"بلومبرج": لا يجب على الولايات المتحدة إنقاذ رئيس الوزراء العراقي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

وصفت مقالة للرأي بقلم بوبي جوش نشرتها وكالة بلومبرج الإخبارية الخطاب الذي ألقاه عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي يوم الجمعة الماضي بـ"الكئيب"، بعد أن قتلت قواته الأمنية عشرات المحتجين، واتهمته بعدم تقديم أي استجابة لمطالب المحتجين، بل مجرد تفاهات وأنه يستمع إلى مطالب الناس، ثم يحذر من أنه "لا يوجد حل سحري".

هذا من غير المرجح أن يرضي المتظاهرين الذين يطلبون منه القيام بعمله. فقد سئم العراقيون من الفساد والعجز اللذين يميزان حكومتهم والمأزق السياسي الذي يحاصر برلمانهم، في ظل النفوذ المتزايد لإيران في جميع جوانب الدولة، وعجز المهدي عن القيام بأي خطوة في أي قضية تعرض عليه.

كان رد رئيس الوزراء على أيام الاحتجاجات الغاضبة المتزايدة هو إطلاق قوات الأمن التابعة ضد المتظاهرين، وفرض حظر للتجول ومحاولة حجب الإنترنت، وهو ما يبرز مدى فقدانه للسيطرة على الوضع. كما أغلقت حكومته حدودها مع إيران تماماً في الوقت الذي يستعد فيه ملايين الإيرانيين القيام بحجهم السنوي إلى مدينتي النجف وكربلاء العراقية.

وأكد كاتب المقال أنه لا يمكن أن تتواصل الحملة الأمنية على المحتجين، فمهدي ما هو إلا نتاج ضعف سياسي، ولم يُمنح وظيفته إلا لأنه لم يكن بإمكان أي حزب تشكيل ائتلاف حاكم. وإذا استمر العنف، فإن الأطراف التي رآته مرشحا توافقيا سيتحول إلى "كبش فداء".

وهذا من شأنه أن يثير القلق في واشنطن من استبدال عبدالمهدي بشخصية أكثر تأييدًا لإيران. فالعراق هو محور سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط، وهي دولة خط المواجهة في العلاقة مع إيران. ويعد عبدالمهدي أكثر استجابة للهيمنة الأمريكية من معظم الشخصيات البارزة في البرلمان.

لذلك قد تميل الإدارة الأمريكية إلى التدخل في المستنقع السياسي ببغداد لدعم رئيس الوزراء، لكن ذلك سيكون خطأ فادحا.

ويعارض العراقيون التدخل الأمريكي بقدر رفضهم لنفوذ الإيراني، وفي هتافاتهم، يدين المتظاهرون الولايات المتحدة وإيران في نفس الوقت.

وتجري العديد من الاحتجاجات في المدن الجنوبية للعراق، وهي موطن الغالبية الشيعية في البلاد، وهي مجموعات يفترض صناع السياسة الأمريكيين أنها تميل إلى تفضيل أتباعهم في إيران. لكن المدن الجنوبية شهدت أقوى الاحتجاجات المناهضة لإيران في صيف عام 2018، والتي أنهت فعليًا فرص إعادة انتخاب سلف عبدالمهدي حيدر العبادي وهو سياسي شيعي آخر.

ودعمت واشنطن العبادي في السباق السياسي الذي أعقب انتخابات مايو 2018. وولم تنجح بعد ذلك، ومن غير المرجح أن تفعل ما هو أفضل إذا حاولت إنقاذ عبدالمهدي.

ويجب على إدارة ترامب أن تدرك أن عبدالمهدي هو الرجل غير المناسب الذي يدير  شؤون العراق. وبدلاً من حمايته، يجب أن تستخدم واشنطن نفوذها مع رئيس الوزراء للمطالبة بالإصلاحات ذاتها التي يطالب بها المحتجون، وربط المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية، بالتقدم المحرز في تحقيقها.

وإذا أجبر البرلمان عبدالمهدي على الاستقالة، فعلى الولايات المتحدة أن تسمح للسياسة في بغداد أن تمضي بما يرضي المواطن العراقي، إذ لم تكن المصالح الأمريكية تتماشى أبداً مع مصالحهم.

تعليق عبر الفيس بوك