حياةُ الْمَرْءِ ما هِيَ غَيْرَ زَرَعٍ

 

د. صالح الفهدي| سلطنة عمان

 

تعلَّمتُ الدُّرُوسَ مِنَ الْحَياةِ

دُرُوساً بِالْمَوَاعظِ مُتْرَعَاتِ

//

منائِرَ لِلسَّنَا قَدْ كُنَّ دوماً

دَليلي فِي خُطُوبِ النَّائباتِ

//

تُجَنِّبُني الْمَزَالِقَ فِي طريقٍ

وتَحمِي مِنْ دَوَاهِي التُرَّهَاتِ

 //

سَأُلْقِي بعضها فَلَعَلَّ نفسًا

تَعِيْهَا مِنْ سُطُورٍ بَيِّناتِ

//

حياةُ الْمَرْءِ ما هِيَ غَيْرَ زَرَعٍ

لِأُخْرَى مِنْ نعيمِ الصَّالِحاتِ 

//

فَإِنْ زَاغَ الْفُؤَادُ دَنَوْتَ شَأْناً

وكُنْتَ الظِّلَّ في دَرْبِ الْعُصَاةِ

//

وإنْ عَظَّمْتَ نفسَكَ سوفَ تحيا

عليَّ الشأنِ في سِلْكِ الأُبَاةِ

//

فأنتَ بِمَا حَمَلْتَ مِنَ الْمَعَانِي

حَرِيّاً بِالثَّراءِ أَوِ الْفُتَاتِ..!

//

إذا أَدْرَكْتَ أهدافاً عِظَاماً

سَعَيْتَ لها بإِقْدَامِ الْكُمَاةِ

//

وَإِنْ شِئْتَ الْمَذَلَّةَ عِشْتَ عبداً

تَرَنَّحُ في متاهاتِ الْغُوَاةِ..!

//

حياتُكَ في ضَياعٍ إِنْ تَقَضَّتْ

بِلا هدفٍ تُهَوِّمُ في شَتاتِ !

//

ولَنْ تَرْقَى لِمَجْدِكَ دُونَ جهدٍ

عسيرٍ في طِلَابِ الْمَكْرُمَاتِ

//

هِيَ الْفُرَصُ السَّوَانِحُ فَاغْتَنِمْها

كَمِثْلِ السَّهْمِ في أيدي الرُّمَاةِ

//

وَإِنْ تمضي بلا أثرٍ سَتُمْسِي

كَمِثْلِ غُبارَ في طَيِّ الْفَلَاةِ

//

وحَسْبُكَ إِنْ فَنَيْتَ تعيشُ إِسْماً

يُخَلَّدُ في أقاصيصِ الرُّواةِ

//

دروسٌ لا يَعِيها غيرُ عَقْلٍ

سَنِيَّ الْفِكْرِ، مَوفورَ الْهِبَاتِ

 

تعليق عبر الفيس بوك