المشهد الثقافي الليبيّ.. شهادة من قريب (3)

 

الشاعرة نعمة الفيتوري| ليبيا

 

ليبيا غنية بقامات ثقافية لها وزنها على مر التاريخ ولا شك أن أي مرحلة يمر بها المجتمع تنعكس على أفراده والشاعر كونه الأكثر تأثراً بما يدور حوله فهذا له الأثر الكبير على نفسيته وبالتالي على تصويره للأحداث برؤيته الخاصة..

المشهد الثقافي في ليبيا الآن لازلت اؤكد أنه بخير بالرغم من كل الظروف التي عاشها هذا البلد من تغييب وكبت وثورات وحروب وإرهاب لكن أثبت هذا الشعب أنه يستحق الحياة، لأننا لو استعرضنا المشهد الثقافي اليوم في ظل تجاهل وإهمال وعدم تواصل المؤسسات المختصة بحجة عدم توفر الإمكانيات للقيام بواجباتها كما ينبغي؛ فإن الزخم الذي نعيشه الآن بفضل جهود ذاتية ولو أنها تفتقد للتنظيم والشمولية إلا أنها تزرع نواة للاستمرار وبذل المزيد.

من أهم ملامح المشهد استئناف عمل بيوت ثقافية قديمة وولادة مؤسسات ثقافية ومنتديات وجمعيات بإدارة أشخاص تقام فيها الندوات والأمسيات الشعرية وكان لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والصحف الورقية والإليكترونية دور مهم في انتشار الشعر والشعراء واللافت بروز شاعرات ليبيات متميزات بالرغم من صعوبة ذلك حتى الآن لكن أن يحدث تغييراً إيجابياً في بلد لا يزال يعاني ويلات الفرقة والحرب وظروف معيشية صعبة فهذا أمر جدير بالاحترام والتقدير.

قصيدة النثر في رأيي هي البراح الذي يمكن من خلاله أن يسمح لطاقة مكبوتة أن تفرغ بعض مالديها، فهي تتيح للشاعر أن يعبر بأريحية، وهي تحرير لمشاعر، وتحليق غير محدود لخيال عانى من القيود ويأبى أن تقيده قافية قد تكون أيضاً تمردًا على سجن طال الوجدان.. الشعر مشاعر حرة يدعمها الخيال والخيال لا سقف له.. غير أن هناك العديد ممن تألقوا في مجال الشعر العمودي ولهم كل التقدير.

 

تعليق عبر الفيس بوك