان للدخول لباحة الجامع الداخلية أحدهما في الجهة الشمالية والآخر في الجهة الشرقية التي يوجد عليها فلج يمكن الوصول إليه بالنزول ثلاث درجات، وجميع أبواب الدخول ذات فتحات مستطيلة الشكل وذات طراز عماني تقليدي.

وأشار إلى أنَّه في الزاوية الشرقية الجنوبية للجامع توجد غرفة صغيرة ملحقة بالجامع بجانب المدخل الجنوبي الرئيسي، وللغرفة باب مستطيل الشكل في الجهة الشمالية ونافذة مماثلة لنوافذ الجامع في الجهة الجنوبية، ويتم الدخول لفراغ الصلاة الرئيسي للجامع من خلال ثلاثة أبواب على الجهة الشرقية منه.

وأوضح أنَّ عدد الأعمدة في فراغ الصلاة يبلغ 32 عمودا وفي الرواق 14 عمودا، وعدد القباب في الجامع 52 قبة 8 منها في الرواق الخارجي و43 قبة في فراغ الصلاة الرئيسي والأخيرة فوق الغرفة الأسطوانية الملحقة بالجامع والتي يتوقع أنها مئذنة صغيرة، وهذا الفراغ الأسطواني الشكل يمكن الوصول إليه عن طريق الصعود بثماني درجات في الجهة الشمالية الشرقية للجامع وتنتهي الدرجات إلى باب ذي فتحة قوسية الشكل، وعلى الجدران المستديرة تتوزع نوافذ مستطيلة الشكل.

تعليق عبر الفيس بوك