من القلب.. شكرا عُمان سلطانًا وشعبًا

 

د. غالية أحمد المحني| مسقط

 

تجثو حرب اليمن على كاهل أبنائها، وتشتت أرواحهم وأولادهم، وتجوِّع شعبهم وتقتل شبابهم وتشوه تاريخهم وتستغل ثراوتهم، وتدخلهم متاهات الفقر والجوع وظلمات الفكر وشبهات المعتدين والمفسدين.. أطفال ونساء يُقتل عائلهم، ويضيع مستقبلهم، ويُنزع أمانهم، حتى يصبح الموت هو الرحمة المهداة؛ بسبب الحرب وتوابعها.

لست متبحرة في السياسة ولا أجيد التحليل؛ لكن في خضم هذه الظلمات التي سقطت على أهلنا في اليمن كقطع الليل الأسود ظلما، وعدوانا لشعب فقير، عزيز النفس، غني بالثروات، قوي الباس، يضيء نور قلوب أهلنا في عُمان خاصةً حيث وجدتُ كل بيت في عُمان متألمًّا ومتعاطفًا مع مظلومية الشعب اليمني بلا مواراة أو ادعاءات.

وأجد أغلب البيوت مهمومة بفقرائنا، وأجد سلطانا حكيما لاأظن أن يأتي أحد مثله احترم الإنسان والإنسانية ونأى بنفسه عن أي سياسات ملعونة أتت بالخراب إلى بلاد العرب جميعا؛ عالج الجرحي والمرضى، وأحسن إلى اليمنيين، وأعزهم حتى ملك القلوب جميعا.

الشعب العُماني رقيق الطبع، صادق الرؤية، عميق الفكر، صادق في إيمانه، والعمانيون قلوبهم بيضاء، وسلوكهم حضاري؛ الإنسانية شيمتهم، والله حاضر في أفعالهم لا أقوالهم فقط.

يا شعب عُمان ملكتم قلوبنا، بجميل أفعالكم، وروعة إحسانكم، استطعتم أسر قلوب أهل اليمن وكسبتم الأجر بإذن الله.. أحببناكم واستقطبتم قلوبنا إليكم.

أنا حين اقتربت منكم أكثر، وجدت نفحات الرحمن تملأ أرضكم وسماءكم، ورضا رب العالمين ومحبة البشر، اغتنيتم بجميل فعالكم، أغلى ماقد يملكه أبناء اليمن، وهي قلوبهم الرقيقة وأفئدتهم اللينة حتى صار عهدا هذا الحب الذي نسجتموه في أصعب تاريخ يمر به اليمن الحديث.

اي نصر أحرزتموه؛ حين فشل المحاربون الكونيون والمتآمرون جميعهم في إحرازه وظنوا أن اليمني سهل الكسر، والإذلال، ونسوا أن التاريخ قد يعطي أفضل درس يتعلمون منه قبل مس اليمن الواحد،  الذي ادعوا تفتت مجتمعه، وانتسابه للغير، ونسوا أن اليمني هو التاريخ الذي يُنسب الآخرون إليه، وأن قلوب اليمنيين متشابكة كالنسيج الواحد إن انصرف كل الغرباء عنهم.

من القلب شكرا سلطان عمان، وأهل عمان.

تعليق عبر الفيس بوك