وماذا بعد؟!

 

منى بنت حمد البلوشية

 

خيَّم الصمت عليَّ وأنا في ذهول مما حدث ومن تكرار الحادث المأساوي، بعدما امتلأت برامج التواصل الاجتماعي بتلك الحادثة التي أثارت الجدل، والتي تبحث عن حلول لها، وأنا متنقلة ما بين حديث ذاك وذلك.

هل لغلا التي وافتها المنية من حديث وجدل آخر بعد ذلك، وهل من حلول لمثل هذه الحادثة المأساوية التي حدثت، ولمن سيأتي الدور بعد لا قدَّر الله لهم ذلك؟!.

كم من الحوارات والنقاشات التي امتلأ بها العقل، وكم من الحلول والمقترحات التي بتُ أبحثُ عن حل فيها، رغم تكرار هذه الحادثة التي حدثت ورغم كتابتي لمقالات في السنوات التي مضت عن مثل هذه الحالة، ففي كل عام تتكرر هذه المأساة ولكن دون جدوى فمازال التكرار وكأنه تنبيه لنا ولنقف له وقفة شامخة من أجل فلذات أكباد آباء وأمهات وربما أبكار لهم وربما أبناء ليس لهم إخوة غيرهم.

ماذا عساي أن أقول فالصمت أبلغ، ولكنه غير مجدٍ فالألم يجتاحنا جميعا فما بال حزن تلك الأم التي فقدت فلذة كبدها وقد رسمت آمالاً ومستقبلًا باهراً لها، كيف بقلب الأم وهي ما بين قلق وخوف منذ خروج فلذة كبدها من البيت وحتى العودة وقلبها يفز ما بين الفينة والأخرى ونبضاتها متسارعة.

أتظنون بأن النسيان قد تجلبه السنون أم ماذا؟هل ستُمحى

 تلك الحادثة من قلب الأم وهي التي كانت تودع فلذة كبدها وتنتظر عودتها بفارغ الصبر لتحكي لها ما حدث معها في مدرستها.

فما لي إلا أن أبحث وأستقصي عن  بعض القوانين لمن يقوم بنسيان طفل وإحالة حالته لحادث مأساوي، حيث إن هذه القوانين باتت غيرمجدية ولن تغير من الأمر شيئا

ويقول المحامي والمستشار القانوني معاذ العيدي: "إن المسؤولية مفترضة على السائق والمشرفة لكونهما يعملان لدى المدرسة بموجب عقد عمل ومسؤوليتهما قائمة لتسببهم في وفاة إنسان، كما أن المسؤولية تطال التابع والمتبوع، حيث إن المشرع العماني قد سن في المادة (311) من أحكام قانون الجزاء العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 7/2018م فيما يلي نصه:"يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد عن 3 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 300ريالا عمانيا، ولا تزيد على 1000 ريال عماني كل من تسبب بخطئه في موت إنسان".

لذلك لابد من تضافر الجهود من أجل اجتثاث مثل هذه الحوادث المأساوية، وبعد ذلك ننهي حادثة غلا والتي لم تنته من أساسها إلا وتأتي حادثة أخرى وهي حوادث دهس الطلاب فمن المسؤول عن هذا كله.

وماذا بعد؟

ماذا ننتظر ولماذا نحن هكذا ولماذا يحدث في وطننا هذا؟ هل فقدنا وعينا؟ أم فقدنا الضمير ومسؤوليتنا إزاء هذه الفئة التي تعب آباؤها في تربيتها وهم سعداء بهم، نعم سيقال قدَّر الله وما شاء فعل، ولكن أين الأعين ألا تستطيع أن تكون يقظة، كل ما أستطيع قوله: وماذا بعد؟ وماذا بعد؟!

تعليق عبر الفيس بوك