"مهلاً أيّها المترشح، لا تعد بما لا تملك"

طالب المقبالي

 

في ِخضَمّ هذا السباق وهذه الوعود، ماذا ستقدم أكثر مما قدم من سبقوك؟ ففي كل ولاية من ولاياتنا الإحدى والستين وصل إلى قبة المجلس سبعة أو ثمانية أعضاء، وإن كان في بعض الولايات لم يصل العدد إلى هذا الحد باعتبار أنّ التصويت في بعض الولايات بالتزكية.

لقد تابعنا برامجكم الانتخابية ونراها جميعها مجرد شعارات براقة ودعاية لجلب الأصوات، فأنتم لا تمتلكون عصا سحرية لتنفيذ تلك الأجندات التي تريدون إيصالها إلى المواطنين كناخبين.

فمعظم الولايات تعاني من نقص في الخدمات بسبب شح الموارد، وهناك قضايا شائكة في المجتمع لم يستطع أحد حلها، سواءً مجلس الشورى أو مجلس الدولة، وهي على سبيل المثال لا الحصر، قضية الباحثين عن العمل، فهناك مخرجات من جامعة السلطان قابوس، ومن الجامعات والكليات الحكومية والخاصة، ومن الجامعات في الخارج لا يزالون باحثين عن عمل رغم مرور سنوات على تخرجهم، وبعضهم يحمل شهادات عليا كالماجستير والدكتوراه، وهناك مخرجات تربوية بعضها قابع في المنزل دون توظيف في حين وزارة التربية والتعليم تستقطب المعلمين والمعلمات من خارج السلطنة، كذلك وزارة الصحة توظف أطباء وممرضين من الخارج في حين توجد أعداد من الخريجين قابعة في المنازل.

وهناك قضية الترقيات، فموظفو الخدمة المدنية لم يحصلوا على ترقيات من العام 2011 وحتى اليوم، وهناك موظفون يستحقون الترقية وقد خرجوا للتقاعد، وكانوا يستحقون الترقية بجدارة، فذهبوا بحسرتهم إلى بيوتهم.

كذلك قضية رفع الدعم عن المشتقات البترولية، فهل تستطيعون أن تحلوا شيئاً من هذه القضايا؟

المواطن أصبح أكثر وعياً مما سبق، ويعرف أنّ دعاياتكم مجرد شعارات جوفاء، ومع ذلك سيصوت لكم، لأنّه إن لم يصوّت فإنّ هناك شخصا للولايات التي يقل عدد سكانها عن ثلاثين ألف نسمة أو شخصين للولايات التي يتجاوز عدد سكانها ثلاثين ألف نسمة سوف يصلون إلى قبة المجلس وإن كان بصوت واحد وهو صوته، فهناك أشخاص سيصلون وإن كانوا غير جديرين بهذه المكانة، ولذلك سيصوّت الناخب لمن يراه الأصلح، وليس للأجندات التي تقدمونها، فأنتم لا تمتلكون شيئاً سوى المداخلة في البيانات التي يلقيها أصحاب المعالي الوزراء، والبعض يعلي صوته في أوجه الوزراء كي يصفق له أهالي ولايته ويضمن عددا من الأصوات في الانتخابات التالية، ولا أنكر أنّ هناك أعضاء فاعلين يشاركون في لجان، وساهموا في صنع القرار في عمان.

ولا أخفيكم سراً أنّه كانت لدينا قناعات في أشخاص بعينهم، وبعد أن عرضوا علينا أجنداتهم تغيّرت نظرتنا فيهم، فالصخب يصم الآذان ويشتت الفكر، فمن لديه قناعة في الأصلح فلن يغير رأيه بناءً على أجندة أحد، فهناك من يعملون بصمت وربما سيصلون دون صخب.

فهناك من المترشحين من يستعرضون بعض الأدوار التي قاموا بها في المجتمع ليستميلوا توجهات الناخبين والتصويت لصالحهم كنوع من المنة.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة المدثر (وَلَا تَمنُن تَستَكثرُ) بمعنى ولا تمن بما صنعت لتنال أكثر أو أفضل، وهنا نقول كي تحصل على أصوات الناخبين.

فخدمة الوطن في رأيي كالصدقة التي يتصدق بها الإنسان في الخفاء، فلا تبطلوها بالمن والأذى، يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ).

فخدمة الوطن الحقيقية أن تتم في صمت دون فرقعات، فالكل يخدم وطنه بطريقته ولكن من أجل احتساب الأجر وليس لضمان الأصوات، فالمحب لوطنه يعمل لخدمة الوطن لا لمصالح شخصية.

muqbali@gmail.com