فرق المراحل السنية بين الإهمال والتراجع (2)

محمد العليان

استكمالًا لحديثنا السابق حول فرق ومنتخبات المراحل السنية، نجد أنَّ هذه الفئة قد اختفت وغابت شمسها منذ عقد أو عقد ونصف العقد من الزمن، عن المسرح الآسيوي والدولي بالنسبة للمنتخبات الوطنية، وتدهورت وتوارت عن المنافسة والأنظار بعد تعرُّض هذه المنتخبات للعديد من الظروف والعوامل الإدارية والفنية، التي أدَّت بلا شك لتراجع مستوياتها الكروية المعروفة عنها أثناء حقبة التسعينيات كاملة، كمنافس قوي آسيويا وعالميا، في البطولات والمراكز المتقدمة، وإذا عُدنا لهذه الفئة المهمة بكل مراحلها السنية الثلاثة: الناشئين، الشباب، الأولمبي، في الأندية نجد العجب العجاب؛ حيث أهملت للأسف الأندية ونسفت هذه الفئة لعدم الاهتمام بها، وهنا لا أقصد كل الأندية، ولكن أغلبها، خاصة في أندية محافظة ظفار، والذي نُشاهده حاليا في فرقها وما تعانيه من صفقات وتعاقدات من خارج أسوار النادي، وابتعاد أبناء النادي عن الفريق الأول دليل على ذلك، ولو صرف صفقة واحدة من مبالغ الصفقات على فرق المراحل السنية، لتغيَّر الوضع بأكمله، وظهر لاعبون من أبناء النادي، والحق يقال إنَّ أندية الباطنة استفادت من فرق المراحل السنية وآخر 10 سنوات تصدرت وهيمنت أندية الباطنة على بطولات المراحل السنية بكل فئاتها، ومعهم نادي السيب، وكان من ثمار هذه البطولات ضم لاعبين لهذه الأندية من فرق المراحل السنية للفريق الأول، وكانت ثمار هذه البطولات التتويج بالبطولات للفريق الأول والمنافسة عليها، فحصدتْ أندية السويق وصحم وصحار بطولات ونتائج، وأصبحت أكثر من 6 فرق موجودة في دوري عمانتل للمحترفين، بعد أن كان معظمها في الدرجة الأولى، وللأسف نقُولها بكل صراحة: معظم الأندية لم تهتم بذلك، وخير دليل على ذلك نجد مدربين وإداريين تتولى شؤون هذه المراحل، وليس لديها الخبرة ولا الثقافة وحتى السن متقارب مع اللاعبين، هذه الفئة العمرية تحتاج إلى كفاءات إدارية وفنية تفهم في العمل الرياضي من الذين مارسوا الكرة وأحبوها وأخلصوا لها، وليس لتكملة عدد كما يحدث حاليا في الأجهزة الفنية والإدارية والمسؤولة في الوقت الحالي، والذي نراه صراحةً عبثٌ وفوضَى وعدم جدية من الأندية لهذه الفئة العمرية؛ فكيف لإداري لا توجد لديه مثلا حتى الشهادة العامة، أن يقود هذا الجيل ويزرع ثقافتهم ويوجههم...إلخ، الأندية أصبحت مُشاركتها في المسابقات المراحل السنية تُعتبر كتكملة عدد، والخوف من العقوبات في عدم المشاركة أيضا، يجب على الأندية من الآن أن تعمل غربلة شاملة خاصة الأندية الكبيرة، وإعادة حساباتها، خاصة أندية ظفار، والعروبة، والنصر وفنجاء والنهضة، وأيضا إعادة ترتيب العمل والمنظومة الكروية لفرق المراحل السنية، في كلِّ الاتجاهات وبلوغ البنيان أو البناء السليم بدءًا بالقاعده الهشة، وهذه هي الطريقة لإنعاش المواهب واستخراجها، والذي اغلق منذ فترة طويلة، ويجب على الأندية أن تجعل من نفسها مدرسة إنتاجية، وليست مدرسة استيراد، حتى لا تفقد هُويتها.