بمشاركة أعرق المؤسسات الإعلامية في المملكة المتحدة

مناقشات مستفيضة وحلول مقترحة للتحديات في ختام ملتقى الصحافة العماني البريطاني

...
...
...
...
...
...

 

لندن - أحمد الجهوري

قَضَايا عديدة ناقشها ملتقى الصحافة العُماني البريطاني، خلال انعقاده بلندن، الأسبوع الماضي؛ حيث تناول أزمات الصحافة الورقية والعديد من الحلول التي طرحها الحضور وتمخضت عن خبرات طويلة، وصورة واضحة عن عمل المؤسسات الصحفية العريقة والعقبات التي قد تواجه الصحفي المنتمي لهذه المؤسسات أو الصحفي المستقل، في ظل أزمات لا تنتهي.

واتَّسمت الأطروحات التي دارت بين الصحفيين والإعلاميين العمانيين ونظرائهم البريطانيين بين ردهات جمعية الصداقة العمانية-البريطانية بوسط لندن، ضمن ملتقى الصحافة العُماني-البريطاني، بأنها شخَّصت إشكالات الصحافة في الوقت الراهن، في ظل وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وقدمت تجارب صحفية لدى مؤسسات مرموقة مثل هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وقال كريس بيركيت كبير المستشارين والمحررين والمحاضر في هيئة الإذاعة البريطانية BBC ومحطة سكاي نيوز وصحيفة التليجراف البريطانية: إنَّ الصحفي الذي يعمل على التغطية اليومية يتعرض للكثير من الضغوطات خلال ممارسته لعمله الصحفي اليومي؛ من بينها: تحديد نوعية التغطية والطلب منه المزيد من التغطية بهدف إحداث المزيد من التأثير.

وأورد كريس مثالًا يدلل على مدى الضغوطات التي قد يقع الصحفي تحت طائلتها: "لورا" الصحفية البريطانية التي كانت تروج للحكومة عبر منصة "تويتر"، يقول كريس: إن لورا وقد واجهت الكثير من التهديدات بسبب ذلك، خاصة من قبل الذين يتبنون وجهات نظر مختلفة.

وتحدث كريس في طرحه كذلك عن كيفية الحصول على المحتوى.. قائلا: قبل وجود الإنترنت، كانت الصحف تجني دخولًا كبيرة وأرباحًا طائلة من الاشتراكات التقليدية، لكن بوجود الإنترنت انخفضت هذه الدخول بصورة مروعة، وهذا بالضبط ما حصل عند صحيفة الفينانشيال تايمز. وأوضح كريس أنَّ بريطانيا لها خاصية تميزها؛ فمثلًا يتم الاشتراك في BBC من خلال دفع رخصة التليفزيون لكل منزل، ولذلك فهي تستفيد من بيع الأخبار والتقارير.

ومن بين المتحدثين أيضًا في الندوة زاهرة حرب، المحاضرة بجامعة سيتي يونيفيرسيتي والإعلامية والصحفية السابقة، وعضوة الرقابة على الوسائل المرئية، التي تطرقت كذلك إلى الضغوط التي يتعرض لها الصحفيون، وأشارت بصفة رئيسية إلى تغطية الأخبار الدولية. وقالت حرب: إنَّ الصحفي أثناء هذه النوعية من التغطيات يتعرض للكثير من الضغوطات، خاصة من قبل شركات العلاقات العامة، وهناك إحصائية بريطانية تذهب إلى أن 700 صحفي يتعرضون للضغوطات نتيجة لوسائل التواصل الاجتماعي وعدم انتمائهم لمؤسسات صحفية، إضافة للضغوط التجارية متعددة الأوجه.

وضربت حرب مثالًا لمثل هذه الضغوطات بإحدى مذيعات قناة (ch2)، والتي أجرت مقابلة مع أحد الأعضاء المنتمين إلى اليمين المتطرف في الحكومة البريطانية، ووُصفت المقابلة من قبل هؤلاء الأعضاء بأنها "بالغة القسوة"، وقالت إنَّه تمَّ التحرش بهذه الصحفية جنسيًّا وتهديدها بالقتل. وتقول حرب إذا لَقِي الموضوع الذي يطرحه الصحفي معارضة ما، فإنه يتم تهديد الصحفي بالقتل أو التحرش الجنسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة النساء.

وتطرقت زاهرة إلى الرقابة غير المباشرة التي تمارسها بعض الصحف ووسائل الإعلام؛ إذ ترى أنَّ هذه الوسائل قد لا تفرض الوصاية أو الرقابة على الصحفي، لكن الصحفي هو من "يمارس الرقابة الذاتية" على نفسه لأسباب متعددة، وذكرت أن هذه الوسائل تصلها الكثير من الشكاوى حول ما يُظن أنه تحيز، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، وما يحدث من توترات في الأراضي المحتلة.

وتطرَّقت أيضًا إلى إشكالية الصحفيين الذين يعملون بالأجر اليومي، أو حسب الطلب، واعتبرت أن هؤلاء الصحفيين قد يواجهون الكثير من المتاعب، خاصة فيما يتعلق بالرعاية والتأمين الصحي والتأمين أثناء تغطية الحروب.

ومن بين أهم المُتحدثين كذلك: نايجل بيكر رئيس مجلس إدارة مؤسسة تومسون فاونديشن، الذي رأى في طرحه أنه من الصعوبة بمكان؛ منع التعليقات التي ترد على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تتضمَّن تهديدات للصحفي من جهات أو أشخاص مجهولين، لكنه -وكما يقول- بالإمكان إلى حد ما إجراء عملية تنظيم للمواد المنشورة كالتي لا تتضمن كلمات نابية على سبيل المثال .

وفي نهاية الأمسية، قدم الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية، درعَ الجمعية هدية لجمعية الصداقة العمانية البريطانية.

تعليق عبر الفيس بوك