كان ظلي

 

سميرة الزغدودي| تونس

 

ياحبيبيِ كَمْ مَلَلْتُ الانتظارا

غِبْتَ عنّي وتلظّى القلب نارا

//

أين فَجْرُ الوصلِ في ليلي فَحَرْفي

بالهوى جُنَّ وَأَشعاري أُسَارى

//

أنتَ نبعُ الماءِ يجري في رُبوعي

حلَّ قحطي يومَ نَبْعُ الماءِ غارَا

//

ياخليلَ الروحِ يا نبضَ شِغافي

منكَ غارَ النجمُ والبدْرُ استثارا

//

لا تكن للعشق يا إلفي ظلوما

ولتكن للحبّ والإخلاص جارا

//

وطيورُ الودّ كانت في دياري

للنوى اختارت وأمستْ تتوارى

//

يا حبيبي متُّ شوْقا واغترابًا

مؤلمًا في الحلقِ يسقيني المرارا

//

من نبيذِ الحُبِّ أَثْمَلْتَ فُؤادي

فغدا شعري نديمًا للسكارى

//

كُنتُ للعُشّاقِ عشتارَ زماني

وَلهم مازالَ محرابي مزارا

//

كانَ طيفُ الوصلِ ظلّي وملاذي

باتَ أسري فيه كابدْتُ الحصارا

//

والجوى حولي حريقٌ مستبدٌّ

أجَّ يرمي القلبَ جمرا مستطارا

//

خافِقي بُركانُ وجدٍ وليالي

كَ أعاصيرُ جليدٍ تتبارى

//

رَحْمةُ الله على إحساسِ أنثى

عاشَ بالنبضاتِ قهرًا ودمارا

//

ويكأنَّ الروحَ تاهتْ في الصحاري

وشغاف القلب قد عانى احتضارا

//

إنه الموت الذي أورثت روحي

يا فؤادي لِمَ رمت الانتحارا

//

نهرُ نورٍ لم يزلْ كالمُزنِ زخّا

من حنين غيمُهُ يهمي انهمارا

//

لو صنعتَ العشق للنبض كساء

لنسجتُ الحبّ للروح دثارا

//

فيك حرفي هائما شق الذرى

صاعدا يربو وبين الفلك صارا

//

فحساسين شغافي من وفاء

شدوها يجهل نبضا مستعارا

//

مثل نحلٍ فاضَ منّي كُلُّ شَهْدٍ

حينَ همسي صارَ لحنا لايُجارى

//

مثلَ روض فاحَ منّي خيرُ عطرٍ

وانتشى وجهي غرامًا لايُدارى

//

وعلى كل سكون ثار نبضي

ملأ الاعماق شدوا وانبهارا

//

الهوى صادقني فانثالَ حَرْفي

بانتشاء فوق سطري حين سارا

//

ساجدًا للحبِّ صلّى في خشوعٍ

يمنًحُ الأَعذار يرجو الاعتذارا

//

كُلُّ مافينا تلاقى في خضوعٍ

ماملكنا في تلاقينا القرارا

تعليق عبر الفيس بوك