"بلومبرج": الغزو التركي لسوريا كارثة إنسانية.. ويجب تقليص دور أنقرة في "الناتو"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

وصفت وكالة بلومبرج الإخبارية "الغزو التركي" لسوريا بأنه كارثة إنسانية وكابوس أمني، وذلك مع استمرار العملية العسكرية التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في شمال سوريا، وسط انتقادات شديدة من المجتمع الدولي، وتدهور الوضع الإنساني، ودعت بلومبرج إلى تدخل العالم بسرعة لحل الأزمة وعدم الاكتفاء بالانتقادات والتنديدات.

وقالت الوكالة في افتتاحيتها: "حتى الآن، كان رد الفعل العملي محدودا، إذ أوقفت عدة دول أوروبية مبيعات الأسلحة للحكومة التركية، لكن الاتحاد الأوروبي تردد في فرض حظر عسكري واسع النطاق. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعد أن أعطى أردوغان الضوء الأخضر للعملية العسكرية، فرض رسوما أعلى على حديد الصلب التركي، وأوقف المحادثات حول صفقة تجارية جديدة، وعاقب وزراء الدفاع والطاقة والداخلية الأتراك".

وعلى الأرض، يفر عشرات الآلاف من غير الأكراد من القتال، ما ينذر بأزمة لاجئين جديدة. ويخيم كابوس أمني على المشهد مع خروج المئات من المقربين من تنظيم داعش من معسكرات الاعتقال الكردية. لكن الأسوأ من ذلك- بحسب بلومبرج- أنه من الممكن أن يرسل الرئيس السوري بشار الأسد قواته إلى مسرح العمليات، بتشجيع من الانسحاب العسكري الأمريكي.

ويقول أردوغان إن هدفه توفير مساحة لنقل اللاجئين السوريين وطرد المليشيات الكردية من الحدود التركية. لكن سلوك جيشه وحلفائه على الأرض يشير إلى المزيد من الأهداف الشريرة. وبالفعل، كانت هناك دلائل على ارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين وإعدام السجناء. ويقول وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير إن تركيا تنوي على الأرجح تمديد غزوها أكثر مما كان مخططًا له في الأصل.

وهدد أردوغان بإطلاق ملايين اللاجئين السوريين في أوروبا. وقالت بلومبرج: "في خطوة متفردة من الوقاحة، وجهت القوات التركية نيران المدفعية بالقرب من موقع عسكري أمريكي".

وترى بلومبرج أن هذا السلوك يجب أن يقضي إلى أي آمال متبقية في أن تركيا أردوغان يمكن أن تكون حليفا يمكن الاعتماد عليه. ولسنوات حتى الآن، أظهرت تركيا أن قيمها ورؤيتها للعالم تتناقض مع قيم التحالف الغربي. وكان ينبغي أن يكون شراؤها لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية القشة الأخيرة في علاقة تركيا مع الغرب، لكن الولايات المتحدة وأوروبا تشبثتا باحتمال عودتها إلى رشدها. ولذا يجب عليهم الآن قبول الواقع.

وعلى الرغم من أن حلف شمال الأطلسي "ناتو" ليس لديه طريقة رسمية لطرد الأعضاء، إلا أنه يجب عليه التحرك بسرعة لتقليص دور تركيا في الحلف العسكري. فسحب الرؤوس النووية الأمريكية من البلاد سيكون بمثابة إشارة قوية على تقليص مستوى العلاقات. وبالمثل، ينبغي تخفيض عدد طائرات وقوات حلف الناتو من تركيا إلى أدنى حد ممكن، كما يجب تقليل تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل كبير. ويتعين على الحلف أيضًا أن يستجيب لدعوة اليونان للحصول على دعم بحري تحسباً لموجة من اللاجئين في حال تابع أردوغان تهديده.

على الفور، تحتاج الولايات المتحدة وأوروبا إلى حشد الدعم الدولي للأكراد وتقديم مساعدة إنسانية واسعة النطاق للاجئين. إضافة إلى فرض عقوبات قوية؛ حيث يتعين على الكونجرس الأمريكي أن يفعل كل ما في وسعه للتغلب على ترامب لعكس قراره الذي لا معنى له بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة