ترامب يهدد بتدمير الاقتصاد التركي "إذا تجاوزت أنقرة الحدود".. وبريطانيا تعبر عن قلقها

الجيش التركي يقصف الحدود السورية العراقية لقطع خطوط الإمداد عن الأكراد

عواصم - رويترز

قال مسؤولان تركيان لرويترز، أمس، إنَّ الجيش التركي نفذ ضربات جوية استهدفت الحدود السورية-العراقية، لمنع القوات الكردية من استخدام الطريق لتعزيز شمال شرق سوريا، بينما تجهز أنقرة لشن هجوم هناك. وقال مسؤول أمني: "أحد الأهداف الرئيسية كان قطع طريق المرور بين العراق وسوريا قبل العملية في سوريا.. بهذه الطريقة تم قطع طريق عبور الجماعة إلى سوريا وخطوط الإمداد بما في ذلك بالذخيرة".

وفي غضون ساعات قلائل، قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسته في سوريا رأسا على عقب بسلسلة من البيانات الفوضوية، وباغت حلفاء أجانب بالانقلاب عليهم، كما فاجأ كبار أنصاره من الجمهوريين ودفع مساعديه للتحرك بسرعة لاحتواء ما أحدثه من أضرار.

وعلى جانب آخر، قال متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أمس، إنَّ بلاده قلقة للغاية من خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية في شمال سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف بحث الوضع في شمال شرق سوريا مع نظيره التركي عبر الهاتف وسط حالة من التوتر بشأن أنباء عن عملية عسكرية تركية محتملة هناك.

وهدَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي إذا "تجاوزت" تركيا الحدود، بعد قراره المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من شمالي سوريا. وفي سلسلة من التغريدات الغاضبة دافع الرئيس الأمريكي عن قراره الذي قد يمهد لشن تركيا هجوما على المقاتلين الأكراد عبر الحدود. كما دافع ترامب عن علاقات واشنطن مع أنقرة بعد أن انتقد الحزبان الجمهوري والديمقراطي قراره سحب قوات أمريكية من شمال شرق سوريا؛ في خطوة يخشى منتقدون أن تفتح الطريق أمام هجوم تركي على القوات التي يقودها الأكراد. وكتب ترامب على تويتر "ينسى الكثيرون بسهولة أن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة. في حقيقة الأمر هم يقومون بتصنيع الإطار الهيكلي الفولاذي للمقاتلة الأمريكية إف-35. كما أن التعامل معهم كان جيدا، لنتذكر دائما، وعلى نحو مهم، أن تركيا عضو مهم للمكانة الجيدة لحلف شمال الأطلسي".

وعلى تويتر، كتب ترامب في تغريدات متوالية إن "الولايات المتحدة كان من المفترض أن توجد في سوريا لثلاثين يوما فقط، وقد كان ذلك منذ أعوام عديدة. لكننا بقينا وانخرطنا أكثر وأكثر في حرب بلا هدف في الأفق. وعندما وصلتُ أنا واشنطن، كان تنظيم داعش يعيث في المنطقة، وسرعان ما أنزلنا بخلافتهم هزيمة مئة في المئة. لقد حارب الأكراد معنا، لكنهم حصلوا مقابل ذلك على كميات هائلة من الأموال والمعدات. وبعد نحو ثلاث سنوات، لقد حان الوقت لكي نخرج من تلك الحروب التي بلا نهاية، وأن نعيد جنودنا إلى الوطن". وتابع ترامب: "سنحارب أينما كان لنا في الحرب منفعة. وسنحارب لننتصر لا غير. تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد يتعين عليهم الآن أن يجدوا حلولا للموقف".

من جانبها، قالت تركيا إنها أتمت استعداداتها لعملية عسكرية في شمال شرق سوريا. وقالت وزارة الدفاع التركية على تويتر أمس: "لن تقبل القوات المسلحة التركية أبدا بتأسيس ممر للإرهاب على حدودنا. اكتملت جميع استعداداتنا للعملية.. من المهم إقامة منطقة آمنة/ ممر سلام للمساهمة في سلام واستقرار منطقتنا وحتى يعيش السوريون حياة آمنة".

وقال شاهد من رويترز إنه لم يلحظ من تل أبيض السورية الواقعة عبر الحدود أي نشاط عسكري يوم الثلاثاء قرب بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية. ونُشرت مدافع هاورتز خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود وكانت موجهة صوب سوريا.

وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أخلت نقطتي مراقبة في مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين يوم الإثنين. ويهدف تحذير ترامب على ما يبدو إلى إرضاء منتقديه الذين اتهموه بالتخلي عن الأكراد السوريين من خلال سحب القوات الأمريكية. وشارك في الانتقادات زعماء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومن مجلسي الكونجرس ومن بينهم السناتور الجمهوري ميتش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وقال ترامب على تويتر: "أكرر ما أكدته من قبل، أنه إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي البالغة التي لا تضاهى متجاوزا للحدود فسأدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (لقد فعلت ذلك من قبل)".

وقوبلت تعليقات ترامب برد فعل غاضب في تركيا حتى من ساسة منتمين لأحزاب معارضة مثل زعيمة حزب الخير ميرال أكشينار، التي قالت إنه يجب تنحية السياسات المحلية جانبا في مثل هذا اليوم.

وقالت أكشينار لأعضاء البرلمان المنتمين لحزبها، في كلمة داخل مقر البرلمان: "تهديد اقتصاد تركيا كارثة دبلوماسية... اليوم يوجد حزب واحد فقط وهو علمنا (التركي) الأحمر، أفضل رد على هذه الوقاحة هو الذهاب إلى شرقي الفرات وقطع ممر الإرهاب".

ونددت القوات التي يقودها أكراد، وكانت أهم شريك لواشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، بالتحول الكبير المفاجئ في السياسة الأمريكية وقالت إنه مَثّل لها "طعنا بالظهر". وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: "لا تزال الحشود التركية على الحدود مستمرة. ولدينا بعض المعلومات التي تشير إلى أن الدولة التركية جلبت بعض فصائل (المعارضة) من الجيش الحر من جرابلس وإعزاز وعفرين إلى الحدود. وهذه التحركات تدل على هجوم وشيك، ونحن نتوقع حدوث هجوم في وقت قريب".

تعليق عبر الفيس بوك